الوقت- ماذا لو أمطرت السماء الماساً؟ سؤال ربما يعبر عن أحلام كثيرين، فماذا لو قلنا لكم أن السماء تمطر الماساً بالفعل، ولكن ليس على كوكب الأرض إنما على كوكب او كواكب أخرى.
في الواقع تشكل المطر الألماسي لا يختلف من حيث المراحل عن تشكل المطر المائي، وعلى سبيل المثال المطر العادي أو المائي يحتاج إلى بخار الماء كمادة اولية لتشكله، وكذلك المطر الألماسي يحتاج إلى الكربون كمادة أولية لكي يتشكل.
إذاً بدون الكربون لا يمكن أن تهطل السماء الماس، فمن أين يأتي هذا الكربون؟
تتساقط قطع الألماس من السماء كأمطار في عدد من كواكب مجموعتنا الشمسية مثل زحل والمشتري، وفي هذه الكواكب يوجد الكثير من غاز الميثان الذي يحتوي في تركيبته على عنصر الكربون، ولكن هذا العنصر لا يخرج من تركيبة الغاز إلا عندما تحدث بعض العواصف الرعدية في هذه الكواكب، فيتفكك الغاز وبفعل إرتفاع الضغط والسرعة يتحول إلى غرافيت وهي المادة التي نستعملها في صناعة أقلام الرصاص.
تتغير طبيعة هذه المادة عند عمق 6000 كم فتتصلب وتتحول إلى الماس، ولكن رحلة هذه المادة لا تتوقف هنا فتستمر بالسقوط نزولاً حتى مسافة 30 ألأف كيلومتر حيث تشتد الحرارة أكثر ويرتفع الضغط على هذه المادة، ورغم أن العلماء يعتبرون بأنه في هذه الظروف لا يمكن أن يبقى الماس صلباً إلا انهم لا يعرفون بعد طبيعة التحولات التي تحدث في هذه المرحلة، وهذا وفقاً لما قاله "كيفن بينز" الباحث المسؤول عن مجموعة من العلماء الذي أشرفوا على دراسة هذه الظاهرة.
كوكب 55 Cancri e الكوكب الألماسي
يدور هذا الكوكب على مقربة من نجمة "55 كانكري-اي" وهي خارج مجموعتنا الشمسية وتقع في مدار كوكب السرطان، يفوق حجمه حجم الأرض بثمان مرات تقريباً، فيما يبلغ قطره ضعف قطر الأرض ويمتلك مواد عديدة مشتركة مع الأرض ويطلق عليه لقب "الأرض الهائلة".
يدور حول نفسه بشكل سريع نسبياً إذ يكمل دورة كاملة حول نفسه كل 18 ساعة تقريباً، فيما يحتاج إلى 24 ساعة تقريباً ليكمل دورة كاملة حولنجمه، ويعد أول كوكب اكتشف من هذا النوع من الكواكبمنذ عام 2004، يبعد عن الأرض مسافة كبيرة تقدر بـ40 سنة ضوئة. اللافت أنه يتكون من عدة مواد اهمها الحديد والكربون الذي يتخذ شكلين الغارفيتوالماس فضلاً عن تواجد ماء وسيليكون على سطحه.
إذا ما أردنا تقييم قيمته بأموال كوكبنا يقدر العلماء قيمته بما يقارب الـ27 نونيليون دولار أمريكي والنونيليون الواحد لديه 30 صفر على يمينه. وذلك لأنهم يعتقدون أن باطن هذا الكوكب يتشكل بالكامل من مادة الألماس الخالصة.
قام عدد من العلماء في جامعة "ستانفورد" على دراسة هذه الظاهرة بشكل تفصيلي، كما يحاولون محاكاة ظروف هذه الظاهرة التي تحدث على عدد من الكواكب التي تمتلك غازات جليدية مثل "أورانوس" و"نبتون". وبعد هذه التجارب تم ملاحظة المطر الألماسي، وربطوا بين هذه الظاهرة و ظروف الضغط العالي على هذه الكواكب، أما علمياً ففسروها بتفاعل عنصري الهيدروجين والكربون جرّاء الضغط ما يؤدي إلى تشكل حبات الالماس. لذا فإنهم يتوقعون إحتواء هذه الكواك على كميات كبيرة من حبات الألماس تنشر في قعر محيط كوكب أورانوس وسطح باقي الكواكب الأخرى.
فهل تشكل هذه الثروات الطبيعية دافعاً إضافياً للعالم لكي يغزو الفضاء ويستولي عليها بعد أن بدأت الموارد الطبيعة على سطح الأرض بالإنحسار نسبياً؟.