الوقت- تعتبر السيارات ووسائل النقل باختلاف أنواعها وما رافقها من تطوير مستمر إحدى الركائز الأساسية التي ساهمت في دفع عجلة تطور ونهضة العالم صناعياً وتكنولوجياً وبالتالي تجارياً واقتصادياً، وذلك منذ التاريخ وحتى يومنا هذا.
وهذه الركيزة لم تنضج وتتطور بسرعة وعلى مرحلة واحدة بل اخترعت وطورت بناءاً على جهود متراكمة امتدت على عشرات السنين من التجارب والبحث والتعب. ولا يمكن أن ينسب فضل اختراع السيارات إلى شخص بعينه كما في باقي الاختراعات التي وصلنا إليها اليوم. فعلوم كالهندسة والرياضيات والميكانيك هي عادة علوم مبنية على التراكم والتجربة والتحليل، يبني كل عالم فيها على علم وضعه سلفه.
السيارة الاولى ونظام ضغط البخار
أول سيارة جمعت بالكامل على يد نيكولاس جوزيف كيجنوت وكانت تعمل بضغط البخار سنة 1769 ميلادي. وتميّزت تلك السيارة بأنها تسير على عجلات ثلاث فقط، بعد ذلك قام نيكولاس ببناء مصفحتين عسكريتين للجيش الفرنسي. بعذها وفي عام 1801 ميلادي قام جوزيف تريفيثيك بجمع أول سيارة تسير على أربع عجلات والتي كانت تعمل على البخار كذلك واعتبر أول سيارة صممت للسير على الطرقات العادية بحسب ما سجله التاريخ، ولكن هذا النوع من السيارات البخارية البدائية لم تلقى نجاحاً كبيراً بسبب أنها لم تستطع الحفاظ على ضغط بخار ثابت لفترات طويلة ومستقرة وهذا ما جعل انتشارها واستعمالها محدود نوعاً ما.
السيارات التي تعمل بالبنزين والجازولين
بعد ذلك ووفقاً للتجربتين السابقتين عملت الدول والشركات على تطوير وتحسين أنظمة هذه السيارات من أنظمة المكابح وناقل الحركة والتوازن العام وسرعة السيارة وغيرها، إلى حين قام كارل بينز عام 1885 ميلادي بتصميم أول سيارة تعمل على احتراق المواد النفطية والتي تعمل تحديداً على حرق البنزين وهو النظام الذي لا زال يعمل به ويلقى رواجاً حتى يومنا هذا وسجل براءة اختراع بهذه المسألة.
في مرحلة لاحقة وتحديداً في عام 1896 م قام هنري فورد بتصنيع أول سيارة تعمل بأربع عجلات وبنظام حرق داخلي للجازولين. في حين أن أول سيارة بعجلات تعمل بضغط الهواء كانت قد صنعت في العام الذي سبق أي 1895 من قبل شركة ميكلين.
في وقت لاحق شهدت صناعة السيارات طفرة صناعية كبيرة من خلال تطوير التصميم الخارجي والداخلي للسيارات لتصبح أكثر جمالية ومريحة كذلك، ومن بعدها تم تحسين القطعات الداخلية للمحركات وتطويرها وتزويدها بقطع إضافية ساهمت برفع كفاءة وقدرة المحركات والسيارات ككل.
أما في العصر الحديث لعالم السيارات فبتنا أمام اختراعات جديدة مثل السيارات التي تعمل على الكهرباء والسيارات الهجينة أي التي تعمل بالكهرباء والوقود على حد سواء. وتم تصنيع أول سيارة هجينة في عام 1901 ميلادي على يد فارديناند بورشيه.
وهنا لا بد ان نلفت إلى فضل بعض العلماء في تطوير محرك السيارة الحديث، إذ يعود الفضل في اختراع محرك الاحتراق الداخلي ذو الأربع اسطوانات (الجازولين) إلى العالم الشهير نيكولاس أوتو، أمّا المحرك ذو الأربع أشواط الّذي يعمل بالديزل فيعود الفضل في ذلك إلى العالم رادولف ديزل، أمّا السيارات الكهربائيّة فيعود الفضل في بنائها الى "أنيوس جيدلك" الذي اخترع المحرك الكهربائي و"غاستون بلانتيه" الذي اخترع وطور بطارية الرصاص التي اعتمدت في هذا النوع من السيارات، وطبعاً هذا غير عدد كبير من المتخصصين والمهندسين الذي طوروا واخترعوا اجزاء كثيرة من السيارة.
وأخيراً الجدير بالذكر أن الكتب التاريخية قد دونت محاولات سابقة لتصميم أول سيارة في العالم في 1335 ميلادي من قبل العالم والمخترع غويدو دانيغفانو حين صمم ورسم عربة تقوم بالاندفاع عبر محرك. وكذلك محاولات وتصاميم العالم الايطالي الشهير ليوناردو ديفنشي الذي صمم أول عربة ذاتية الدفع بعجلات ثلاث ونظام توجيه خلفي، إلا أن هذه التصاميم لم تخرج عن كونها مجرد فكرة ورسوم إلى حين قرر نيكولاس جوزيف كوينو عام 1769 م صنع أول سيارة بخارية ذاتية الحركة بعجلات ثلاث كما ذكرنا سابقاً والتي وصلت سرعتهل لـ 4 كلم في الساعة.