الوقت- بعد مرور أكثر من ست سنوات ونصف على عمر الأزمة السورية يمكن القول وبشكل قطعي بأن حسابات الثلاثي الدنس، الامبريالية بزعامة أمريكا، الصهيونية بقيادة الكيان الاسرائيلي والرجعية العربية بقيادة السعودية، لم تنجح في سوريا بل فشلت فشلا ذريعا.
وهذا الفشل انعكس سلبا على كل من هذه الدول الثلاثة وجعلها أمام مأزق سياسي حقيقي، خاصة تلك الدول التي أنفقت بشكل هستيري وجنوني مبالغ طائلة لتنفيذ ما كانت تطمح إليه في سوريا، ولكن النتيجة جاءت عكس ما يتوقعون.
ومن ناحية أخرى فإن حسابات هذه الثلاثية بخصوص بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم أثبتت أنها خاطئة. وزعم هؤلاء في مناسبات مختلفة بأن أيام الأسد قليلة، لكن هذه المسألة تحولت إلى حالة ببغائية يتم تكرارها في كل مناسبة حتى ملّها الناس ولم يعد أحد يصدق ادعاءاتهم وأقاويلهم.
وفي هذا الصدد، قال مصدر سياسي اسرائيلي لموقع "وللا" الإخباري الصهيوني: لم يكن أحد يتوقع مثل هذه المقاومة والثبات من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أثبت قدرة مقاومة وصمود هائلة.
وأضاف المصدر: لم يكتفي الأسد بتحرير المدن الساحلية كم كان متوقعا في السابق، لكنه أيضا لم يتراجع عن دمشق وضواحيها وهو يسعى لاستعادة جميع الأراضي السورية وبسط السيطرة عليها من جديد.
ونقل الموقع الالكتروني عن مصادر غربية، بأن الأسد أذهل المخابرات الغربية بتصرفاته، وخاصة من خلال حفاظه على تحالفه مع ايران وحزب الله وتأمينه للعاصمة السورية دمشق ومحيطها بطوق أمني محكم.
ومما لاشك فيه بأن الكثير من السياسيين رفعوا شعارات راهنت على رحيل الأسد عن السلطة خلال أيام معدودة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق " باراك أوباما" الذي كان قد صرح وادعى في شهر أكتوبر من العام 2012، بأن أيام الأسد في السلطة باتت معدودة وسيرحل خلال أيام، وقال حينها بأن السوريين هم الذين سيحددون مصيرهم بأنفسهم.
من جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق "ايهود باراك" :" بأن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون "نعمة" لمنطقة الشرق الأوسط وضربة موجهة لمحور "إيران – حزب الله".
الجدير بالذكر أن الكيان الاسرائيلي الذي سعى منذ البداية لزيادة إضرام نار الحرب السورية المتقدة منذ ما يقارب سبع سنوات، لم تكن غايته فقط إسقاط نظام الحكم في سوريا بل كان يطمح من خلال ذلك للإجهاز على محور المقاومة والممانعة، الخندق المتبقي في وجه المشاريع والأطماع الاستعمارية النهمة لهذا الكيان الدخيل على تاريخ هذه المنطقة وثقافتها.