الوقت- لطالما راود معظمنا ذاك الحلم حول ماهية العيش في الفضاء الخارجي، كيف ستكون؟ وما هي الأشكال التي ستحيطنا هناك وكيف ستكون ألوان الأرض والسماء وظروف العيش. يبدو أن هذا الأمر لم يعد حلماً بعد التجربة الفريدة التي بات من الممكن أن تعايشوها من خلال المحاكاة المثيرة والمشوقة التي تم افتتاحها مؤخراً في الصحراء الأردنية. فما هي هذه المحاكاة؟ وهل أصبحنا في الواقع قريبين فعلاً من الذهاب للمريخ؟
المريخ في الأردن
اذ تم محاكاة المحطات التي ينوى انشاؤها على سطح المريخ الكوكب الأحمر الجميل المظهر بخيم تم بناؤها من قبل شركتي فريدومس وصان سيتي كامب، وذلك في الصحراء الحمراء اللون في أحدى أودية الاردن المعروفة باسم رم، ومن يريد تخيل المشهد بشكل أكبر يمكنه تصور مشاهد فيلم ذا مارشيان "المريخي" للممثل الكبير مات ديمون، والذي صور منذ سنتين في هذه المنطقة بالذات لقرب تضاريسها وشكلها لشكل كوكب المريخ.
حيث عملت شركة فريدومس على بناء مخيم مشابه لذلك الذي بنته لفيلم المريخي الذي يتخذ شكل قباب جيوديسية "Geodesic dome" أي تتخذ شكل بيضاوي أو كروي وتتكون من هيكل قشري، وبات يمكن للزوار السفر إلى هذا المخيم وتمضية فترة محاكاة للعيش على سطح المريخ.
وقالت الشركة إن التشكيلات الصخرية من الحجر الرملي والغرانيت وسط الصحراء؛ تتيح للسائحين الشعور بأنهم سافروا إلى الكوكب الأحمر، وتتضمن القباب نافذة بانورامية من أجل التمتع بإطلالة شاملة على صحراء وادي رم، أو كما يعرف أيضا بوادي القمر، نظرا لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر، حيث يقطن في تلك المنطقة نحو 5 آلاف بدوي ما يزال عدد كبير منهم من الرحل، ويقيمون في الخيام التقليدية.
أما في الواقع
أما فيما يخص الواقع أي الحياة فعلاً على سطح المريخ فهذا أيضاً مسعى للكثيرين وهو أحد أهم المواضيع التي تم بحثها في مؤتمرات عدة اهمها ذاك الذي نظمته "بي بي سي فيوتشر" تحت مسمى "أفكار تغير العالم"، والذي خلص إلى احتمالية كبيرة بأن يصل الانسان للمريخ يوما ويستوطنه، حيث تقوم وكالة الفضاء ناسا بتهيأة الظروف لهذه المسألة إن كان السفر او حتى المركبات وطبعاً الظروف الملائمة للنزول على سطح الكوكب الأحمر والمكوث هناك لفترة.
وتعد تجارب ناسا الأكثر جدية بين نظيراتها وهنا نتحدث عن منظومة sls المركبة الهائلة التي تعدها سانا والتي ستطلق الصواريخ للفضاء الخارجي والتي ستحمل الإنسان أبعد ما يمكن عن مدار كوكب الأرض، ويتم اعداد برنامج يهدف إلى تمويل رحلة ذهاب لكوكب المريخ ويحمل اسم "المريخ واحد"، ومن ناحية أخرى تعمل جمعيات ومراكز الأبحاث على الدراسات المناسبة لمعرفة وتوقع ما قد يحتاجه الانسان ليعيش على المريخ.
ومن المتوقع لناسا أن تتمكن من صنع المركبة الفضائية اللازمة للقيام بهذه الرحلة في العقد القادم من الزمن، والعمل جاري على منظومة اطلاق كبيرة الحجم تصل في وزنها إلى 2500 طن، وهي المركبة التي قلنا انها ستخرج عن المدار الريب للأرض وتتمكن للوصول الى ما هو ابعد من ذلك وذلك لأول مرة بعد خروج الانسان ووصوله للقمر.
ويقدر ان تستغرق الرحلة للمريخ حوالي تسعة أشهر وهو امر يستلزم تزويد المركبة بوحدة سكنية تساعد الرواد على التحرك والعيش نظراً لطول مدة السفر.
وطبعاً بعد الهبوط لا بد للفريق الذي سيمضي فترة على سطح المريخ الذي ينوي الانسان استيطانه أن يؤمن نوعاً من الاكتفاء الذاتي لنفسه ومن هنا تعمل ناسا على تطوير مسبار كيوريوسيتي 2020 الذي يمكنه تحويل ثاني أوكسيد الكاربون على سطح المريخ إلى اوكسجين صالح للتنفس البشر والحيواني، وطبعاً لا بد من البحث عن طريقة لايجاد الماء ومصدر للطاقة لأنة المؤنة التي جلبت من الأرض ستنفذ بعد فترة، ولهذا الغرض أيضاً يبحث العلماء ويطورون أدوات تتمكن من تأمين هذه المسائل بشكل دائم مستفيدة من طبيعة المريخ وما يوجد على سطحه.