الوقت- توالت ردود الأفعال المنددة بالهجوم الذي قامت به القوات الأمنية البحرينية ومرتزقتها على منطقة الدراز شمال غرب البلاد، حيث هاجمت قوات آل خليفة المنطقة المحاصرة منذ حوالي عام ودخلت منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم فارضة عليه الإقامة الجبرية، ومخلفة 5 شهداء إضافة إلى مجموعة من الجرحى وحدود 3000 معتقل من الذين انبروا للدفاع عن الشيخ قاسم مرتدين أكفانهم.
الشيخ ماهر حمود: ارتباط وثيق بين قمة الرياض والهجوم على الدراز
أدان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود بشدة الحملة الوحشية لقوات النظام البحريني على منطقة الدراز، مؤكدا أن هناك ارتباط وثيق بين قمة الرياض مؤخرا والهجوم على الدراز. وأضاف الشيخ حمود أن ما حصل هو انتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية المتمثلة بحرية العقيدة.
كما أدان حمود الأحكام الصادرة بحق العلماء الآخرين والمواطنين معتبرا هذه الأحكام نقض لحرية الاعتقاد وإقامة الشعائر الدينية التي تضمنها كافة القوانين والشرائع الدولية. هذا واعتبر الشيخ حمود أن هذه الخطوة تقع ضمن إطار الطاعة الكاملة للسياسات الأمريكية في المنطقة، مؤكدا أن زيارة ترامب الأخيرة للسعودية أثبتت هذا الأمر.
حمود وفي إشارة إلى قمة الرياض التي حضرها بعض زعماء البلدان العربية إلى جانب ترامب اعتبرها بمثابة إهمال لقضايا الأمة الإسلامية وخاصة قضية فلسطين، كما أن قرارات القمة هي إثبات آخر على نسيان كافة قضايا العالم الإسلامي والعربي.
هذا ويؤكد الشيخ حمود على العلاقة الوثيقة بين القمة وما حصل في البحرين، معتبرا أن المسؤولين البحرينيين وفي سياق التبعية الكاملة لأمريكا ومن أجل القيام بهذا الأمر حصلوا على الضوء الأخضر الأمريكي.
كما أشار الشيخ حمود إلى الصمت الدولي اتجاه مسألة البحرين، مؤكدا عدم الاعتماد على أي خطوات من قبل الأحزاب والتيارات وهذه الدول، كما أكد على أن المنظمات الدولية هي إما تابعة لأمريكا أو أنها خاضعة للملكية والدعم المالي السعودي، ولذلك "لا نتعجب لهذا التباين والتواطؤ والسكوت في مقابل هذه الهجمة" وكل ذلك حسب الشيخ ماهر حمود
تجمع العلماء المسلمين في لبنان أدان بدوره الإعتداء على منطقة الدراز ومنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم، معتبرا أنه "إذا ظن حكام البحرين أن ما قاله ترامب هو ضوء أخضر لهم، فهم واهمون ولن يلبث أن يتخلى عنهم بعد أن يجد مصلحته في مكان آخر"، وحمّل التجمع ملك البحرين المسؤولية المطلقة عن سلامة الشيخ قاسم".
ردود فعل منظمات حقوق الإنسان
مؤسسة الديمقراطية وحقوق الإنسان البحرينية بدورها أدانت بشدة الهجوم، وكشفت أن واشنطن قد أعطت الضوء الأخضر للبحرين لقمع الشعب، وذلك خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي بملك البحرين حمد على هامش زيارة ترامب للرياض.
وأكدت المؤسسة أن الأيادي الأمريكية باتت ملوثة بدماء البحرينيين من خلال الدعم والأسلحة التي تزود فيها النظام الخليفي.
بدورها منظمة العفو الدولية، انتقدت ما أسمته الاستخدام المفرط للعنف من قبل الأمن البحريني في قمع المواطنين مطالبة بإجراء تحقيق مستقل حول الأوضاع.
من جانبها، أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الهجوم الدموي على منطقة الدراز من قبل قوات النظام البحريني، واعتبرته قمعًا لحرية التعبير.
وقالت المنظّمة في بيان لها: "مرة أخرى، يبدو أن مهندسي العنف المزعزع للإستقرار في البحرين هم حكومة آل خليفة، وتوقيت هذه العملية بعد يومين من اجتماع الملك البحريني بالرئيس الاميركي ترامب، من الصعب أن يكون من قبيل المصادفة".
منتدى البحرين لحقوق الإنسان: "ما يجري هو إعلان حرب على الأكثرية الشعبية"
باقر درويش رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان أكد أن ما يحصل من قمع للعلماء والشعب البحريني بمثابة إعلان حرب على الأكثرية السياسية في البلد وهو ما سيؤدي إلى تبعات كارثية.
يضيف درويش ما تشهده منطقة الدراز هو الدليل على العقلية الأمنية الحاكمة في البحرين، وهو تجاوز لكل الخطوط الحمر والتعرض لآية الله الشيخ عيسى قاسم والهجوم على منزله هي تعرض لكل البحرينيين محذرا من تبعات غير محمودة لهذا الأمر. ومعتبرا أن المسؤولين البحرينيين يواجهون أزمة وهي نسبة الستين بالمئة من الشعب البحريني الذين يشكلهم الشيعة.
درويش أكد على الارتباط بين الهجوم على الدراز والقمة الأمريكية العربية في الرياض بمشاركة دونالد ترامب. حيث قال: "ما يحصل في البحرين، ليس سوى انعكاس وتأثير لهذه القمة". مؤكدا أن المسؤولين في البحرين لا يمكنهم الإقدام على هكذا انتهاكات دون الضوء الأخضر السعودي والأمريكي.
هذا وحمل درويش الحكومتين السعودية والأمريكية مسؤولية ما يحصل في البحرين، على قاعدة أن لهم دور أساسي وهم شركاء في رسم السياسات البحرينية.
ختاما أكد درويش أن البحرين أمام نقطة تحول غير قابلة للرجعة، وعلى المعارضة أن تعيد رسم استراتجيتها وخطة نشاطها خلال المرحلة القادمة.