الوقت- ضيّقت القوات العراقية يوم الثلاثاء، الخناق على تنظيم داعش الارهابي بتقدمها نحو ضفة النهر بمدينة الموصل القديمة، لتقترب من إعلان نهاية حملتها المستمرة منذ ثمانية أشهر لاستعادة المدينة.
وبالتالي باتت المدينة التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة له قاب قوسين أو أدنى من تحريرها، لاسيما مع استبسال القوات العراقية وعلى الرغم من تقدمها الحذر صوب الموصل تحسبا من وقوع ضحايا بين المدنيين.
وفي هذا السياق توقّع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الإنتصار بات قريبا جدا.
وبحسب مصادر أكدت أن القوات العراقية تشتبك مع نحو 350 مسلحا منتشرين وسط المدنيين في المدينة القديمة. وقالت القوات إن الشرطة الاتحادية طردت عناصر تنظيم داعش من جامع الزيواني ولم تتبق سوى أيام قليلة للقضاء تماما على المسلحين بالمدينة القديمة.
وكتب العبادي عبر موقعه مساء الاثنين مبشّراً: الوقت قريب جدا لإعلان النصر النهائي على عصابات داعش الإرهابية.
من جانبه كشف اللواء في قوات مكافحة الارهاب العراقية "عبد الوهاب الساعدي" لمراسل رويترز، أن العملية مستمرة لتحرير باقي أجزاء المدينة القديمة.
600 متر فقط لتحرير الموصل بالكامل
الى ذلك أفاد قائد الشرطة الاتحادية العراقي الفريق "رائد شاكر جودت" للتلفزيون الحكومي قائلا: إن القوات العراقية أمامها نحو 600 متر فقط للوصول إلى شارع الكورنيش المحاذي للضفة الغربية لنهر دجلة.
وتابع الضابط العراقي: إن قواته ستصل إلى شارع الكورنيش في غضون أيام قليلة وستحسم المعركة. وقال أن الشرطة الاتحادية طردت المسلحين من جامع الزيواني في جنوب غرب المدينة القديمة.
وعن القوات المشاركة في تحرير الموصل، ذكر قائد الشرطة الاتحادية العراقية: إن قوات الشرطة الاتحادية التي تقاتل مع قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الحشد الشعبي أحكمت قبضتها على معظم منافذ مدينة الموصل القديمة.
وتابع "رائد شاكر جودت": إن القوات ستتقدم من ثلاثة محاور من أجل السيطرة على ما تبقى من أحياء الموصل القديمة، والوصول إلى المجمعات التجارية في السرجخانة وشارع الكورنيش المحاذي لنهر دجلة.
تقهقر داعش
ولفت الضابط العراقي إلى أن داعش بات يسيطر فقط على ما مساحته ستمئة متر مربع في مدينة الموصل القديمة، وهي مساحة مكتظة بالمدنيين، ولا يتجاوز عدد مقاتلي التنظيم في هذه المنطقة العشرات.
من جهته صرّح المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل "جوزيف سكوركا" لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن عدد من تبقى من إرهابيي داعش المحاصرين هم بضعة مئات، مضيفا أنه رغم ذلك يحتاج الأمر إلى "معارك شرسة" للقضاء عليهم جميعا.
وفيما يتقدم الجيش العراقي بحذر نحو ما بقي من مواقع لداعش في المدينة القديمة، يواجه مقاومة شرسة من التنظيم الارهابي، في حين يسعى المدنيون المحاصرون داخل أحياء المدينة للخروج هربا من المعارك.
كما اتهم رئيس الوزراء العراقي في كلمة له ببغداد مساء الاثنين، تنظيم داعش بالتسبب في دمار كبير وارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين في آخر بقعة محاصرين بها بمدينة الموصل.
وفي الختام أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الفريق "عبد الغني الأسدي" بدء العد التنازلي لتحرير الموصل بالكامل، ووعد الأسدي باستعادة كامل المدينة خلال أيام، مؤكدا أن داعش فقد توازنه وروح القتال، ولفت الى أن القوات العراقية توجّه نداءات إلى مقاتلي التنظيم في القسم الغربي من المدينة للاستسلام.