الوقت - قبل عام من الآن قام الكيان الاسرائيلي بشن عدوان دام على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مستخدما احدث انواع الاسلحة الامريكية والغربية لإيقاع اكبر عدد ممكن من الشهداء في صفوف الشعب الفلسطيني اطفالا ونساء وشيوخا ورجالا على مرأى ومسمع العالم وخاصة الدول العربية والاسلامية، وما أشبه اليوم بالامس حيث نقترب من شهر رمضان المبارك في عامنا الحالي ويتعرض الشعب اليمني الى الإبادة بأحدث الصواريخ والقنابل الامريكية والغربية، فهل تريد السعودية تكرار المشهد الغزاوي في اليمن طوال شهر رمضان ايضا؟
ان الكارثة الحقيقية والفاجعة المؤلمة هي ان الرياض استطاعت عبر صرف اموال النفط الطائلة شراء وسائل الاعلام في الدول العربية والاسلامية والتي لم تتطرق كثيرا الى الاوضاع المأساوية التي يرزح الشعب اليمني المسلم تحتها حيث بات يمكننا القول بأن وسائل الاعلام الغربية والدولية باتت تتحدث عن الجرائم السعودية ومظلومية الشعب اليمني اكثر من وسائل الاعلام المأجورة في العالمين العربي والاسلامي.
ان صور الاطفال اليمنيين المحترقين بفعل القنابل الحارقة السعودية اضافة الى صور النساء والشيوخ والرجال وقصف المساجد ودور العبادة والمستشفيات والبنى التحتية والمرافق الحيوية والاقتصادية كلها تحكي قصة معاناة شعب ذنبه الوحيد هو أنه خرج من بيت الطاعة السعودي ونظم ثورة أرادت السعودية وحلفائها في الدول الخليجية وأدها وحينها نظم هذا الشعب صفوفه وشكل لجان ثورية شعبية وقاد حركة للاطاحة بنظام الحكم الموالي للرياض بتكاتف وتعاضد الشرفاء من ابناء الشعب اليمني وحينئذ تكالبت عليه القوى الاقليمية والدولية وحولت بلاده الى خراب بحيث لايمكن حتى توفير المياه الصالحة للشرب ناهيك عن الغذاء والخدمات الطبية والكهرباء والوقود.
وعلى المرء ان يتساءل ويرفع صوته عاليا في وجه كل الصامتين والمتواطئين ضد ابناء الشعب اليمني بأنه ما هي ذرائعهم لتبرير عدوان السعودية وحلفائها العرب والامريكيين والبريطانيين على اليمنيين فهل هاجم اليمنيون الحدود السعودية او أية نقطة في داخل السعودية لكي يستحقوا شن مثل هذه الحرب الشاملة ضدهم وضد بلادهم وحتى في الأشهر الحرم؟ ان الكيان الاسرائيلي كان يتذرع بسقوط عدد من الصواريخ على اهداف اسرائيلية لكي يشن عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني المظلوم وحرق النسل والحرث في قطاع غزة لكن اليمنيين لم يطلقوا حتى هذه الصواريخ المعدودة على السعودية بل انهم كانوا منشغلين باحداث داخلية وتغيير السلطة بحركة شعبية فكيف يمكن تبرير شن العدوان عليهم؟
ان السعودية لم توقف عدوانها على اليمن اثناء شهر رجب وهو من الأشهر الحرم وهي لم تراع التعاليم الاسلامية وما أكد عليه القرآن الكريم الذي جاء فيه ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ﴾ وكذلك ﴿يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير﴾ كما خالفت السعودية الاحاديث الشريفة المروية عن النبي الأكرم (ص) والذي أكد فيها على حرمة القتال في الأشهر الحرم فكيف اذا كان هذا القتال عدوانا ظالما وغير شرعي؟!
ولايمكن للسعودية بعد الآن ان تدعي بأنها دولة اسلامية وتخدم الحرمين الشريفين لأن قتل وجرح آلاف اليمنيين المسلمين بالتحالف مع القوى الغربية يعتبر من اكبر الجرائم بحق الدين الاسلامي وكذلك بحق الانسانية والقيم البشرية، وقد ادركت الشعوب الاسلامية منذ بدء الحرب السعودية على اليمنيين ان حكام الرياض ليسوا من الاسلام في شيء بل انهم لايختلفون عن الذين اوجدوا محرقة في قطاع غزة العام الماضي.
واذا استمرت الغارات السعودية التي يباركها المسؤولون الامريكيون والغربيون في تصريحاتهم ومواقفهم ودعمهم المعلن اثناء شهر رمضان المبارك على غرار شهر رجب المنصرم فإن ذلك سيكشف الوجه الحقيقي للمسؤولين السعوديين بشكل اكبر أمام المسلمين كافة ولايمكن للدولارات السعودية والدعم الذي تتلقاه الرياض من دوائر القرار الدولية ان تبيض وجه السعودية بعد الآن ابدا.
اما ما هو متوجب على كل مسلم في الدول الاسلامية وفي بقاع الارض فهو عدم السكوت والقيام بكل ما يمكن فعله لنصرة المظلوم أمام الظالم تنفيذا للأوامر الإسلامية الصادرة في هذا المجال فلايمكن ولايجوز السكوت بعد الآن على سفك دم الشعب اليمني الأعزل.