الوقت- ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في مقال نشرته، بأن الرئيسين الأمريكيين السابقين "باراك اوباما" و"جورج دبليو بوش"، انتقدا بشدة في تصريحاتهما الأخيرة أعمال البيت الأبيض والسياسات الحالية التي تتبعها واشنطن.
وفي سياق متصل صرح الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش"، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 2001 و2009، قائلاً: يبدوا أن سياساتنا تعرضت لمخاطر اكثر من تلك التي تعرضت لها "نظريات المؤامرة".
ومن جهة اُخرى صرح "باراك أوباما" الرئيس الأمريكي السابق، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 2009 و 2016، قائلاً: يبدو إن السياسة أصبحت قاسية للغاية، فبدلا من أن تكون سياساتنا هي التي تعكس قيمنا الأخلاقية، إلا أنها اليوم أصبحت سياسة فاسدة تسببت لمجتمعنا في الكثير من المشاكل.
تجدر الإشارة هنا بأن تقاليد الولايات المتحدة كانت خلال العقود الستة الماضية، تؤكد بأنه لا يجوز للرؤساء السابقين أن ينتقدوا سلوك الرئيس القادم. ويعد هذا العمل الذي قام به الرئيسين الأمريكيين السابقين، بتوجيه انتقادات شديدة للرئيس الحالي ترامب، أمراً لم يسبق له مثيل.
وحول هذا السياق تقول "باربرا بيري"، مديرة الدراسات الرئاسية في جامعة فيرجينيا: "في العادة، يحاول الرؤساء السابقون توحيد البلاد على كلمة وسياسة واحدة، عندما تظهر إشارات بوجود اختلافات بين الكتل السياسية العلياء في البلاد. ولكن الولايات المتحدة الآن لديها "دونالد ترامب" الذي ليس لديه أي خبرة عسكرية أو سياسية وعلى الرغم من ذلك تم اختياره رئيساً للولايات المتحدة.
الجدير بالذكر هنا، بإن تلك التقاليد القائلة بأن الرؤساء السابقين لا يجوز لهم توجيه انتقادات للرئيس المقبل، لم يكن دائما قائمة. فلقد وجه "جون أدامز"، الرئيس الثاني في تاريخ الولايات المتحدة، الكثير من الانتقادات لـ"توماس جيفرسون"، الرئيس الثالث للولايات المتحدة والذي كان في وقت سابق نائب له.
وفي سياق متصل انتقد الديمقراطي "هارى ترومان"، الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة، بشدة أعمال "دوايت ايزنهاور"، الذي كان جنرال كبير في الجيش الأمريكي والذي اصبح بعد ذلك الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة.
ومن جهة اُخرى وجه "جيمي كارتر"، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة، والذي حاصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2002، انتقادات شديدة لأعمال "جورج دبليو بوش" و"توني بلير" رئيس الوزراء البريطاني السابق، عندما شنا حرب لا لزوم لها للإطاحة بصدام حسين الرئيس العراقي السابق، معتمدين في حربهم تلك على بعض الأكاذيب والاتهامات.
ولقد اكد "كارتر"، انه لم يكن هنالك سبب قوي للانخراط في حرب العراق. وأضاف قائلا: أنا أعتقد أن الرئيس "بوش" ورئيس الوزراء البريطاني "توني بلير"، ربما كانا على علم بأن العديد من تلك الادعاءات التي وُجهة ضد "صدام حسين"، كانت تستند إلى معلومات غير موثوقة وكان قرار الدخول في تلك الحرب، يستند إلى نفس تلك المعلومات الغير مؤكده.
وفي الشهر الماضي انتقد "باراك أوباما" بشدة قرار ترامب بإلغاء قانون "دكا" الذي كان يهدف إلى حماية الأطفال المهاجرين إلى الولايات المتحدة والذي كان يمنع طرد الأطفال وصغار السن الذين دخلوا الولايات المتحدة بدون وثائق رسمية. ولقد وصف "اوباما" قرار "ترامب" هذا بالقاسي.
وحول هذا السياق قال "روبرت شابيرو"، الأستاذ في جامعة كولومبيا الحكومية: إن الرئيسين السابقين "أوباما" و"بوش" ليس لديهم أي علاقة أو صلة بالرئيس الحالي "ترامب" وهذا يرجع لوجود عداء شخصي بينهم وأنا أعتقد أن كِليهما يعتقد بأن هذا الرئيس لا يمتلك الخبرة الكافية ليصبح رئيساً للولايات المتحدة ويعتقدا أيضا بأن "ترامب"، يُعد أسوء رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.