الوقت- لأول مرة قام عضو ديموقراطي في مجلس النواب الأمريكي،يوم الأربعاء، بتقديم طلب لبدء إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهمة عرقلة سير العدالة.
واقتراح "براد شيرمان" النائب عن ولاية كاليفورنيا اليساري في الحزب الديموقراطي، أمام دوائر مجلس النواب قانون وقعّه معه زميله آل غرين يطالب فيه بمحاكمة الرئيس بتهمة عرقلة سير العدالة، مؤكدا أن إدانة الرئيس بهذه التهمة تقود الى عزله.
وجاء اتهام النائب "شيرمان" وزميله غرين للرئيس الامريكي، بعد أن قام ترامب بعرقلة سير العدالة من خلال تدخله في التحقيق الذي كان يجريه مدير مكتب التحقيقات الفدرالية "جيمس كومي"، بشأن مايكل فلين احد اقرب مستشارى ترامب قبل ان يعمد الرئيس إلى إقالة كومي.
وأما إدارة ترامب فسارعت للردّ على هذه الخطوة من قبل النائب الديمقراطي، معتبرة إياها على لسان الناطقة باسم البيت الأبيض "سارا هوكابي-ساندرز" سخيفة بالكامل.. والاسوأ في الألاعيب السياسية.
يذكر أن الكونغرس الأمريكي يحق له عزل الرئيس في إجراء يتم على مرحلتين.
وتتمثل المرحلة الأولى في حال سيتم عزل ترامب، أن يوجّه مجلس النواب الاتهام الى الرئيس (إمبيتشمنت) لتنتقل بعدها القضية الى مجلس الشيوخ الذي يتولى "محاكمة" الرئيس في إجراء ينتهي بالتصويت على إدانته، ويدان الرئيس وبالتالي يعزل تلقائيا، اذا صوّت اكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لمصلحة إدانته وإلا تتم تبرئته.
عدم كفاءة ترامب
وبشأن إجراءات عزل ترامب تابع "شيرمان": ان التقدم بنصوص لعزل الرئيس هي الخطوة الاولى في مسيرة طويلة، معترفا بأن هذه الخطوة لا تتعدى الاطار الرمزي حاليا، لكن النائب الديموقراطي اكد انه يعوّل على انضمام الجمهوريين الى معركة عزل ترامب اذا استمر في "عدم كفاءته".
ولم يحصل أن عُزل اي رئيس من منصبه في تاريخ أمريكا. إلا أنه يوجد هناك رئيسان تم توجيه الاتهام إليهما قبل ان يبرئهما مجلس الشيوخ وهما اندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون فى 1998. في حين أن الرئيس "ريتشارد نيكسون" ففضل الاستقالة في 1974 لتجنب عزله الذي كان محتوما بسبب فضيحة ووترغيت.
وفي بداية العام الجاري أربك قرار ترامب بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، جيمس كومي، الساحة السياسية وولّد موجة قلق لدى بعض السياسيين.
وبانت المخاوف واضحة من خلال تعليقات الوسائل الإعلامية وانتقادات السياسيين، الذين حاولوا إيجاد تفسير لأسباب الإقالة.
ويعتبر غالبية السياسيين أن التحقيقات التي كان يقودها مدير مكتب التحقيقات الفدرالي حول التدخل الروسي في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، قد تكون السبب الرئيسي لذلك.
يذكر أن كومي قد تفاجأ بقرار إقالته بينما كان يعقد اجتماعاً مع فريق عمله، عندما شاهد خبر إقالته مذاعاً على التلفاز.
وصرّح ترامب في خطاب إقالته لكومي: بات ضرورياً العثور على قيادة جديدة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، تعيد الثقة العامة بتلك المؤسسة الوطنية لتنفيذ مهمتها في تنفيذ القوانين.
وكان قد تعهد ترامب في نيسان الماضي، أنه لن يطالب جيمس كومي بالاستقالة، حرصاً منه على إعطاء الجميع فرصة جيدة وعادلة في إدارته الجديدة.