الوقت- رغم تنامي حدة العنصرية منذ وصول الرئيس الامريكي ترامب الى البيت الابيض الا ان الاخيرة كانت موجودة من سنوات مضت والتاريخ يشهد قبل الحاضر على التمييز العنصري الذي يعد مرتعا للجماعات العنصرية، ويأتي هذا المشهد العنصري، عنصرية الرجل الابيض في شوارع أمريكا لينبئ ببدء عصر العنصرية الدموية والكراهية ببروز منظمة " كو كلوكس كلان" مجددا في الشارع الامريكي.
ما هو تنظيم "كو كلوكس كلان" الأمريكي المنشأ؟
"كو كلوكس كلان" او ما يسمى بال”kkk” هي جماعة عنصرية نشأت في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد في أمريكا من قبل المحاربين القدامى للجيش الكونفدرالي، ونشطت وانتشرت في أنحاء أمريكا مع عشرينيات القرن العشرين ومن أبرز أهدافها محاربة تحرير السود ونيل حقوقهم المدنية إضافة إلى القضاء على وجود الأقليات في أمریكا حينها مثل اليهود والكاثوليك كان أهم المرتكزات التي أسست عليها هذه المنظمة. مطامعهم المادية إضافة إلى ممارساتهم السادية كان لا بد من تغطِيَتِها وتَورِيَتِها بِقالبٍ يجذِبُ المُؤَيِّدينَ والمناصرين، فكانت "العاطفة الدينية "المرتبطة مع قِلَّةِ الإِدراكِ العِلمي لدى الأوساط العامة هي الوسيلة المثلى لذلك، وفِعْلاً نادت المنظمة بسامية العِرقِ الأبيض المعتنق للمذهب البروتستانتي المسيحي على جميع الأعراق والمذاهب الأخرى.
تأسيسها
تأسست هذه المنظمة العنصرية في عام 1866م، وكانت مهمتها الرئيسية آنذاك هي محاربة تحرير العبيد ومقاومة إعادة هيكلية المجتمع الأمريكي. فسرعان ما طوَّرت الجماعة أساليب تعذيب وترهيب شنيعة استهدفت السود الأفارقة لنشر الرعب في أوساطهم وإثبات هيمنة الأمريكي الأبيض على الأسود.
لكن أول تأسيس لجماعة "كو كلوكس كلان" العنصرية في القرن التاسع عشر تم إبادته بالكامل على يد الرئيس الأمريكي "أوليسيس غرانت" خلال عملية الحقوق المدنية في عام 1871م، وعُرفت العملية آنذاك بعملية كو كلوكس كلان.
من جهة أخرى بدأت شعبيتها بالازدياد والظهور بقوة مجدداعام ١٩١٥ ميلادي، حيث بلغ تعداد المنتمين إليها أربعة ملايين أمريكي، كما أضافت إلى طابعها الديني الجانب القومي/الأمريكي، وذلك بتخويف الناس من خطر ازدياد أعداد المهاجرين إلى أمريكا، وتأثير قوانين مساواة السود والأقليات على ضياع الهوية الأمريكية.
كانت الـ "كو كلوكس كلان" تتخذُ مِنَ الصليبِ المشتعلِ شعارًا لها! ويغطي أعضاؤها وجوههم، فلا تبدو إلا عيونهم! كانت عملياتهم تتسم بالوحشية بالأخصِّ على السود، حيث كانوا يقضون عليهم، إما عن طريق الشنق أو الحرق أو الرجم حتى الموت؟! إضافة إلى عمليات تفجير وتفخيخ الكنائس ودور العبادة الخاصة بالسود؟! وبلغ تعداد ضحاياهم على أقل تقدير 3450 قتيلاً خلال فترة نشاطهم وانتشارهم.
أنت لست معي؛ إذاً فأنت ضدي.. لا تستحق إلا الموت.. هذا هو المحتوى الضِّمني الذي كان يتملك المنتسبين لهذه الجماعة، والذي كان سبباً في أن يتعدى شرهم حتى إلى البِيض، فقط لمجرد تعاطُفِهِم مع استضعاف السود.
وفي العشرينات من القرن العشرين، أصبح قرابة 15% من السكان الأمريكيين يتبعون للجماعة. وتبنَّت الجماعة مفهوم “العقاب اللينشي”، ويعني الإعدام بالشنق دون محاكمة، إضافةً لأنواع مختلفة من أساليب التعذيب التي مورست بحق المناهضين لها خاصةً من الأمريكان الأفارقة.
"كو كلوكس كلان" دعمت ترامب في انتخاباته
وفي سياق متصل قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن منظمة "كو كلوكس كلان" العنصرية دعمت دونالد ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لاختيار مرشحه للرئاسة الأمريكية في ولاية نيفادا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب اجتذب أعضاء منظمة "كلوكس كلان" التي تؤمن بفكر هيمنة البيض واضطهاد الأفارقة والكاثوليك وتعتمد استخدام العنف المفرط والصلب ضد من يكرهونهم من الأفارقة وغير البيض.
وأوضحت الصحيفة أن أعضاء المنظمة حملوا لافتات دعم لدونالد ترامب تحمل شعاره في الانتخابات الأمريكية "نستطيع أن نجعل أمريكا عظيمة ثانية".
تجدر الاشارة الى انه منذ قرابة الشهرين صدمت مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية من صور عنصريي "كو كلوكس كلان" الذين قتلوا متظاهرة في الثلاثين من عمرها خلال مظاهرة مناوئة لهم.
ونظرا لخطورتها أشارت الاحصائيات الى أن عدد أفراد المنطمة يقدر بحوالي 5000 شخص فقط في أمريكا، لكن على الرغم من قلة تعدادهم، إلا أنهم لا يزالون يُشكلون خطرًا على الحقوق المدنية لمعاداتهم لقانون الحقوق المدنية وإنهاء العنصرية. ومن المتوقع أن يتطور نشاط هذه المنظمة مجددًا خصوصًا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا الذي أعلن عن جملة قرارات عنصرية في البلاد. وهذا ما يدل على بداية النهاية.