الوقت- قالت صحيفة "نيويوك تايمز" الأمريكية اليوم على لسان الكاتب "مارك مازاريتي": إن الصين تمكنت من صد وتحطيم محاولات التجسس الخاصة بوكالة الاستخبارات الأمريكية " سي اي ايه"، حيث قتلت عدد كبير من الجواسيس الخاصين بالوكالة.
وقالت الصحيفة الأمريكية: قامت الحكومة الصينية بشكل منهجي بتفكيك عمليات التجسس في البلاد التي قامت بها الـ "سي اي ايه" ابتداء من عام 2010، ما أدى إلى مقتل أو سجن أكثر من اثني عشر مصدرا على مدى عامين، وقد انطلقت هذه الحملة في وكالات المخابرات ووكالات تطبيق القانون في واشنطن لاحتواء هذه التداعيات، بيد أن المحققين انقسموا بشدة حول القضية، حيث كان بعضهم مقتنع بأن الخلل داخل "C.I.A" هو من خان أمريكا بينما اعتقد آخرون أن الصينيين قد اخترقوا النظام السري للاستخبارات الأمريكية باستخدم التواصل مع مصادر أجنبية، وبالرغم من هذا كله إلا انه وبعد سنوات، لا تزال هذه القضية عصية على الحل بالنسبة للاستخبارات الأمريكية.
وقالت الصحيفة: لكنه لم يكن هناك خلاف حول الضرر، ففي الأسابيع الأخيرة من عام 2010 وحتى نهاية عام 2012، ووفقا للمسؤولين الأمريكيين السابقين، قتل الصينيون ما لا يقل عن اثني عشر من مصادر "سي آي أيه" وطبقا لما ذكره ثلاثة من المسؤولين، فقد تم إطلاق النار عليهم في فناء مبنى حكومي، وهي رسالة موجهة إلى الآخرين الذين ربما كانوا يعملون لحساب الـ "سي اي ايه"، بينما لا يزال هناك آخرون في السجن، وقالوا إن الصينيين قتلوا أو سجنوا 18 إلى 20 من مصادر سي آي أيه في الصين- وفقا لمسؤولين أمريكيين كبار سابقين- وهذا أدى إلى تفكيك شبكة استغرقت سنوات لكي يتم تأسيسها في الصين.
وتابعت الصحيفة: قد يكون من الصعب تقييم التداعيات الناجمة عن عملية التجسس الأمريكية، ولكن قال المسؤولون إن عدد العملاء الأمريكيين المفقودين في الصين ينافس هؤلاء المفقودين في الاتحاد السوفيتي وروسيا، حيث تظهر الحلقة التي لم يبلغ عنها سابقا مدى نجاح الصينيين في تعطيل جهود التجسس الأمريكية وسرقة الأسرار قبل سنوات من الخرق المعلن عنه بشكل كامل في عام 2015 حيث أعطيت بكين إمكانية الوصول إلى الآلاف من سجلات موظفي الحكومة، بمن في ذلك مقاولو الاستخبارات، حيث يعتبر التجسس في الصين واحدا من أولويات الحكومة العليا.
وقالت الصحيفة الأمريكية: ففي الوقت الذي تحاول الاستخبارات الأمريكية معرفة كيفية تسريب بعض وثائقها الأكثر حساسية على الانترنت قبل شهرين من قبل ويكيليكس، فإن الطبيعة غير المستقرة للتحقيق تدل على صعوبة إجراء تحقيقات مضادة للتجسس في خدمات التجسس المتطورة التي تمتلكها الصين، وما زال المحققون يختلفون حول كيفية حدوث ذلك، حيث ظهرت أول بوادر للمشكلات في عام 2010، في ذلك الوقت، كانت نوعية المعلومات من قبل وكالة الاستخبارات المركزية حول الأعمال الداخلية للحكومة الصينية أفضل مما كانت عليه لسنوات، نتيجة لتجنيد مصادر في بكين، وفقا لما ذكره مسؤولون سابقون، ولكن بحلول نهاية العام، بدأ تدفق المعلومات يجف، وبحلول أوائل عام 2011، أدرك كبار موظفي الوكالة أن لديهم مشكلة وهي أن جواسيسهم في الصين، قد اختفوا، فقد تبين أن الصين ألقت القبض على معظم جواسيس الوكالة، كما ضيق المحققون قائمة المشتبه بهم وبدؤوا بالتركيز على الأمريكيين الصينيين الذين غادروا الصين قبل وقت قصير .
واستطردت الصحيفة: إنه وبحلول عام 2013 أيقنت وكالة الاستخبارات الأمريكية نجاح الصين في تحديد الجواسيس الأمريكيين، وفي نفس الوقت حاولت الـ "سي اي أيه" إعادة بناء شبكة جواسيس في الصين، وفقا لما ذكره المسؤولون، وهو جهد مكلف ومضيع للوقت في بلد مثل الصين الذي تصدى وحطم أجهزة الاستخبارت الأمريكية.
يذكر أن محكمة صينية قضت بسجن امرأة أمريكية لثلاث سنوات ونصف وترحيلها بعد إدانتها بالتجسس، فى حين أشار محاميها إلى أنه يتوقع إطلاق سراحها قريبا، حيث اعتقلت ساندى فان-جيليس في مارس 2015 على حدود ماكاو بعدما زارت الأراضي الصينية برفقة وفد تجاري من مدينة هيوستن النفطية، واتهمت بالتجسس وسرقة أسرار الدولة بهدف تمريرها إلى طرف ثالث، وأوقفت فان جيليس في موقع صيني سري.