الوقت- كثيراً ما تنتابنا مشاعر مختلفة عند رؤيتنا للألوان وتدرجاتها، فبعض الألوان تشعرنا بالراحة والطمأنينة بينما يأجج البعض الأخر لنا مشاعرنا أو يشعرنا بالخوف وعدم الارتياح، ومن خلال ردات الفعل هذه يمكننا الجزم بأن الألوان تملك تأثير كبير على النفس البشرية.
وهذا ما أكد عليه العلماء الذين أحدثوا علما جديدا أسموه علم النفس اللوني، يدرس من خلاله تأثير اللون على المشاعر وعلى السلوك البشري وتتجلى تلك التأثيرات بتسارع دقات القلب وحركات الجفون وإفراز العرق.
ويقول علماء النفس اللوني أنه لدينا أربعة ألوان نفسية أساسية تتمثل بـ "الأحمر- الأزرق- الأصفر- الأخضر" فالأحمر يرتبط بالجسم، والأزرق يرتبط بالعقل، بينما الأصفر يرتبط بالعواطف و الأخضر يعبر عن التوازن بين تلك الألوان الثلاثة.
وفي هذا الجزء من علم الألوان سنتحدث بالتفصيل عن دلالات الألوان وتأثيرها على النفس البشرية:
اللون الأخضر
يرمز اللون الأخضر إلى التوازن والانسجام والراحة والطمأنينة، فهو ينفذ إلى العين دون الحاجة للجهد، والأخضر يتوسط ألوان الطيف لذلك يعتبر لون التوازن.
ويعد من أكثر الألوان المهدئة للجهاز العصبي ويستخدم كرمز للسلام وله القدرة على امتصاص الطاقة السلبية من جسم الإنسان، كما أنّه يُستخدم في عيادات علاج الأمراض المزمنة، مثل: السرطان، وأمراض الدماغ؛ لأنّه يقلّل من الآلام المصاحبة لتلك الحالات.
اللون الأزرق
يرمز هذا اللون الذهني إلى الذكاء والثقة والكفاءة والتأمل والهدوء، ويعتبر رمزا للمنطق والحكمة فهو لون العقل والتعبير عن الذات، ويعطي احساسا بالاسترخاء ويقلل من مشاعر الغضب كما أنه يعد منشط للجهاز العصبي، ويُستخدم في بعض الثقافات لإبعاد الأرواح الشريرة، وسوء الحظ، والغباء.
وينقسم هذا اللون إلى الأزرق الفاتح الذي يهدء ويسكن العقل ويساعد على التركيز، بينما الأزرق الغامق يحفز على التفكير بوضوح و صفاء. وتقول الأبحاث بأنه وعلى الرغم من أن الأزرق هو اللون المفضل في العالم إلا أنه قد يُنظر إليه بأنه لون بارد، غير عاطفي و غير ودّي.
اللون الأحمر
يرمز هذا اللون إلى الشجاعة والقوة والرجولة والإثارة، ويحمل في طياته معنى الثورة والطموح والغضب والتحدي، ويعد لون قوي جدا فالطول الموجي لهذا اللون هو الأطول في ألوان الطيف.
ويعتبر الأحمر لوناً جسدياً فهو يحفزنا و يرفع معدّل ضربات النبض كما أنه يعطي انطباع بأن الوقت أسرع مما هو عليه. أيضاَ، يرتبط بالذكورة و يمكنه استثارة غريزة الكر و الفر من أجل البقاء.
هذا اللون المثير والحيوي يلفت الأنظار إليه وبالتالي يتمكن من الاستيلاء على انتباهنا أولاً، لذلك يستخدم في إشارات المرور في أنحاء العالم.
اللون الأصفر
يقال عن هذا اللون بأنه عاطفي فهو يرمز للقوة العاطفية واللطف والإبداع بالإضافة إلى الثقة والتفاؤل وتقدير الذات، ومن ناحية أخرى فإن هذا اللون يوحي بالدفء، والمرح، وينشّط الذهن، والتركيز، كما أنّه يحفّز ويقوّي حركة الأعصاب في الجسم، وينبه العمليات العقلية الكبيرة، ويخلّص من الاكتئاب، وأمراض الجهاز التنفسيّ، ويساعد في علاج ضغط الدم.
ويعد الأصفر من الألوان الطويلة الموجة نسبيا، وبالتالي فإن أثره التحفيزي يتفاوت بحسب الطيف فالأصفر بدرجاته المناسبة سيرفع الروح المعنوية لدينا و يعزز ثقتنا بأنفسنا فهو لون الثقة و التفاؤل. لكن بدرجاته الأخرى الموجودة في مخطط الألوان يمكن أن يؤدي لتدني المعنويات و احترام الذات و بالتالي قد تظهر مخاوفنا فيزداد لدينا الخوف و القلق.
اللون الأبيض
يرمز هذا اللون للصفاء والسلام والبساطة والحنكة والكفاءة، كما يعد رمزا للنقاء والصحة والنظافة، وتختلف دلالاته بين الشرق والغرب، فالثقافات الشرقية تعتبره رمزا للموت بينما الغربية تعتبره رمزا للحياة الجديدة والزواج.
وعلى عكس الأسود الذي يمتص جميع الألوان فإن الأبيض هو لون الانعكاس الكامل لها حيث يعكس كافة ألوان الطيف كما هي دون أن يمتص أياً منها. إنه يخلق الحواجز و لكن بطريقة مختلفة عن الأسود فغالباً مايكون النظر إليه مجهداً.
اللون الأسود
لون الغموض، يساعد هذا اللون على التعمق بالذات مما يثير المشاعر المكبوتة، وهو من الألوان التي تكبح الشهية كما أن وجوده بالمكان يبعث على التشاؤم ويوحي بالخوف. لكن من جهة أخرى يرمز هذا اللون للحنكة والتألق والأمان العاطفي.
تأتي أثاره النفسية الكبيرة من كونه يمتص جميع ألوان الطيف، وبالتالي فهو يمتص جميع الطاقة المتجهة نحونا مما يعطي غموضا للشخصية، وعلى عكس ما يشاع بأن الملابس السوداء منحفة فالحقيقة أن الأسود هو أكثر الألوان حيادية بحيث يؤدي لعدم الالتفات إلى نفسك بدلاً من جعلك تبدو نحيفاً.
اللون البرتقالي
يرمز هذا اللون إلى الحرية حيث يخفف من الإحساس بالذنب، ويعطي المرء احساسا بالثقة، فهو مقو للقلب ومنشط عام للجسم ويقلل من الاحساس بالاكتئاب، ويعد هذا اللون خليط بين اللونين الأحمر والأصفر ويأخذ من خصائص كليهما.