الوقت- أقرّ اللواء إيتان بن إلياهو في بيان نُشر على موقع القناة 12 التلفزيونية التابعة للكيان الصهيوني بأنه عندما لا يُطلع مجلس الوزراء الإسرائيلي المجتمع على حقائق الأحداث، يجد الإسرائيليون أنفسهم في وضعٍ يحاولون فيه فكّ الشيفرات والرموز بدلًا من الحصول على معلومات واضحة وعامة حول الإجراءات التي تُتخذ باسمهم، وقد أرهق هذا الالتباس المجتمع الإسرائيلي واستنزفه بشدة.
ووفقًا لهذا الجنرال الصهيوني، فإن المجتمع الإسرائيلي اليوم يغرق في بحر من علامات الاستفهام.
في جزء آخر من مذكرته، يضيف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمضى أسبوعًا كاملاً في واشنطن مع عائلته ومساعديه، وتحدث لساعات مع الرئيس الأمريكي، لكن لا أحد يعلم ما دار في هذه المحادثات، ناهيك عن نتائجها؟
أصبح شعار النصر الحاسم هذا مشكلةً لنا أيضًا، ما وراء هذا النصر الحاسم؟ كيف يُمكن إدراكه أو تفسيره؟ لا أحد يعلم ذلك أيضًا.
ما هو الصراع المحتدم، وإلى أي اتجاه يتجه؟
ماذا تفعل الفرق الخمس في غزة حتى اليوم؟ هل نسعى إلى فرض الأحكام العرفية في قطاع غزة، وإذا حدث ذلك، فهل سيؤدي ذلك إلى طرد الفلسطينيين وبناء مستوطنات يهودية في كامل قطاع غزة؟ لماذا لا يعود المستوطنون إلى مستوطناتهم؟ لماذا لم تتمكن المناطق الشمالية (شمال فلسطين المحتلة) من العودة إلى وضعها الطبيعي حتى اليوم؟
هل نحن أمام اتفاق جزئي لتبادل الأسرى؟ أم سيكون اتفاقًا شاملًا بوقف إطلاق نار كامل؟
ماذا حدث للمصالحة مع دول المنطقة، تلك الاتفاقية نفسها التي بدأت مؤخرًا، وكانت أقرب خطوة إلى التنفيذ الكامل؟
هل ستواصل الولايات المتحدة سعيها لدفع عملية المصالحة مع السعودية، أم ستضع استراتيجية نتنياهو الحربية على جدول أعمالها؟ هل ستغرق "إسرائيل" في أزمة قضائية عميقة؟ هل سينجح الكنيست في حشد الحريديم للقتال ومواجهة التحديات الأمنية؟
بدلًا من الإجابة على هذه الأسئلة، لا تُقدم لنا سوى بيانات متفرقة ومتفرقة، بل مضللة.
في أعقاب هذه الأسئلة، يعيش المجتمع الإسرائيلي حالة من الارتباك الممل والمتآكل.
لا يعرف الناس العاديون الهدف الرئيسي من هذا السيل من المعلومات المضللة من المؤسسات الرسمية؟ ما الذي يحدث حقًا، وإلى أي اتجاه نتجه؟ هذا في الوقت الذي يشعر فيه الجميع في "إسرائيل" بالضيق هذه الأيام.
بن إلياهو، الذي شغل سابقًا منصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، يُقرّ بإخفاقات "إسرائيل" ويكتب: عندما تُعاني هياكل تنظيمية أو تكنولوجية أو حاسوبية كبيرة من سلسلة إخفاقات متتالية تُعطّل بنية الكيان، يجب على الهيكل الحاكم التحلّي بالحكمة، الخطأ الشائع هو اللجوء إلى حلول جزئية، حلول متاحة لنا بسهولة منذ البداية.
في هيكل كـ"إسرائيل"، غارق في دوامة من الأسئلة والمشاكل، يجب حلّ النقطة الأساسية أولًا، حتى تُحلّ سلسلة من المشاكل الأخرى نتيجةً لذلك، وهي الوقف الفوري للحرب في غزة، ما سيؤدي إلى عودة الأسرى باتفاق، وستُحلّ جميع التحديات الأخرى نتيجةً لذلك.
لأنه طالما ازدادت علامات الاستفهام ولم يُقدّم أحدٌ إجابةً، سيظلّ المجتمع عاجزًا تمامًا عن مواجهة مستقبله.