الوقت- عبّر الأكراد الذين يعيشون في حي الاكراد وسط بغداد اليوم الخميس، عن شعورهم بالقلق إزاء تبعات استفتاء كردستان العراق، محمّلين قادة الإقليم مسؤولية ذلك.
وكانت قد أجرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لقاءات مع عدد من سكان حي الاكراد وسط بغداد، حيث عاشت بهذا الحي حوالي 200 أسرة كردية لأجيال عدة، إلا ان بعضهم يؤكدون أن جذورهم بالحي قديمة.
وذكر أكراد بغداد للصحيفة الامريكية إنهم لأول مرة منذ عقود، يجبرون على التفكير في هويتهم المزدوجة.
وفي هذا السياق يقول صباح مكي البالغ من العمر 66 عاما، وهو مدرس متقاعد: نحن جميعا قلقون مما قد يحدث لنا بسبب تبعات الاستفتاء، محذرا من تفاقم المواجهة السياسية أو العسكرية بين بغداد واربيل، محملا قادة كردستان مسؤولية مايحصل.
ونقلت الصحيفة الامريكية عن محمد عبد الله، رجل الأعمال العراقي الكردي ويبلغ من العمر 54 عاما، حيث قال أن الوضع غير مستقر، خاصة التصعيد بعد إجراء الاستفتاء من حرب سياسية كلامية إلى مواجهة عسكرية فعلية بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية على أماكن يزعم الأكراد أحقيتهم فيها مثل مدينة كركوك.
واعتبر رجل الأعمال الكردي إنه مستعد لنقل عائلته إلى الأردن إذا وصل الغضب العراقي إلى ذروته، لافتا الى ان معظم الأكراد في هذه المنطقة عاشوا حياتهم كلها ببغداد، حيث عشنا ودرسنا وعملنا هنا، ونحن نعتبر أنفسنا أكرادا عراقيين، ولسنا أكرادا بلا هوية.
كما وجه بعض الأكراد، لا سيما الشباب منهم، اللوم لقادة كردستان بسبب وضعهم في موقف محفوف بالمخاطر في بغداد.
يشار الى أن العلاقة بين الحكومة الاتحادية العراقية وكردستان تشهد توترا كبيرا، بعد إجراء الأخير استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، ما دفع رئيس الحكومة المركزية حيدر العبادي إلى فرض إجراءات عدة بينها إيقاف الرحلات الدولية في مطاري أربيل والسليمانية، والمطالبة بتسليم المنافذ الحدودية البرية كافة.
وفي (16 تشرين الأول 2017)، أمر البعادي القوات الأمنية بفرض الأمن في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، حيث تمكنت القوات الاتحادية من فرض الامن والانتشار في جميع مناطق كركوك والمتنازع عليها في ديالى وصلاح الدين ونينوى.