الوقت- يوما بعد يوم تزداد شهرة جماعة شبكة حقاني، التي تُنسب اليها هجمات كبيرة ضد القوات الأمريكية، الدولية والأفغانية في كابول وتعد من الحلفاء الرئيسيين لجماعة طالبان.
تركزت أنشطة جماعة شبكة حقاني في ولاية خوست جنوب شرق أفغانستان سابقا، ولكن بعد سقوط حكومة طالبان عام 2001م. انتقل أغلب عناصر هذا التنظيم الى منطقة وزيرستان شمالي باكستان.
وتعد شبكة حقاني مليشيا مسلحة تنشط في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، حيث تنفذ علميات ضد قوات حلف الناتو، القوات الأمريكية والقوات الحكومية الأفغانية، وكانت تعرف في السابق باسم مجموعة خليفة. ويتكلم أعضاء شبكة حقاني باللغة البشتوية ويدينون بالمذهب السني الحنفي؛ فيما تحصل هذه المجوعة على التمويل عبر مجموعة مرتبطة بالسعودية بصورة مباشرة، وهي مجموعة قريبة فكريا من القاعدة وطالبان. تولى قيادة هذه الشبكة جلال الدين حقاني، المقرب من حركة طالبان والذي كان من قادة المجاهيدن الأفغان خلال عهد الاحتلال السوفيتي لأفغانسان. وبعد وفاة جلال الدين حقاني في عام 2014، تولى قيادة الشبكة نجله سراج الدين حقاني.
وما يزال المقر الرئيس لشبكة حقاني مجهولا، ولكن المتابعين للشؤون الاقليمية يرجحون أن تكون قاعدتها الرئيسية في وزيرستان الشمالية، أي في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية؛ رغم أن نشاط الحركة يتركز في المناطق الحدودية الأفغانية بصورة خاصة بكتيا، بكتيكا، خوست وفي باكستان.
وينتمي أغلب أعضاء هذه الجماعة الى قومية البشتون والى قبيلة "زدران" في ولاية بكتيكا، وكان لها مشاركة فاعلة خلال عهد المقاومة ضد الاتحاد السوفيتي. وخلال حقبة الثمانينات من القرن الماضي، وفي عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بالتحديد دُعي حقاني الى البيت الأبيض، وفي أواسط عام 1990 تمكن حقاني الى جانب جماعات طالبان الأخرى من السيطرة على أفغانستان بدعم امريكي خفي ودعم باكستاني علني، ولكن بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، أصبح حقاني عدوا للولايات المتحدة، ودخل في حرب ضدها.
وتصاعد هذا العداء بعد الهجوم الأمريكي على مقر بن لادن في باكستان، ليقود الى الهجوم على معسكر في منطقة كرام بأفغانستان بعد اسبوعين من نشر خبر مقتل أسامة بن لادن وردا على تلك الخطوة الأمريكية.
ويبلغ عدد مقاتلي شبكة حقاني قرابة 4000 مقاتل، ولها القدرة على اعلان النفير وتجنيد المواطنين المرتبطين مع جماعات أخرى، حتى أنها قادرة على تجنيد قرابة 10 عنصر في بعض الأحيان. وترى السلطات الأمريكية أن شبكة حقاني هي ذراع للمخابرات الباكستانية (آي اس آي) تتولى مسؤولية تنفيذ العمليات الارهابية لصالح باكستان، فيما ترفض الأخيرة هذا الاتهام.
وعلى مدى العامين الماضيين حاول الامريكان استهداف مقرات شبكة حقاني بالطائرات المسيرة عن بعد، بصورة خاصة في منطقة وزيرستان، وأدى هذا الأمر الى اعتراضات متوالية من قبل اسلام آباد.
وتتعاون جماعة شبكة حقاني مع شورى كويته، شورى شمشاتو باجاوا و شورى ميرانشاه؛ حيث تقع شورى كويته في مدينة كويته الباكستانيه ويتزعمها الملا عمر الذي صاهر بن لادن، لتحول هذه العلاقة الوثيقة بينهما دون ان يسلم بن لادن لامريكا بعد احتلال كابول. وتعد هذه الجماعة أكثر جماعات طالبان تشددا وتؤمن بتشكيل حكومة اسلامية في افغانستان؛ فيما تنشط في قندهار، هلمند وشرق أفغانستان.وتصر شوراي كويته على خروج جميع القوات الاجنبية من أفغانستان، كما أنها تعارض حكومة حامد كرزاي بشد؛ وتطلق الولايات المتحدة على هذه المجموعة اسم طالبان المتشددة.
وتتألف شورى «شمشاتو باجوا» من جماعتين جماعة «شمشاتو» و شوری «باجاوا» ويتركز وجود الجماعتين عند الحدود الباكستانية الأفغانية وفي مدينة بيشاور الباكستانية. وتعمل هذه الجماعة بإمرة حكمتيار وكان لها دور كبير في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي. وتعد هذه الجماعة أكثر اعتدالا من شبكة حقاني وشورى كويته، وتميل الى اعتبارها جزء من الحزب الإسلامية بقيادة حكمتيار بدلا من وصفها بجماعة تابعة لطالبان.
وفي النهاية يمكن القول أن ممارسات جماعات مثل شبكة حقاني او شورى كويته لا تصب في صالح أي بلد من بلدان المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة التي تستفيد من وجود هذه الجماعات. وباكستان هي الأخرى على الرغم من كونها داعمة لهذه الجماعات، إلا أنها تعرضت لخسائر بسبب وجود هذه الجماعات ومرت بسنوات من الحرب والفقر وانعدام الاستقرار.