الوقت- نشاهد كل يوم ونقرأ عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المآسي تلو المآسي التي يعيشها اطفال ونساء الروهينغا في ميانمار، حيث يستمر جيش مينمار بنهش اجسادهم الضعيفة وينكل بهم أشد التنكيل وسط سمع وبصر المنظمات الحقوقية العالمية والمحلية والتي تكتفي بالشجب فقط. وعلى الرغم من إعلان سلطات البلاد في بنغلاديش وميانمار التوصل إلى "ترتيب" لبدء عملية إعادة اللاجئين في غضون شهرين، الا ان نشطاء حقوقيون يؤكدون أن الروهنجيا لا يزالون يعانون الامرين من سلطات الميانمارية حيث لا يزالون يتدفقون بأعدادٍ كبيرةٍ كل يوم إلى مخيمات اللاجئين، اضافة الى المعانات التي تلحق بهم في مخيمات اللجوء في بنغلادش من قلة المواد الغذائية الى الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها فتيات ونساء الروهينغا.
وفي آخر التقارير التي تتحدث عن معانات نساء الروهينغا، نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية تحقيقاً كشفت فيه عن معانات " صبايا من مسلمي الروهينغا" في بنغلادش من عنف واستغلال وعبودية جنسية. وتحت عنوان "إغاثة فتيات الروهينغا الهاربات من القمع الوحشي في ميانمار ليواجهن رعب الاتجار بالبشر واجبارهن على ممارسة البغاء في بنغلاديش"، أجرت موفدة الصحيفة إلى مخيمات اللاجئين تحقيقاً تفصيلياً تناولت فيه ما يجري مع اللاجئات في مخيمات اللجوء في بنغلادش.
ومن الامثلة الكثيرة التي ضربتها الصحفية عن المعانات الوحشية التي تعيشها فتيات الروهينغا في بنغلادش كتبت الصحفية عن سعدية، الفتاة المسلمة التي فرت إثر حرق قريتها في ولاية راخين واقتياد الجنود لأخيها لإعدامه بإطلاق النار عليه، ثم بيعت لاستخدامها في خدمة البغاء في فندق فخم في منتجع تشيتاغونغ على البحر في بنغلاديش.
ونقلت الصحفية عن سعدية قولها "لقد احتجزونا في غرفة وكانوا يركلوننا ويضربوننا إذا رفضنا ممارسة الجنس، ففي اليوم الأول جاءنا رجل سمين وثلاثة من أصدقائه، ثم تواصلت العملية بين ثلاثة إلى خمسة رجال في اليوم. لقد جرحت وبقيت أنزف في المرة الأولى".
كما ونشرت الصحيفة احصائيات جديدة صادرة عن الأمم المتحدة، تبرز تعرَّض مئات الآلاف من النساء اللواتي هربن إلى بنغلاديش المجاورة، لأحد أشكال الاعتداء الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي.
وكشفت الصحيفة ايضاً انه رغم اتفاق حكومة ميانمار وبنغلادش على اعادة اللاجئين الى موطنهم، لا يزال عدد اللاجئين يتزايد بنحو 1000 مواطن من الروهينغا يوميا متوجهين إلى مخيم "كوتوبالونج" للاجئين جنوب شرقي بنغلاديش.
وفي السياق كشف راديو "فرنسا الدولى"، في تقرير له أن أكثر من 620 ألف مسلم من الروهينغا فروا من ميانمار وذلك خلال ثلاثة أشهر بسبب الهجمات التى شنها الجيش والميليشيات البوذية ضد هذه الأقلية المسلمة فى البلاد.
جيش ميانمار يمحو تاريخ الروهينغا المسلمة
وفي سياق متصل لا يكتفي الجيش الميانماري بتهجير مئات الالاف من الروهينغا بل يعمل ايضا على محو تاريخهم من المنطقة، وفي هذا السياق قال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في تقريره الذي ارسله الى الامم المتحدة في تشرين الأول / أكتوبر أن القوات الميانمارية تعمل على محو جميع المعالم البارزة من جغرافية وذاكرة الروهينغا بطريقة لا تمكنهم من العودة إلى أراضيهم، تلك الطريقة التي لن تسفر سوى عن ارض خربة وغير قابلة للاعتراف بها.
بدورها كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تاريخ "الروهينغا" مهدد، وقالت انه لطالما اعتبرتهم بنغلادش متطفلين خطرين، وحاليا يسعى الجيش الميانماري إلى محو تاريخهم، ليصبح معظم الأقلية المسلمة بلا وطن في مواجهة خطر "الإبادة". ولفتت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، يوم امس السبت، حمل عنوان "لا شيء يُدعى الروهينغا ميانمار تمحو تاريخا"، إلى أن حكومة ميانمار، البلد ذات الأغلبية البوذية، لا تعترف بوجود الروهينغا المتمركزين في إقليم راخين غرب البلاد، بل وتنكر هويتهم.
ونقلت الصحيفة عن "يو كياو سان هلا"، الضابط في أمن إقليم راخين، إنه "لا يوجد شيء يُدعى روهينغا؛ تلك أخبار كاذبة"، واضاف الضابط الميانماري أن الحملة في راخين "استهدفت المعلمين وقادة الدين والثقافة وأناسا آخرين ذوي تأثير في مجتمع الروهينغا، في جهود لتقليص تاريخ وثقافة ومعرفة الروهينغا".
وكشف الضابط للصحيفة ان حكومة ميانمار استطاعت التاثير على المقيمين في راخين حيث ينكر كل المقيمين هناك حاليا أنه كان هناك مسلمون ذات يوم امتلكوا محلات في السوق الشعبية.