الوقت- ليس من السهولة أن يصل الباحث إلى الإجابة عن هذا السؤال لكثرة المتغيرات، والتعقيدات والمصالح المتشابكة لكبريات الشركات والكارتلات، وأحيانا المصالح المتناقضة لدرجة الصراع، وجماعات الضغط ومصلحة الحزبين الكبيرين إضافة لمجلسي النواب والشيوخ وتوجهات الحكومات المتعاقبة بشقيها الجمهوري والديموقراطي وما بين صقور وحمائم. بالطبع لا توجد جمعيات خيرية ترسم السياسة الأمريكية بل مصالح وصراعات واستراتيجيات وخلايا تفكير تسمىthink tankأوبيوت الخبرة تقدم الإرشادات والمعطيات وقاعدة بيانات ليتم الإسترشاد بها عند اتخاذ القرارات وعلى كافة المستويات ومن مراكز دراسات بحثية تعتمد على مفكرين وعلماء وسياسيين سابقين واقتصاديين وخبراء لهم باع طويل، بحيث لا يستطيع متخذو القرارات تجاهل المعطيات التي يقدمها هؤلاء. وهناك العديد من المؤسسات المتخصصة ومراكز ومعاهد البحوث الأمريكية التي تعتبر بمثابة من يحدد الاستراتيجيات التي ينبغي أن يسترشد بها متخذ القرار ومن أهم تلك المراكز والدراسات البحثية نذكر:
-مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ولها فروع في عدة دول منها بيروت وموسكو
-مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن.
-معهد بروكينغز في واشنطن وله تأثير كبير على السياسات والاستراتيجيات على الحزبين الديموقراطي والجمهوري وعلى الكونغرس وله فرع في الدوحة (قطر).
-مركز ويلسون الدولي للباحثين.
-مؤسسة راند research and development بمعنى البحث والتطوير.
وهناك العديد من المؤسسات التي تساهم في رسم السياسات بمختلف النشاطات على المستوى القومي الأمريكي والعالم مثل: مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. مركز bio للأبحاث في واشنطن، ومعهد catoذو الفكر المحافظ ومؤسسة التراث والأبحاث في واشنطن ومؤسسة التقدم الأمريكي التي تقدم المعطيات المتعلقة بالاقتصاد والصحة والتعليم وغير ذلك.
وعلينا أن نذكر المنظمات وجماعات الضغط واللوبيات مثل ibak الصهيوني، والتي لها تأثير كبير وخطير على السياسات الأمريكية، في ظل شبه غياب للمنظمات والجاليات العربية عن مسرح التأثير في السياسات الأمريكية.
كون تلك المجموعات تتباين في توجهاتها وأيديولوجياتها، وخاصة بعد اندلاع ما سمي بالربيع العربي الذي فاقم الانقسام بين الجاليات العربية والاسلامية عموما. من هنا يمكن القول بأن أمريكا، وطرائق تعاملها مع بقية دول العالم تحكمها مصالح استراتيجية تخضع لها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وفق عمليات معقدة ولا تمرر القرارات إلا إذا أخذت بالحسبان مصالح كبريات الشركات، وجماعات التأثير وحتى لو وصل رئيس له توجهاته فلا بد أن يسير وفق مدخل النظم (مدخل التأثير المتبادل )الذي يراعي مصلحة أمريكا أولا وبالتالي قد تتغير التكتيكات والمواقف ولكن لا يتغير العقل الأمريكي الذي لا يزال (يتوهم) بأنه قادر على قيادة العالم والذي نرى بأن شمس أمريكا بدأت بالغروب وفق دراسات تتحدث عن تشكل عالم متعدد الأقطاب.
بقلم طالب زيفا الباحث في الشأن السياسي