الوقت- بالتزامن مع ما تم نشره اليوم من قبل ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "من المتوقع أن يصادق المجلس الأعلى للتخطيط في الضفة الغربية، الأسبوع المقبل، على عدد كبير من خطط البناء في مستوطنات الضفة الغربية، والتي تشمل حوالي 3800 وحدة استيطانية" بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، بالتزامن مع هذا فإن مئات المستوطنين واصلوا اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة لليوم الرابع على التوالي.
تفاصيل الاقتحام
بحسب مراسلة "قدس برس"، فإن شرطة الاحتلال أمّنت اليوم الأربعاء، اقتحام 312 مستوطنا يهوديا لباحات الأقصى من جهة "باب المغاربة" الخاضع لسيطرة الاحتلال منذ 1967.
وتجري هذه الاقتحامات بمناسبة الأعياد اليهودية، وأدى اليوم المستوطنين اليهود صلواتهم الصامتة قبالة قبة الصخرة المشرفة.
وأشارت المراسلة أنه تم تأمين الاقتحامات من خلال عناصر إسرائيلية مسلّحة، انتشرت بين جنبات المسجد الأقصى، إضافة إلى آخرين كانوا برفقة المستوطنين المُقتحمين خلال جولاتهم في الباحات حتى خروجهم من "باب السلسلة".
وأضافت أن شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب منعت دخول بعض النساء إلى الأقصى، في حين سمحت لأخريات ومواطنين آخرين بدخوله لكن بشرط احتجاز الهوية الشخصية، وإعطائهم بطاقات ملوّنة لضمان خروجهم من المسجد. وانتهت الجولة الصباحية للاقتحامات بعد أربع ساعات منذ بدئها عند الساعة السابعة وحتى الـ 11 صباحًا (بتوقيت القدس)، على أن تتجدد الاقتحامات بعد صلاة الظهر ولمدة ساعة كاملة.
مواجهات
على صعيد متّصل، اندلعت مواجهات صباح اليوم بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين على خلفية اقتحام مئات المستوطنين لمقام "قبر يوسف" بمنطقة "بلاطة البلد" شرقي مدينة نابلس، وعلى اثر ذلك أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات شرقي المدينة (شمال القدس المحتلة) وأصيب أحد الشبان برصاص مطاطي.
وبحسب شهود عيان في نابلس فإن شابا أصيب بالرصاص المطاطي، وآخرين بالاختناق، جراء المواجهات التي اندلعت في محيط المنطقة. وأشار الشهود إلى أن حافلات ومركبات إسرائيلية تقل المستوطنين اليهود، دهمت المنطقة الشرقية من نابلس، مُدعمة بتعزيزات عسكرية، ما أدى لاندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
ونقلت "قدس برس" عن الشهود قولهم بأن، قوات الاحتلال دهمت منطقة "بلاطة البلد" شرقي نابلس، وأغلقت محيطها ومنعت حركة المواطنين، بغرض توفير الحماية للمستوطنين الذين اقتحموا "قبر يوسف" وأدوا طقوسا تلمودية فيه، قبل الانسحاب من المكان في ساعات فجر اليوم الأربعاء.
وفي السياق أوضحت القناة "السابعة العبرية"، أن القوات الإسرائيلية أمّنت الحماية لأكثر من 1000 مستوطن، وصلوا "قبر يوسف" في نابلس، لأداء طقوس دينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال تصدى لشبان فلسطينيين رشقوا المركبات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة، خلال الاقتحام الذي شارك فيها رئيس جمعية المنظمات الإسرائيلية في الولايات المتحدة، ورئيس تجمع المستوطنات شمال الضفة الغربية.
الاحتلال يؤمن دخول المستوطنين
إلى ذلك، أمنت قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ خلال اليومين الماضيين، اقتحام قرابة 40 ألف مستوطن يهودي للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل (جنوب القدس المحتلة) بحسب موقع "0404" العبري.
ونشر الموقع العبري المقرب من جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، تقريرا قال فيه، أن آلاف المستوطنون وصلوا للمسجد الإبراهيمي في الخليل، خلال اليومين الماضيين بمناسبة عيد "العرش"، ودون أن يسجل وقوع أحداث أو مواجهات في المنطقة.
الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال أغلقت خلال اليومين الماضيين، المسجد الإبراهيمي أمام المسلمين، ومنعت إقامة الصلاة أو رفع الآذان، فيما سمحت للمستوطنين باستباحة كافة أروقته وأقسامه.
وعمد جيش الاحتلال على مدار اليومين الماضيين لإغلاق شارع بئر السبع (وسط مدينة الخليل) بحجة تأمين زيارة المستوطنين لموقع "عتنائيل بن قنز" الأثري وأداء طقوس تلمودية فيه.
وكانت جماعات "الهيكل" المزعوم قد دعت الأسبوع الماضي جميع مناصريها من المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي في عيد "العُرش" العبري، إضافة إلى الصلاة عند أبواب المسجد من الجهة الخارجية، وحول البلدة القديمة.
وتجدر الاشارة إلى أن سلطات الاحتلال تعمد إلى إغلاق المسجد الإبراهيمي طيلة فترة الأعياد اليهودية بموجب قرارات لجنة "شمغار" الإسرائيلية التي شُكلت بعد مجزرة الإبراهيمي عام 1994، وانبثق عنها قرارات بتقسيم المسجد زمانيًا وإغلاقه أمام المصلين المسلمين لفترات معينة تصل لعشرة أيام في العام.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"؛ بداية تموز/ يوليو الماضي، عن البلدة القديمة في الخليل كـ "منطقة محمية" بصفتها موقعًا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، وذلك في أعقاب تصويت 12 عضوًا في "لجنة التراث العالمي" التابعة للمنظمة الأممية لصالح القرار، مقابل معارضة ثلاثة فقط وامتناع ستة عن المشاركة في عملية التصويت.