الوقت- بينما كان البابا فرنسيس يذرف الدموع يوم أمس السبت خلال سماعه اللاجئين الروهينغا وهم يروون محنتهم بعد أن ذاقوا ويلات جرائم جيش ميانمار، كان ولي العهد السعودي الشاب المسلم "محمد بن سلمان"، مشغولا بالتقاط السلفي مع شبان من المملكة خلال زيارته لمواقع تراثية في محافظة العلا بالمدينة المنورة.
مايثير الأسى أن البابا المسيحي اشترط لقاء الروهينغا والإطمئنان عليهم لزيارة بورما وبنغلادش، ليبدو أنه قلق عليهم أكثر من زعماء بعض الدول العربية المسلمين، في حين كان محمد بن سلمان يستجمّ وثيابه ملطّخة بالرمال خلال جولته السياحية الى محافظة العلا.
والملفت في الأمر أن الأمير "التقيّ" بن سلمان المشغول ليل نهار بمتابعة أوضاع المسلمين اليوم، إذ لم يتوانى في مساعدتهم سواء في اليمن أو سوريا والعراق وغيرها من الدول الاسلامية، كان منهكا بالتقاط السيلفي مع عدّة شبّان من أبناء جلدته والإبتسامة تكاد تفتق فكّه. في حين كانت دموع البابا المسيحي تنهمر على الرمال في مخيمات اللاجئين الروهينغا عند حدود بنغلادش.
وأمام كاميرات الإعلام بكى البابا فرنسيس، خلال سماعه مآسي اللاجئين الروهينغا، وهم يروون محنتهم مباشرة، وقال حينها أن اللقاء معهم كان أحد الشروط التى وضعها لزيارة بورما وبنغلادش، ليكشف بذلك عن أن الهدف الرئيسي لهذه الزيارة هو تفقّد أوضاع المسلمين لا غير.
لقاء البابا مع الروهينغا بادرة رمزية للغاية للتضامن مع الأقلية المسلمة الهاربة من العنف فى بورما، حيث أبلغ البابا الصحفيين على متن الطائرة خلال عودته إلى روما أن اللاجئين بكوا أيضا.
وأكد البابا أنه كان يعلم بشأن لقائه بالروهينغا، وقال: لكن لم أعرف أين ومتى، بالنسبة إلى كان هذا أحد شروط الرحلة، لكن البابا المعروف بصراحته اضطر الى اعتماد دبلوماسية حذرة خلال زيارته الى بورما، وهي الأولى لحبر أعظم الى هذا البلد، متفاديا أي إشارة علنية مباشرة الى الروهينغا أثناء مناشدته القادة البوذيين تجاوز الاحكام المسبقة والكراهية.
ولكن البابا زادت جرأته في بنغلادش بعد خروجه من حدود سلطات ميانمار، حيث تناول الموضوع مباشرة واجتمع في لقاء مؤثر في دكا ببعض اللاجئين الروهينغا من المخيمات البائسة جنوبي بنغلادش.
وصرّح البابا من إحدى المخيمات: ما قدمته بنغلادش لهم شيء هائل، ومثال على الترحيب، وتابع: بكيت، وحاولت أن أخفى ذلك، مضيفا "هم بكوا أيضا"، وأشار البابا إلى أنه حدّث نفسه لا يمكننى أن أغادر دون أن أقول كلمة لهم، وتوجه البابا اليهم بالقول "مأساتكم قاسية جدا وكبيرة جدا لكن لها مكانة في قلوبنا".
وتابع البابا: "أطلب منكم المغفرة نيابة عن هؤلاء الذين أساؤوا إليكم، خصوصا وسط لا مبالاة العالم، واستخدم البابا تعبير الروهينغا للمرة الأولى في بنغلادش، بعد أن نصحه رئيس أساقفة يانجون بأن استخدامه في بورما قد يشعل التوتر ويعرض المسيحيين للخطر.
ولمن لا يعلم تعدّ كلمة الروهينغا ذات حساسية بالغة في بورما ذات الغالبية البوذية، لأن الكثيرين هناك لا يعتبرون الروهينغا مجموعة أثنية مستقلة بل متطفلين جاؤوا من بنغلادش.
وكشف البابا أنه لو استخدم هذه الكلمة في خطاب رسمي في بورما، فإنه بذلك يكون قد أوصد الباب بينه وبينهم، مضيفا "هم كانوا يعلمون مسبقا بما كنت افكر".
نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها كريستينا لامب، تتحدث فيه عن زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني إلى ميانمار وبنغلادش.
يشار الى أن مسلمي الروهينغا يستقرّون في الوقت الراهن ضمن ظروف سيئة في مخيمات على حدود بنغلادش، بعد أن فرّوا من التطهير العرقي، الذي قامت به القوات البورمية للمسلمين في إقليم راكين القريب من الحدود مع بنغلادش.