الوقت - انطلقت يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر أغسطس الماضي في صالة تشرين الرياضية بالبرامكة نهائيات المسابقة الوطنية لأولمبياد الروبوت العالمي بمشاركة نحو 70 فريقاً يمثلون مختلف المحافظات والتي تقيمها اللجنة الوطنية المنظمة للأولمبياد، لعرض روبوتات مختلفة، قام طلاب سوريون بتصميمها لكي تؤدي أغراضاً مختلفة.
فبرغم ظروفهم الصعبة بسبب الحرب التي يعيشونها ينقل الشباب السوري أحلامهم الكبيرة وتزخر عقولهم بعلوم تسمو وترتقي لتحقق إنجازات مميزة، لترفع اسم سوريا بتحقيق نتائج إيجابية في مشاركات تُظهر المستوى العالي للإبداع السوري.
وحول هذا السياق صرح مهيب النقري الممثل السوري في الأولمبياد العالمية للروبوتات، حيث قال: "نعرف جميعاً بأن سوريا تمر بأوقات صعبة، وبالإضافة إلى استمرار الحرب في هذا البلد، فإن هنالك كوارث طبيعية تُسبب أيضا الكثير من الحرائق في مناطق مختلفة من البلاد". ولقد تسببت هذه الحرائق في إلحاق أضرار كبيرة بمناطق الغابات في سوريا. واردف قائلاً: هذا هو السبب الذي جعلنا نصل إلى فكرة، بأنه يجب علينا أن نقوم بتصميم روبوتات تكون قادرة على إيقاف النيران من دون تدخل بشري.
وأضاف مهيب: "إن اللجنة الوطنية المنظمة لأولمبياد الروبوت دأبت خلال هذا العام على افتتاح نوادي الروبوتيك في مختلف الجامعات والمعاهد والمدارس السورية حتى وصل عددها إلى أكثر من ثلاثين نادياً قامت بتدريب مئات اليافعين والشباب السوريين على مختلف تقنيات الروبوتيك وشاركت في العديد من المسابقات الإقليمية وحققت نتائج متميزة".
ومن جهة أُخرى تحدثت مريم فيوض، عضو لجنة الأولمبياد الوطنية حول عمليات التصميم والتصنيع للروبوتات، قائلة: "إن استخدام مثل هذه العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، له فائدة كبيرة لتحسين الأوضاع المعيشية في سوريا، خاصة وأن البلاد تواجه أزمة صعبة. فمن خلال هذه المسابقات التي تُقام من اجل التوصل إلى حلول ببعض المشاكل اليومية التي تواجه عالمنا هذا، فإنه يجب على الطلاب تصميم روبوتات باستخدام الخوارزميات وعلوم الميكانيكا، لكي يستطيعوا أن يُنتجوا أشياء تستطيع حل هذه المشاكل الموجودة في مجتمعاتهم.
ومن جانبه قال الدكتور صلاح الدوه جي رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في كلمته: "إن المسابقة تُجسد خلاصة عمل دؤوب قامت به الفرق المشاركة خلال عام مضى حيث أبرزت جولات المنافسة في المسابقة تقدماً واضحاً في فهم المسائل المطروحة من حيث تصميم الروبوتات وبرمجتها وخاصة في المسابقة المفتوحة التي تميزت بطرح أفكار جدية متميزة وبإنجازات عالية ترفع لها القبعة".
ومن جهته قال كريم شبيب، أحد المشاركين في معرض دمشق للروبوتات: "كل عام يتم تقديم موضوعات وابتكارات مختلفة للدخول في هذه المنافسة". فعلى سبيل المثال، في العام الماضي عندما أُقيمت المسابقات في الهند، كان التنافس في قطاع إعادة التدوير، ولقد استطاع الفريق السوري الحصول على المركز الثاني من خلال تقديمه خطة لإعادة تدوير بقايا الحرب. ولقد حظي مشروع "إعادة تدوير الأبنية المهدمة" باستخدام الروبوت، اهتمام لجنة تحكيم أولمبياد الروبوت العالمي بالهند، وهذا المشروع هو الذي قدمه فريق "عمرها" السوري التابع للمدرسة الوطنية الخاصة والذي كان يهدف إلى المساهمة في إعادة إعمار ما خلفته الحرب على سوريا من خلال إعادة استخدام مواد البناء من إسمنت ومعادن. الجدير بالذكر هنا بأن مشاركة سوريا هذه في النهائيات العالمية التي أُقيمت في الهند هي الأولى لها بعد أن حصلت على عضوية منظمة أولمبياد «الروبوت» العالمي في عام 2015.
أما بالنسبة لمسابقات هذا العام التي أقيمت في سوريا، فلقد قدم فريق مدرسة "سوا" الذي فاز بالمركز الأول للمسابقة المفتوحة عن الفئة المتوسطة تصورا مستقبليا عن مدينة اللاذقية في عام 2030 من خلال استثمار الموارد الطبيعية الموجودة فيها واكتشاف الحياة البحرية وتصميم طرق ومواقف سيارات حديثة في المدينة بينما قدم فريق الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية مشروعا حول الزراعة التقنية بواسطة الروبوتات يستفاد منه في تحديد نوع النبات وحالته في كل منطقة أما فريق كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية في جامعة دمشق فقدم مشروعا حول إعادة تهيئة مدينة دمشق وتحويلها لمدينة تعتمد على الطاقات المتجددة ومبادئ الزراعة الحديثة. وقدم فريق المدرسة الوطنية مشروعاً حول الغابات المستديمة من أجل الحفاظ على البيئة وزيادة عدد الأشجار في سوريا وفريق عمرها من المدرسة الوطنية قدم مشروعا حول كيفية تحويل مدينة تدمر إلى مدينة مستدامة تعتمد على ذاتها بالكهرباء والمياه إضافة إلى كيفية جلب السياح للاستمتاع بالآثار الرائعة فيها، كما قدم فريق المركز الوطني للمتميزين مشروعا لحماية الغابات من التدهور وتصميم روبوت قادر على تحديد مواقع الحرائق في الغابات وإطفائها دون تدخل بشري بحيث يتم تفادي وقوع أي ضحايا أو خسائر بشرية.
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن الفائزين الأوائل الذين شاركوا في هذه المسابقات سوف يتأهلون إلى نهائيات أولمبياد الروبوت العالمي المقرر أن تقام في شهر تشرين الثاني القادم في "كوستاريكا" الواقعة في أمريكا اللاتينية بمشاركة أكثر من ثلاثين ألف فريق من سبعين بلداً عضوا في المنظمة الدولية لأولمبياد الروبوت العالمي.