الوقت- تناولت صحيفة ميدل ايست اي في مقال للكاتب "ديفيد هيرست" حاجة الحكام السعوديبن إلى موافقة أجنبية في اجراءاتهم مبينة ان السعودية هي ليست سوى فقاعة استعمارية.
حيث قالت الصحيفة: إنه وقبل قرن، كانت جيرترود بيل الذي ساعدت على تمكين الملك السعودي من استلام الحكم، واليوم نرى بشكل واضح فتح النار من قبل وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية على قطر، فإن الجيران الخليجيين يقعون في خراب قاتل، وهم غير قادرين على استضافة أي شخص أو أي شيء، ناهيك عن كأس العالم، وقد تضخمت الهجمات ضد قطر بشكل هستيري، حيث قالت وسائل الاعلام السعودية أن قطر تجمع الإرهابيين؛ ولا يمكن السماح لقطر "بتخريب المنطقة"، وأخيرا، تم تذكير أمير قطر بمصير محمد مرسي، ولم يكن التهديد بالإطاحة برئيس دولة عضو آخر في مجلس التعاون الخليجي امرا غريبا، حيث قال سلمان الأنصاري رئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية الأمريكية لأمير قطر: فيما يتعلق بمواكبتك حكومة إيران المتطرفة وإساءة معاملة خادم الحرمين الشريفين، أود أن أذكركم بأن محمد مرسي فعل نفس الشيء تماما ثم تم إسقاطه وسجنه ".
وقالت الصحيفة: إنه وتزامناً مع الهجوم على قطر، هناك صدفة غريبة أخرى وهي ان هذا الهجوم سبقه مقالات مختلفة في الصحافة الأمريكية حول خطر الاستقرار الإقليمي الذي تمثله قطر، و هذا امر غير مسبوق لأنه مرت سنوات على كتابة مقالات الرأي العام حول قطر في وسائل الإعلام الأمريكية، وإن دعم قطر للسياسيين العلمانيين والإسلاميين في مصر امر قديم، حيث ضمت قطر الزعيم السياسي السابق لحماس عند مغادرته دمشق.
وحول الدوافع الخليجية للهجوم على قطر قالت الصحيفة: إن الدافع الأول هو أن كلا من محمد بن سلمان، نائب ولي العهد السعودي، ومحمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، يريان أن زيارة ترامب فرصة لإنهاء المهمة التي بدأت في يونيو 2013 عندما تمت الإطاحة بمرسي، وإن الثورة المضادة ضد الحكومات المنتخبة بحرية لم تسر على ما يرام، فلم تستقر مصر بعد أن أنفق مليارات الدولارات عليها، وفي ليبيا تتنافس ثلاث حكومات مختلفة على السلطة، كما أن التحالف بين بن سلمان وبن زايد هؤلاء الرجال يمكن أن يسقط بسهولة في اي لحظة ولكن هذا التحالف مستقر بما فيه الكفاية لتوحيد الرجال الثلاثة في مهمة مشتركة لسحق جميع الدول العربية المعارضة.
وتابعت الصحيفة: إن الدافع الثاني هو دافع شخصي، فمن خلال شن هجوم على قطر، فإن السعودية تهدف ليس فقط لإسكات المعارضة الخارجية، ولكن القوى الداخلية أيضا، ففي قضية بن سلمان، يتم إسكات المعارضة داخل الأسرة المالكة وهي خطوة حاسمة يجب أن يقوم بها، قبل أن يتمكن من تهجير ابن عمه الأكبر محمد بن نايف، حيث يعتقد بن سلمان وبن زايد بأنهما اشتريا لنفسيهما بويصلة تأمين من خلال ربط نفسيهما بحزم بعربة ترامب، وهذا بالطبع يعتمد على استكمال ترامب مدة ولاية كاملة، فالكثيرون في واشنطن ينتظرون شهادة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
واستطردت الصحيفة: إن الدافع الثالث لمهاجمة قطر يذهب إلى أبعد من ذلك، فقد يرغبون فعلا في رؤية قطر تختفي كدولة مستقلة، اي إن هذه الأصوات، هي مشوشة في القرن الذي نعيش فيه، والسبب هو قضية واحدة، أن قطر تحتل قاعدة القيادة الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية، وقد يفسر ذلك سبب قيام دولة الإمارات بحملة قوية في واشنطن لنقل القاعدة الأمريكية من قطر، ولكن التفكير وراء هذه الحملة قد لا يكون له علاقة بتذكر الأحداث التي تحدث في هذا القرن، حيث ظهرت سلسلة من التغريدات من المدونين المعتمدين رسميا في الرياض، والذين قاموا بالتأكيد على دور البريطانيين في اختيار عائلة آل ثاني كحكام مختارين لهذا الجزء من شبه الجزيرة العربية، وبدون أي سخرية مقصودة، فإنهم يعزوون مشاكل قطر الحالية إلى اتفاق محمد آل ثاني مع البريطانيين في عام 1868، الذي مهد الطريق للأسرة لفرض سلطتها السياسية على القبائل الأخرى، بينما كتبت صحيفة "الاقتصاد السعودية" أن تقليد نقل السلطة في قطر كان من الأب إلى الابن المفضل، بدلا من الأب إلى الابن الأكبر، وكتبت الصحيفة أيضا أن 40٪ من عائدات النفط كانت مشتركة بين افراد أسرة آل ثاني المالكة.
واختتم الموقع: إن السعودية لم تتغلب على إدمانها على النساء الأجنبيات، إذ احتاج الملك عبد العزيز إلى توصية جيرترود بيل، ويبدو أن حفيده يحتاج إلى توصية امرأة أجنبية أخرى وهي إيفانكا ترامب، وفي الختام ان بن سلمان وبن زايد عالقان وبقوة في الحقبة الاستعمارية، وهم حكام قبليون، يدفعون الاموال لكي يتلقوا الحماية، ولهذا فإنني مازلت متفائلا من أن الفوضى التي تندلع، ستظهر في نهاية المطاف دولة عربية جديدة ومستقلة وحديثة في الخليج الفارسي.