الوقت - قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي على لسان الكاتب "مايك وايتني" إن خطة البنتاغون بغية الاستيلاء على شرق سوريا بدأت في التبلور، حيث أنه ووفقا لما ذكرته قناة فوكس نيوز الامريكية قال المسؤولون الامريكيون إن تنظيم "داعش" قام بنقل ما يسمى بـ "رأس ماله" في سوريا حيث يتركز تنظيم داعش الآن في دير الزور، على بعد حوالي 90 ميلا جنوب شرق الرقة، أي أن "داعش" نقل عاصمته في سوريا.
وتابع الموقع بالقول: يتطابق تحرك تنظيم "داعش" الارهابي مع التجمعات السرية للقوات الأمريكية والمعدات العسكرية على الحدود السورية الأردنية، وهذا في نفس الوقت يخلق الذريعة المثالية للغزو البري الذي سيعقبه احتلال عسكري طويل الأجل في المنطقة التي سعت واشنطن إلى السيطرة عليها منذ 18 شهراً، وهنا الموضوع هو أكثر بكثير من الجبهة الجنوبية، فيبدو ان الجيش الامريكي يركز على القوات والمعدات العسكرية على الحدود السورية الاردنية، وذكرت مصادر محلية ان حوالي 20 عربة مدرعة تابعة للجيش الامريكي (من بينها دبابات قتالية وقذائف مدفعية) كانت تحمل شاحنات، ويزعم أن القوات الأمريكية رافقت الفرقة الثالثة للجيش الأردني.
واستطرد الموقع الكندي بالقول: قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وقوات العمليات الخاصة في بريطانيا ووحدات من بعض البلدان الأخرى، كانت تجري عمليات عبر الحدود السورية الأردنية لفترة طويلة، وكان لديهم حتى منشأة عسكرية سرية داخل سوريا حيث تم نشر أعضاء ما يسمى بالجيش السوري الجديد، بيد انها المرة الاولى التي يتم فيها تسجيل عدد ملحوظ من العربات المدرعة الامريكية هناك، وقد وصلت سفينة "رو-رو" الأمريكية "ليبرتي باسيون"، المحملة بالمركبات، إلى ميناء العقبة الأردني قبل بضعة أيام، وجاءت هذه التحركات عقب لقاء بين الملك الأردني والرئيس الأمريكي، وهكذا، يمكن للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن يعد عملية عسكرية واسعة النطاق في جنوب سوريا، ومن المرجح أن يكون الهدف من العملية هو السيطرة على الحدود السورية العراقية والوصول إلى دير الزور، وسيشارك فيها مسلحون مدربون في مخيمات في الأردن وقوات التحالف بقيادة امريكية.
وقال الموقع إن "دير الزور" هي مدينة تقع استراتيجيا على طول نهر الفرات التي يحتاجها البنتاغون من أجل تشديد قبضته على الربع الشرقي من البلاد، وبمجرد السيطرة على دير الزور، يمكن لأمريكا أن تطلق ميليشياتها الجهادية المدعومة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية مرة أخرى إلى سوريا، مما سيزيد من الضغط على دمشق ويؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير النظام، اي ان هذه هي الخطة على الأقل، ويشير نشر القوات على الحدود الأردنية إلى أن الجيش الامريكي والميليشيات الكردية، أو قوات الدفاع الذاتي، إما غير مستعدة للقيام بعمليات جنوب دير الزور أو أنه ليس لديها القوة العسكرية للتغلب على تنظيم "داعش" الارهابي من تلقاء نفسها، وعلى أية حال، فإن البنتاغون يحتاج إلى قوات ومعدات جديدة للنجاح هنا أكثر من الجبهة الجنوبية.
وأضاف الموقع الكندي بالقول إن المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس قال في 28 شباط / فبراير ان "وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس قدم نسخة اولية من الخطة الجديدة لهزيمة داعش في سوريا والعراق حيث تتضمن الخطة التي قدمها ماتيس اقتراحا لزيادة حجم القوات العسكرية الأمريكية في سوريا، أما بالنسبة إلى دير الزور، فيمكن لأمريكا أن تحاول استخدام المسلحين المدربين في الأردن لشن هجوم على دير الزور من الاتجاه الجنوبي، ومع ذلك، فإن الفشل التام لهذه المجموعة المدعومة من الولايات المتحدة في عام 2016 يترك فرصة ضئيلة لها لكي تكون قادرة على محاربة تنظيم "داعش" الارهابي بنجاح في عام 2017، لذلك، سيتم دفع الولايات المتحدة وحلفائها لنشر وحدات القوات الخاصة أو حتى القوات البرية لدعم التقدم هناك، وقد نشرت القوات الخاصة البولندية بالفعل في الأردن حيث ستعمل جنبا إلى جنب مع نظرائها الفرنسيين والبريطانيين، ووفقا للتقارير، فإن الكتلة التي تقودها امريكا أنشأت مركز قيادة مشترك لتنسيق جهود جميع الأطراف، والتي من شأنها دعم التقدم ضد داعش في المنطقة.
وهنا تساءل الكاتب بالقول: قامت الطائرات بدون طيار العسكرية الأمريكية بقتل المئات من الإرهابيين من تنظيم "داعش" عبر الصحراء المفتوحة، ولكن هذا لم يؤد إلى القضاء على تنظيم "داعش" الارهابي فلماذا لم تقض هذه الضربات على "داعش"؟ هل ذلك لأن البنتاغون يحتاج إلى داعش في دير الزور لتبرير الغزو البري؟ وهذا بالتأكيد هو التفسير الأكثر منطقية.