الوقت- بعد مرور ايام على وقف عملية "الدمع المرتعد" أو ما سمي بعاصفة الحزم، لا تزال مناطق في اليمن تتعرض للقصف الجوي ومنها مناطق تكتظ بالمدنيين في صعدة حيث يعتقد المحللون ان البيان الذي اصدرته السعودية في ختام عملية "عاصفة الحزم" والذي تضمن عدم المساس بالمدنيين كان مجرد تضليل للتقليل من ضغوط الراي العام على السعودية.
وعندما اعلنت السعودية انتهاء عاصفة الحزم وبدأت بما يسمى بعملية اعادة الأمل قبل تحقيق اي هدف من اهداف عاصفة الحزم، فهذا يعتبر اعترافا بالهزيمة في حد ذاته، ورغم قيام السعودية باعطاء الوعود بانها تسعى الى ارساء حل سياسي في اليمن وكذلك وعودها باطلاق عملية اغاثة انسانية، لكن هذين الامرين لم يتحققا وهنا يتبادر سؤال الى الذهن حول اسباب هذه الافعال السعودية.
ان السعودية تعلم بأن الحوار السياسي في الاوضاع السائدة حاليا ليس لصالحها لأن المحسوبين على السعودية فقدوا سيطرتهم على معاقل رئيسية لهم مثل تعز ومأرب ولذلك فان السعودية تسعى فقط للقول بأنها نفذت قرار مجلس الامن رقم 2216 الذي ينص على بدء حوار داخلي في اليمن.
كما ان السعودية تسعى الى تسجيل انجاز ما على الارض لكي تظهر ان الامور في اليمن قد تغيرت وذلك من اجل ان يبرر القرار الجديد الذي سيصدر عن مجلس الامن حول اليمن والافعال السعودية.
وهناك امر آخر يقدم السعوديون عليه الآن وهو استقدام مرتزقة للحرب في اليمن فالتقارير المنشورة تقول بأن السعودية وامريكا قد ادخلتا الى اليمن 800 شخصا عن طريق مرفأ المكلا بعد اعطائهم تعليمات في جزيرة سوكوترا كما ان هناك تقارير تقول بان السعودية تنوي استقدام قوات خاصة من دول مجاورة، وقد يكون لاستقدام هذه القوات هدفان اولهما اجبار انصارالله على التراجع والهدف الثاني هو جعل هذه الحرب حربا شيعية سنية.
وفي المقابل نجح انصارالله الى جر الحرب نحو مناطق سنية حيث باتت عدن ولحج ومأرب التي تعتبر مناطق سنية، اكثر المناطق التي تشهد اشتباكات وتطالها القصف السعودي. وقد اصبح السنة ضحية لمؤامرة سعودية خبيثة حيث تريد الرياض وضع السنة في جنوب اليمن في مواجهة انصارالله لكي يجبروا انصارالله على التراجع خشية وقوع حرب طائفية أو يتم اشعال حرب في الجنوب وهذا ما سيلحق اضرارا بالغة بالجنوبيين.
ووسط هذا كله يدير الامريكيون الامور لصالح السعودية فهناك تقارير قد تحدثت ان عددا من السفن الحربية الايرانية توجهت نحو خليج عدن وكأن هناك مواجهة ايرانية سعودية حتمية ستحصل وعندها سارع وزير الخارجية الامريكي الى الاتصال بنظيره الايراني يوم الثلاثاء الماضي واعدا بوقف الحرب في ذلك اليوم قائلا للايرانين انه لا حاجة لدخولكم الحرب وهذا يدل بان الامريكيين قد قاموا بخدعة قذرة لمنع ايقاف الحرب لأن السفن الحربية الايرانية كانت قادرة على ايقاف الحرب.
وهناك نبأ آخر يتحدث عن قيام السفن الحربية الامريكية باطلاق الصواريخ على اليمن مرة واحدة على الاقل من الخليج الفارسي ومرتين عبر خليج عدن وهذا ما يضع الامريكيین الى جانب آل سعود رغم انهم يدعون بأنهم غير موافقين على الحرب وان هذا الامر يدل على ان هزيمة السعودية في هذه الحرب تعتبر كارثة بالنسبة للامريكيين، ورغم هذا كله فلا يشك احد في هذه المنطقة ان السعودية هي الخاسر للحرب لا محالة وان الدعم الامريكي لا يغير شيئا من هذه الحقيقة.
ولا تستطيع السعودية في استمرار عدوانها الا مهاجمة الاهداف التي كانت قد هاجمتها سابقا خلال الحرب وهذا يعني العجز عن النيل من القدرات العسكرية لانصارالله فالسعودية لا يمكنها فعل شيء في شمال اليمن ولذلك فان مهاجمة صعدة وصنعاء هي فقط من اجل الانتقام .
ويعتقد الخبراء ان الرأسمال السعودي قد تقلص خلال السنوات الماضية وخاصة خلال الاسابيع الاخيرة بعد الحرب على اليمن كما ان مكانة عبد ربه منصور هادي ومحسن الاحمر المواليين للسعودية قد وصلت الى الحضيض في اليمن وان حزب الاصلاح الذي هو تحالف اخواني – وهابي قد خسر مكانته في المناطق التي كان يسيطر عليها.
ويصعب على السعودية تقبل هذا الواقع بان اليمن قد تحول الى بلد مستقل وفيه شعب يمتلك تاريخا يمتد لآلاف السنين لكن هذه الحقيقة ستفرض نفسها على آل سعود وستبتلع الارض اليمنية "قارون المنطقة".