الوقت- نشرت وسائل الاعلام العالمية نبأ اجتماع سفير الكيان الإسرائيلي السابق والمدير العام المرتقب لوزارة الخارجية، دوري غولد، مع اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي يوم الخميس الماضي في معهد مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن حيث تصافحا أمام مجموعة من المختصين بالشرق الأوسط وكبار الصحافيين في واشنطن، ثم تحدث كل منهما بدوره عن "العدو المشترك"، وهو إيران وهذا ما يدل علي أن الكيان الاسرائيلي يسعى الى اضعاف جبهة المقاومة والممانعة واستنزاف قدرات الدول الاسلامية، فكيف ينفذ الكيان الاسرائيلي هذه الخطة وما دور السعودية فيها ؟
يعلم الكيان الاسرائيلي جيدا قدرات الدول الاسلامية والعربية على الصعيدين الاقليمي والدولي كما يتذكر الاسرائيليون ارتفاع اسعار النفط عالميا عندما امتنعت السعودية والدول العربية عن بيع النفط ابان حروب الدول العربية مع هذا الكيان ولذلك تسعى تل أبيب الى مد جسور العلاقات مع الدول التي تقع بجوار فلسطين المحتلة ومن ثم تطبيع العلاقات مع هذه الدول ومن بعد ذلك سيعمد الاسرائيليون الى الاستعانة بالدول الكبرى من اجل كسر عزلتهم دوليا وهذا ما يفسر علاقات الكيان الاسرائيلي مع كل من امريكا وبريطانيا وباقي الدول الاوروبية.
ومن جهة أخرى نرى ان السياسات الايرانية في دعم المظلومين امام الظالمين وكذلك دعم المطالب المحقة للشعوب لم ترق لبعض دول المنطقة واذا اضفنا الى هذا الهزائم الاسرائيلية المتتالية منذ عام 1982 وصولا الى حرب تموز وغيرها نرى بأن المسؤولين الاسرائيليين قد توصلوا الى نتيجة مفادها ان عليهم الاستفادة من الخلافات الموجودة داخل العالم الاسلامي وكذلك الخلافات بين الطوائف الاسلامية ووجود تيارات تكفيرية وارهابية مثل داعش وامثاله ولذلك عرف الاسرائيليون بأن البلد الذي يمكنهم ان يركزوا عليه اكثر من غيره هو السعودية.
ويسعى الكيان الاسرائيلي الى التنسيق مع بعض الدول من اجل الاستفادة القصوى من التيارات التكفيرية التي تعتبر السعودية مسقط رأسها وتدعمها ضد محور المقاومة والممانعة الذي تقوده ايران، وتعتبر تل ابيب محور المقاومة خطرا فعليا عليها وهي تستفيد من قدرات داعش لاجتياز المرحلة الحالية في وقت نرى بان داعش ايضا يتمتع بدعم مالي وتسليحي من اطراف دولية عدة.
وهناك موضوع هام آخر وهو سعي السعودية والكيان الاسرائيلي وباقي حلفائهما لحرف مسار الصحوة الاسلامية وتغيير المعادلات الناتجة عنها حيث نرى أن هذا السعي يتجلى في تركيز هؤلاء على القضية السورية لكنهم لم يحققوا النتيجة المرجوة في سوريا بعد مضي 4 سنوات من الحرب كما ان حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية لم تضعف ايضا ولقنت الكيان الاسرائيلي درسا كبيرا في عامي 2012 و2014 وذلك على الرغم من المخططات الاسرائيلية العربية لدعم الارهابيين مثل تنظيم داعش ومثيلاته في سوريا مع العلم بأن 70 بالمئة من السوريين قد صوتوا للرئيس الاسد في الانتخابات الرئاسية حسب اعتراف مركز ابحاث جامعة مريلند الامريكية ومنظمات مماثلة في الدول الأخرى ومنها قطر وغيرها.
ورغم ان المحاولات الاسرائيلية ومحاولات بعض الدول العربية لابطاء حركة المقاومة قد تركت تأثيرا في هذا المجال لكن محور المقاومة والممانعة قد استمر في طريقه بكل قوة وعزم وان التحالف العبري العربي لم ينجح في كسر ارادة سوريا في فترة زمنية قصيرة كما كان مخططا له.
وفي هذا السياق يجب القول بأن قادة بعض الدول العربية ومنها السعودية قد نسوا بأن جميع قادة الدول الاسلامية والعربية الذين مدوا جسور العلاقات مع الكيان الاسرائيلي وتآمروا ضد القضية الفلسطينية وباقي قضايا الامتين العربية والاسلامية لم يكن لهم الا مصير صعب ينتظرهم حيث طردتهم شعوبهم وشعوب باقي الدول العربية والاسلامية وهنا يجب ان نقول لقادة السعودية ايضا إن اظهار التحالف العلني مع الكيان الاسرائيلي لن يفيدهم كثيرا في مواجهة ايران حيث ان ايران تعرف منذ القدم بأن السعودية متحالفة مع امريكا ضدها كما ان ايران قد بنت قوتها وقدراتها على اساس فرضية اندلاع الحرب مع الامريكيين الذين هم اقوى بكثير من الكيان الاسرائيلي والسعودية ولذلك يمكن اعتبار الاعلان عن هذه العلاقات السعودية الاسرائيلية فضيحة اخرى تضاف الى فضائح المسؤولين السعوديين.