الوقت- "إننا نعلن عن تاسيس مركز للأعمال الانسانية والإغاثية يكون مقره في الرياض ..آملين مشاركة الأمم المتحدة بفاعلية فيما سيقوم به هذا المركز من تنسيق لكافة الاعمال الانسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية ."
الكلام للملك سلمان بن عبد العزيز ولا عجب..! والكلام ليس قبل العدوان السعودي-الأمريكي الغادر الذي دمر الحجر والبشر، بل جاء في أوج العدوان وتزامنا مع القصف السعودي للمنشآت والمنازل برا وبحرا وجوا، حاصداً أرواح المئات من المدنيين العزل وفارضاً حصاره البحري والجوي والبري على الحدود اليمنية لمنع وصول المساعدات العاجلة للمدنيين الذين يحتاج أكثر من 50% منهم الى مساعدات عاجلة حسب تقارير الأمم التحدة.
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أعلن عن تأسيس مركز لتنسيق المساعدات الإنسانية لليمن، ودعا الأمم المتحدة للمشاركة في أنشطة الإغاثة، وفي كلمة له في مستهل قمة زعماء دول مجلس التعاون في الرياض، قال :"إننا نعلن عن تأسيس مركز للأعمال الانسانية والإغاثية يكون مقره فى الرياض .. آملين مشاركة الأمم المتحدة بفاعلية فيما سيقوم به هذا المركز من تنسيق لكافة الاعمال الانسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية".
مرة جديدة تظهر واضحة نظرة آل سعود الى اليمن وشعبه بأنه تابع لارادتهم، ورغم العدوان الأخير الذي كسر من خلاله اليمنيون هذه المقولة الا أن دائرة الحكم في السعودية لا تريد تقبل الأمر، وما الوحشية التي مارستها آلات حربهم الا دليل واضح على هذا الادعاء القديم، فالسعودية هي التي يحق لها ضرب اليمن وشعبه وتدمير منشآته عقابا على الخروج من تحت عباءتها التي تفوح منها رائحة الدم، والسعودية هي التي تقدم المساعدات التي تريدها لمن تريد من الشعب اليمني ومتى تريد.
وهذا ما بدا واضحا طيلة فترة العدوان السعودي- الأمريكي المتواصل حيث منعت الطائرات السعودية أكثر من مرة وصول المساعدات المستعجلة من أدوية ومواد غذائية وغيرها، رغم تدخل الأمم المتحدة ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" التي أكدت أن الآلاف من الأطفال مهددون بخطر الجوع القاتل ان لم تصل المساعدات بشكل فوري وعاجل اليهم.
اضافة الى ذلك منعت طائرات العدوان السعودي-الأمريكي طائرات ايرانية من الهبوط في مطار العاصمة صنعاء لإنزال مساعدات انسانية وجرحى يمنيين كانت السلطات الايرانية قد نقلتهم الى طهران لتلقي العلاج في مستشفياتها بعد تفجير مسجدي الحشحوش وبدر في العاصمة صنعاء، كما قصفت طائرة حربية سعودية مدرج مطار صنعاء لتمنع طائرة ايرانية من الهبوط بعد أن رفضت الانصياع لطلبها بمغادرة الأجواء اليمنية متحدية التهديد بضرب الطائرة ومن فيها، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثق ما حدث بالصوت والصورة.
اذاً بعد تدمير المنشآت اليمنية وبيوت الآلاف من المدنيين، وبعد مئات الشهداء وآلاف الجرحى والأيتام والأرامل والثكالى التي خلفتها آلة القتل "السعودية" بحق الجار اليمني، يأتي السخاء السعودي ببعض المساعدات الضرورية التي غابت من المشهد اليمني بفعل العدوان فأصبح اليمني يحلم بقطرة الماء أو رغيف الخبز ليسد جوع وعطش عائلته، وجرحى العدوان في المستشفيات ويأمل وصول المساعدات الطبية عسى أن تخفف بعضا من آلام أجسادهم المحروقة التي تخلدت عليها ذكرى العدوان.
وبعد دخول تهدئة الخمسة أيام المعلن عنها حيز التنفيذ عملت ايران الى ارسال سفينة محملة بحوالي ألف وخمسمائة طن من المساعدات الانسانية تتضمن الطحين والأرز والأدوية والبطانيات والخيم والفرش الاسفنجية وحوالي سبعة آلاف صندوق مياه، وقد سيرت معها سفناً حربية لضمان عدم تعرضها للمضايقات. الا أن السعودية أعلنت سريعا عدم السماح لأي سفينة بالاتجاه الى اليمن وأن المساعدات لن تصل الا عن طريق جيبوتي عبر قنوات الأمم المتحدة.
إن لسان حال اليمني يقول إنه رغم الحصار والوجع الا أن تكتيكات المقاومة والجيش اليمني لن تبقى ثابتة وأنها تملك زمام الأمور، كما تبين المعطيات الميدانية أن حركة أنصار الله ومعها الجيش اليمني جاهزون لا يزالون على استعداد تام لحرب أطول.
وفي النهاية مهما قدمت السعودية واستعرضت اعلاميا فهي لن تعوض عن قطرة دم سفكتها، وستفهم قريبا أن الشعب اليمني لا يشترى بحفنة من الطعام أو المال.