الوقت- تمرّ عدة أسابيع على خطاب الرئيس اللبناني الجنرال ميشيل عون، ولا تزال تتوالى ردود الافعال لمسؤولين بارزين في الكيان الاسرائيلي على هذا الخطاب، حيث قال وزير الأمن الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان (زعيم حزب “يسرائيل بيتينو” اليمينيّ-العنصريّ)، إنّ "الدولة العبريّة تراقب بقلقٍ أداء الرئيس اللبنانيّ ميشال عون ولا سيما اتجاهه نحو تحويل جيش هذه الدولة إلى جزءٍ من منظومة حزب الله".
و في مستهل الاجتماع الذي عقده ليبرمان مع وزير الدفاع الأمريكيّ جيمس ماتيس الليلة الماضية في واشنطن، قال ليبرمان أنّ إسرائيل تتعامل مع البنى التحتية في لبنان باعتبارها وحدةً مشتركةً بين الدولة اللبنانيّة وجيشها ومنظمة حزب الله.
وذكر بيان صادر عن وزارة الأمن الإسرائيليّة أنّ المحادثات التي جرت بين الوزيرين تناولت مواضيع أمنيّة تهم البلدين، وفي مقدّمها آخر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والملّف الإيرانيّ.
ولفت البيان إلى أنّ ليبرمان كان قد أكّد خلال مشاركته في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عشية توجهه إلى واشنطن على أنّ أكثر ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة في الوقت الحالي هو عمليات تهريب أسلحة كاسرة للتوازن إلى لبنان، وأيضًا إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى تصنيع أسلحةٍ متطورةٍ مثل صواريخ دقيقة وطائرات من دون طيّار. وأشار إلى أنّ كل ذلك يتم بإشراف إيران ولا سيما من حيث الإرشاد والتمويل والتكنولوجيا، على حدّ تعبيره.
و أضاف البيان إنّ "تصريحات الرئيس اللبنانيّ ميشال عون، الأخيرة تجاه إسرائيل، وتأكيده على مواقفه السابقة من المقاومة وضرورة مواجهة العدوان إنْ جازفت إسرائيل وبادرت إليه، أصاب تل أبيب بالصدمة".
و في وقت سابق كشف مصدر عسكريّ رفيع، أن الرئيس اللبنانيّ بات يتعاون مع حزب الله، وأنّه أبدى تأييده له، لافتًا إلى أنّ الجيش اللبنانيّ التابع لعون، سيُقاتل إلى جانب حزب الله، كعدوّ مهم، في حال نشوب حربٍ أخرى مع إسرائيل على الجبهة الشماليّة.
وحذّر المصدر ذاته، من أنّ "الجيش اللبنانيّ تعاظم خلال السنوات الأخيرة، وباتت في حوزته وسائل قتالية عديدة، جوًا وبرًا وبحرًا، ومنها ما يمكّنه من إيذاء الجيش الإسرائيلي، والتهديد القائم من جانب الجيش اللبنانيّ يرتكز على تعاظمه العسكري وفي الموازاة من تقارب قائده الأعلى، ميشال عون، من تنظيم حزب الله".
وعن الازمة المالية التي يعاني منها حزب الله قال قائد العام للجيش الاسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوط، في جلسةٍ سريّةٍ سمحت الرقابة العسكريّة بنشر مقتطفاتٍ مدروسةٍ منها من أنّ "حزب الله يُعاني من أزمةٍ معنويّةٍ ومن ضائقةٍ ماليّةٍ"، مضيفاً أن "هذين العاملين يمنعان من حزب الله الإقدام على مواجهةٍ عسكريّةٍ مع إسرائيل".
و السياق نفسه، قال قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، الجنرال هرتسي هليفي، إنّ "حزب الله لا يدفع رواتب عناصره، كما أنّ العناصر يتركون صفوف الحزب للهجرة إلى خارج لبنان، فيما بيئة حزب الله ممتعضة من تدخله العسكريّ في سوريّة، وكذلك فإن عديده يعاني من شيخوخة، ومن بينهم أعمار تصل إلى 60 عامًا، لأن عناصره من الشباب يفرون ويُهاجرون إلى خارج البلاد".
اذاً و أمام هذه الإدعاءات والمزاعم الإسرائيليّة الجديدة و التي ليس لها أساس من الصحة، يمكن القول أنها تدخل في إطار الحرب النفسيّة للكيان الاسرائيلي ضدّ حزب الله، و ذلك لطمأنة الإسرائيليين، الذين باتوا يخشون من تهديدات حزب الله، ولا سيمّا في قضية حاويات الأمونيا و مفاعل ديمونا النووي.