الوقت- يعمل العلماء بمختلف مجالاتهم على اكمال عملية الاستنساخ وتطويرها لتصبح متكاملة وخالية من النواقص الخلقية الخارجية أو الداخلية، بالإضافة إلى ذلك هناك جهد يبذل من أجل الحفاظ على الحمض النووي لبعض الحيوانات التي تسبب الانسان في انقراضها والتي يراد اعادة استنساخها وتواجدها من جديد.
فهل يستطيع الانسان إعادة هذه الحيوانات لينشأ حديقة الحيوانات الفريدة هذه؟ وهل فيلم "Jurassic Park" كان تصور للمستقبل عندما اعد لأول مرة منذ 100 عام خلت؟ وهل سيتمكن العلماء من إعادة النمر المسنن؟ وهل سنعيد حيوانات العصر الجليدي مرة أخرى لنعيش تلك الفترة من جديد؟
فيما يلي عدد من الحيوانات المنقرضة التي عمل العلماء على اعادة استنساخها من خلال حمضها النووي الذي استخرج من بقايا الأحفوريات والمتحجرات:
1.الماموث الصوفي
من منا لا يريد أن يحب أن يعيش مرحلة العصر الجليدي مرة أخرى ويرى تلك الحيوانات التي رأيناها في فيلم "ice age" بأجزائه الأربع. الماموث أحد تلك الحيوانات (الحيوان بالصورة) وبحسب رأي العلماء انقرض منذ الاف السنين بسبب الظروف المناخية بشكل أساسي أكثر منه بسبب الصيد، وكان آخر مكان عاش فيه هو القطب الشمالي وقد استنتج ذلك من خلال بقايا عظام الماموث التي اكتشفت.
ويعمل العلماء في أمريكا الشمالية وسيبيريا على تطوير الحمض النووي "الجينوم" الذي يعود لهذا الحيوان من أجل استنساخه مجدداً وإعادته إلى هذا الكوكب من جديد. ويعتبر الماموث من أكثر الحيوانات المنقرضة إثارة للإهتمام من أبناء جنسه، واللافت أن الفيلة الآسيوية هي الأقرب له من حيث الشكل والمواصفات ويتم استخدامها لإعادة الماموث للحياة مجدداً.
2.بوكاردو أو الوعل الايبيري
أدى الصيد والتدمير التدريجي لمواطنها إلى انقراض الـ "إيبكس" أو "الماعز الجبلية" في عام 2000. عاش هذا النوع من الحيوانات في الجبال الإسبانية قبل دخول الإنسان إلى تلك المنطقة الطبيعة الأمر الذي تسبب في انقراض هذه الفصيلة لاحقاً.
ومع ذلك، فإن هذا الحيوان هو الأول الذي تم استنساخه بنجاح في عام 2009. حيث نجح العلماء في نهاية المطاف في وضع جنين مخصب في إحدى إناث الماعز التي استطاعت انجاب ماعز جبلي بعد فترة حمل طبيعية وكاملة. ولكن رئتيه لم تنموان بشكل صحيح وأدى هذا الخلل إلى وفاة الحيوانات المستنسخة بعد بضع دقائق من ولادتها. وبعد تحقيق هذا الانجاز غير المكتمل لا زال العلماء يعملون على تطوير تجربة أخرى ومعالجة المشكلة السابقة ولكن لا نتائج حتى الآن.
3.طائر الدودو - الحيوان المنقرض الأكثر شهرة
لقد كبرنا ونحن نسمع المثل القائل "ميت كالـ دودو" بإعتبار أنهفي ذلك الوقت لم يكن هناك أمل في استرجاعه. واليوم وضعنا طائر الدودو في المرتبة الثالثة في هذه القائمة بسبب اقتراب إستعادة هذا النوع من الطيور المنقرضة.
انقراض الدودو ارتبط بشكل مباشر بوصول المستوطنين الهولنديين لتلك البلاد حين أقاموا في جزيرة موريشيوس في المحيط الهندي. ومع حلول القرن السابع عشر قام المستوطنون الهولنديون بالقضاء على هذا الطائر. وتزامن ذلك مع نمو التجارة باطراد في تلك النواحي حيث ظهرت أسماء جزر مثل جزر التوابل و فاسكو دا غاما في كتابات المؤرخين العالميين.
وكان لقدوم المستوطنون أيضاً أثر غير مباشر في انقراض هذا الطائر وذلك بجلبهم أنواع حيوانات جديدة معهم كالخنازير والجرذان التي نشرت الأمراض وقضت أيضاً على بيض الدودو المحبب لها. وكانت عملية اعادة هذا الطائر للحياة مرة أخرى مجرد كلام حتى تم العثور على هيكل عظمي لإحدى هذه الطيور واستخلص منها حمضه النووي.
4.الضفدع المَعدي " Gastric-brooding Frog"
قد لا يبدو هذا الحيوان ذا أهمية ما إذ انه مجرد ضفدغ كباقي أبناء جنسه، إلا أنه في الواقع مثير للاهتمام بشكل كبير، وذلك نظراً للطريقة التي يتكاثر بها هذا النوع من الضفادع، إذ أن البيض يوضع ليلقح خارج الجسم من الذكر لتأتي الاناث مرة أخرى وتبتلعها وتحتفظ بها في داخلها لأسابيع وبعد ذلك تفقص الضفادع الصغيرة وتخرجها من فمها!..
وهذا الأمر مدهش حقاً، فهذه الطريقة تشبه طريقة "أطفال الأنبوب" الذي يولدون من تلقيح خارجي ومن ثم يزرعون في رحم الانثى. ويقال أن العلماء والأطباء الذي طوّروا فكرة طفل الأنبوب كانوا قد استلهموا الفكرة من هذا الضفدع.
أما عن سبب انقراضه فبعض الفرضيات تقول بأن ذلك حدث بسبب قلة الغذاء وبعض البكتيريا القاتلة وانخفاض مساحات الغابات والتغيير المناخي بشكل أساسي. ويعمل الآن جمع من أساتذة جامعة نيو ساوث ويلز على إعادة هذه الضفادع إلى الحياة وقد بلغوا حداً من النجاح في تربية جنين من هذا الضفادع.
ترقبوا بقية القائمة في الجزء الثاني من التقرير..
إعداد: محمد حسن قاسم