الوقت- بالنظر هذه الايام إلى أسس التفكير الحاكمة على منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، نجد الإجابة عن سبب قيام الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية، بإعطاء الضوء الأخضر لموظفيها لعمل دعايات إعلامية للقوات العسكرية الأمريكية ونشر بعض آلأخبار المزيفة التي تعمل على تلميع صورة تلك القوات للرأي العام العالمي. منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هي منظمة استغلالية تهتم فقط بتحقيق مصالحها ومطامعها. ولقد لعبت هذه المنظمة أدواراً هامة في تحقيق الكثير من مصالح الدول الغربية الكبرى، فلقد دعمت هذه المنظمة، الولايات المتحدة على شن غارات وهجمات واسعة على أفغانستان والعراق وليبيا على مدى العقدين الماضيين وساعدت الولايات المتحدة أيضا على المضي قدما للإطاحة بالرئيس "بشار الأسد" في سوريا. وهنا يمكن القول بأن الولايات المتحدة تعتبر افضل شريك ومؤيد لهذه المنظمة الاستغلالية التي تهتم فقط بتحقيق متطلعاتها الإمبريالية. وحول هذا السياق قام مركز البحوث العالمي "جلوبال ريسيرش" في تقرير نشره مؤخرا، بتسليط الضوء على الرسالة المفتوحة التي وجهها البروفسور "كارل فون وولفرين" إلى قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ولقد جاء في هذه الرسالة :
إلى رؤساء وقادة منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"؛
لقد شاهدت خلال السنوات الماضية، كيف استطعتم النجاة من المستنقع الذي خلفتموه في أفغانستان وكيف خططتم للإطاحة بالرئيس القذافي من السلطة في ليبيا وكيف ذهبتم بعد ذلك إلى سوريا وقمتم بدعم الجماعات الإرهابية – وبالأخص تنظيم داعش الإرهابي- وحولتم ذلك البلد إلى ركام من الخراب وذلك من اجل حماية المسؤولين البريطانيين والفرنسيين المسببين الرئيسيين لتلك الحروب. هل تتذكرون الأزمة التي حدث في أوكرانيا في عام 2014؟ لقد دفعتكم تلك المخاوف التي كانت تراودكم في كل لحظة، من أن تتخلى عنكم روسيا وبولندا ودول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وتخرج من تحت مظلة نفوذكم، إلى التدخل في هذا البلد ودعم الانقلاب الذي قامت به الولايات المتحدة في ذلك البلد. "
البروفسور فون وولفرين
وفي سياق متصل أضاف مركز الأبحاث هذا : لقد أشار البروفسور "فون وولفرين" بدقة عالية إلى واحدة من الحقائق المهملة والمنسية والتي يمكن تسميتها "الناتو يبحث عن الفرص لإشباع أطماعه". ولقد لفت هذا البروفسور إلى أن الولايات المتحدة تسيطر على أجزاء كثيرة في منظمة حلف "الناتو"ولهذا فأن هذه المنظمة تقدم الكثير من الدعم والتسهيلات للولايات المتحدة لمهاجمة بعض دول العالم وهنا تجدر الإشارة بأن الولايات المتحدة تعطي هذا الحلف نصيبه من النفط والثروة التي يتم الاستيلاء عليها من تلك الدول وهذه هي الاستراتيجية التي طالما قام به ومازال يقوم به هذا الحلف إلى يومنا في مناطق مختلفة حول العالم. ففي الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي سعيداً لأزالت حائط "برلين"، كان هذا الحلف مستاءً وهذا يرجع إلى أن هذا الحلف يحبذ خلق الانقسامات والأزمات في العالم لكي يجني الكثير من الأموال، ولعل أفضل مثال على هذا الادعاء هو ما جاء في خطاب الجنرال "ألكسندر هاجي"، زعيم حلف "الناتو" التي أعطاها في يونيو / حزيران 1979، إلى خلفه الجديد "جوزيف لونز"، حيث قال له :
عزيزي جوزيف!
أود أن أوضح لك وأنا على مشارف ترك هذا المنصب لكم، إلى بعض الأشياء الهامة التي يمكنها أن تضمن حياتنا وحيات هذه المنظمة: في رأيي، أن استخدام القوات النووية في أوروبا يجب أن يتم عن طريق المفاوضات والتعاون مع الأوروبيين.لا تنسى أن نظامنا وقوتنا ومفاتيح حل خلافاتنا، تتمثل في الحفاظ على مظهر الحياد والسلام والصلح. ولكنني يجب أن أشير إلى أن التوازن النووي في أوروبا، يصب في صالح روسيا والبلدان الشرقية. إن وسائل الإعلام مهمة جداً، فإن لم نتمكن من إقناعها بالتعاون معنا، فإننا بالتأكيد سنعاني كثيراً وسوف يتوجب علينا الذهاب إلى كل بلد أوروبي لنوضح لهم أين تكمن مصالحهم. فأنا اعتقد بأن هذا النوع من التفكير هو السبيل الوحيد لتأمين مصالح الغرب ".
اصبح لدى العديد من الشعوب الأوروبية في وقتنا الحاضر، معرفة تامة بالوجه الشيطاني لحلف شمال الأطلسي "الناتو"
وفي النهاية، كتبت "جلوبال ريسيرش" : "الآن وبعد أن نظرنا إلى أسس التفكير الحاكمة على منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، نجد الإجابة عن سبب قيام الكثير من وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية، بإعطاء الضوء الأخضر لموظفيها لعمل دعايات إعلامية للقوات العسكرية الأمريكية ونشر بعض الأخبار المزيفة التي تعمل على تلميع صورة تلك القوات. ولكن الآن ينبثق فصل جديد من الفضائح تثبت بأن الهجوم على العراق لم يكن بسبب امتلاك هذا البلد لأسلحة دمار شاملة وإنما من اجل تلبية مصالح بعض الدول الكبرى. ولقد تمت مهاجمة ليبيا لإنها أصبحت أغنى بلد في أفريقيا ولأن القذافي قرر أن تتم التبادلات التجارية بين الدول الأفريقية بالاعتماد على عملة الدينار الأفريقي بدلاً من الدولار. ولقد تعرضت أفغانستان لهجوم عسكري وذلك بسبب أنها تمتلك آلاف المليارات من الموارد والثروات الطبيعية. ولقد تم التخطيط للقيام بأعمال شغب أدت إلى نشوب حرب أهلية وخلقت أزمة في سوريا استمرت لسبع سنوات، من داخل السفارة الأمريكية في دمشق، بهدف الإطاحة بالأسد وتغيير خريطة الشرق الأوسط لصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو". أن هذه الحقيقة تتجلى يوما بعد يوم وتصبح أقوى وأكثر إشراقا وما رسالة البروفيسور "فان وولفرين" الجريئة التي كشف فيها عن الوجه الحقيقي الشيطاني لهذه المنظمة إلا مثالاً حي على هذا الأمر.
قادة حلف "الناتو" يسعون جاهدين إلى كسب ود الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وهذا الأخير لا يعيرهم أدنى اهتمام / انظر كيف سلم "ترامب" على "ماكرون" ونظراته إلى الكاميرات.