الوقت- في حوار خاص لـ "الوقت" مع الباحث والمفكر المصرى، رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة الدكتور رفعت السيد أحمد تكلمنا حول مقترح مصر لعودة سوريا للجامعة العربية وعن خفايا الإبتزازات والضغوطات السعودية على مصر و المقابل الذي أرادت السعودية من مصر دفعه لقاء المساعدات كما عرّجنا على حقيقة داعمي الجماعات الإرهابية في سيناء والمنطقة فكان لنا الحوار التالي.
الوقت: لماذا كل هذا الإصرار المصري على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية؟
رفعت السيد أحمد: أولاً: لا قوام حقيقي لدور الجامعة العربية إلّا بوجود الدولة المؤسسة الأولى للجامعة وهي سوريا. ثانياً: مصر أدركت أنّ ماتقوم به سوريا في حربها ضد الإرهاب هو نفس العمل الذي تقوم به مصر بمقاومة الإرهاب في سيناء، وهناك ضغوط كبيرة وابتزاز سعودي للسياسة المصرية يهدف لتوريطها في معارك ضد طبيعة الدور الوطني، القومي، الإسلامي والتاريخي لمصر.. وعلى رأس هذا التوريط؛ أرادوا توريط الجيش المصري بحروب داخل سوريا وهذا مالم تقبله مصر. وعندما رفضت مصر إملاءات السعودیة قامت الأخیرة بقطع النفط عن مصر واستخدمت أدوات ابتزاز رخيصة للتأثر على قرارها السيادي. ومن هنا رأت مصر أنه ينبغي عليها أن تعود للطريق الصحيح الذي كانت عليه من قبل حتى في ذروة عهد حسني مبارك وهو طريق التعاون والتحالف مع سوريا لمقاومة الإرهاب ومجابهة داعش الوهابية وللوقوف بوجه مشاريع التقسيم والإستنزاف للدولتين الكبيرتين في المنطقة.
الوقت: ماهي المصالح التي تضع مصر وسوريا في خندق واحد وتجعل منهما دولتان متقاربتان؟ وإلى أي مدى يمكننا اعتبار الخلافات المصرية السعودية عاملاً مؤثراً في تغيير الموقف المصري تجاه الملف السوري؟
رفعت السيد أحمد: أولاً: المصالح المشتركة كثيرة ومنها مقاومة الإرهاب، مقاومة الأفكار المتطرفة، بالإضافة للتعاون السياسي والعسكري لمواجهة إسرائيل في المستقبل.
ثانياً: الخلاف هو عامل مساعد وليس عاملا رئيسيا لأنّ مصر دولة كبيرة لاتؤثر فيها الخلافات الجانبية مع السعودية أو غيرها لتتخذ قرارمعيّن. لأنّ الوعي المصري يدرك أنّ ماقام به الإخوان عندما حكموا مصر وقطعوا العلاقات بين مصر وسوريا كان خطأً كبيراً ضد المصلحة الوطنية والقومية وضد طبيعة الشخصية المصرية وخلافا للدور التاريخي لمصر وهو دور متعاون مع سوريا وعليها أن تتراجع عنه. ولكن الخلاف السعودي نشّط وسرّع لاتخاذ هذا القرار.
الوقت: بعض المصادر تدّعي أن تنظيم داعش يضع حواجز تفتيش له في ساحة فالح في مدينة العريش داخل سيناء. هل تؤيد هذا الخبر؟ ومن الذي يؤمن الدعم للعصابات الإرهابية والتنطيمات التكفيرية في سيناء برأيكم؟
رفعت السيد أحمد: نعم داعش موجودة في سيناء وموجودة في كثير من المناطق العربية أيضاً. ولكن بتقديري أنّ هذا الإرهاب أكبر من داعش فهناك إرهاب إخواني وإرهاب وهابي وسلفي وتنظيم القاعدة بالإضافة إلى داعش ونحن لدينا أكثر من واجهة للإرهاب.
ومن يدعم الجماعات المسلحة هو الحلف الإسرائيلي، الأمريكي، التركي، القطري والسعودي. وليس بالضرورة أنهم جلسوا مع البعض بغرفة واحدة وخططوا لدعم هذا الإرهاب ولكن كل منهم بطريقته وأفكاره وفتاويه المتطرفة وأسلحته وتمويله دعموا الإرهاب وهذه الأصابع المختلفة تقف وراء الإرهاب.
الوقت: حسب المستجدات على الصعيد السياسي والعلاقات الخارجية لمصر برأيكم هل تستعيد مصر مكانتها ودورها الإقليمي المقاوم في المنطقة؟
رفعت السيد أحمد: بالتأكيد هذا قدر مصر فلا قيمة حقيقة لدورها من غير أن تكون داعم للقضية الفلسطينية وللمقاومة العربية وبوسائل متعددة وليس بالضرورة المشاركة العسكرية. ولكن في هذه الظروف هي مشغولة بمقاومة الإرهاب على أرضها. ولكنها تساعد عن طريق السياسة، الإقتصاد، المخابرات وغيرها من الوسائل. فخيار المقاومة بالنسبة لمصر لايعد اختيار بل هو قدر وواجب مكتوب عليها. و مصر تحارب على جبهات عديدة، مفتوحة ومشغولة بها وأبرزها جبهة الإقتصاد والأوضاع الإقليمية الصعبة ثمّ جبهة الإرهاب المسلح بأشكاله المختلفة بالإضافة لجبهة التآمر الإسرائيلي والأمريكي. وخاصة أن النظام الجديد لمصر جاء على غير هوى الأمريكي والخليجي الذي كان يدعم الإخوان. لذلك هم يحاربونه بوسائل سرية أحياناً و وسائل علنية خانقة إقتصادية وسياسية و... فالدور المصري موجود ولكن سيظهر بشكل وقوة أكبر بعد أن اغلق هذه الجبهات.
إعداد : عبدالسلام تقي