الوقت- تتوالى تبعات خطاب السيد نصرالله فصولاً. فبعد أن غرق الساسة الإسرائيليون في تحليل مفردات الخطاب الأخير للسيد نصر الله في مناسبة القادة الشهداء، ظهر خط إعلامي بارز وجديد في الكيان الإسرائيلي يتعلّق بالأسلحة "الكاسرة للتوازن التي يمتلكها حزب الله".
فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن حزب الله حصل على صواريخ روسية متطورة مضادة للسفن، الأمر الذي يمكنه من تهديد حقول النفط الإسرائيلية في المتوسط وقدرة الجيش الاسرائيلي على التحرك في المنطقة.
ويتحدث التقرير عن أنه ورغم محاولات إسرائيل الحثيثة لمنع نقل الأسلحة إلى لبنان في الـ 5 سنوات الأخيرة، إلا أن التنظيم تمكن من الحصول على الصواريخ من طراز ياخونت (منظومة "باستيون" المزودة بصواريخ "ياخونت" المجنحة المضادة للسفن، تفوق سرعتها ثلاث مرات سرعة الصوت، ويصل عددها في المجمع الصاروخي الواحد إلى 36 صاروخا) عبر اليابسة من سوريا وقد يصل عددها إلى 8 صواريخ. ويزداد القلق الإسرائيلي من هذا الصاروخ بسبب عدم وجود أية وسيلة لاعتراضه أو التشويش عليه أو تغيير مساره.
لم يكن الكلام الإسرائيلي بالأمر الجديد، فقد كشف مسؤولون استخباراتيون حصول الحزب على صواريخ "ياخونت" خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ حيث التقى مسؤولون أمنيون ودفاعيون من حول العالم لمناقشة مسائل أمنية، وقبل ذلك تحدّث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الكلمة التي ألقاها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ (02/10/2015)، عن امتلاك حزب الله هذا النوع من الصواريخ، لذلك وضع البعض هذا التهويل الإسرائيلي في خانة قرع طبول الحرب التي حاول السيد نصر الله درأها إلى أقصى فترة ممكنة.
من جانبه، اعتبر معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط (مقرّه واشنطن) أن حزب الله بات يمتلك أسلحة كاسرة للتوازن، وأضاف المعهد: على الرغم من الضربات الإسرائيلية الثقلية، إلى أن الحزب نجح في الحصول على أسلحة كاسرة للتوازن.
وأشار المعهد إلى رصده لوسائل الإعلام اللبنانيّة المقرّبة من حزب الله، من بينها صحيفة "الأخبار"، مشيراً إلى التواجد العسكري للحزب جنوب نهر الليطاني ما يعد انتهاكاً للقرار 1701.
المسؤولين في الكيان الإسرائيلي تحدّثوا عن المخاوف من صواريخ ياخونت الروسيّة باعتبار أنها تخل بالتوازن كونها تهدد أسطولها البحري وبوارجها الحربية قبالة السواحل اللبنانية والبوارج الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط.
تحريض إسرائيلي
ورغم أن الخشية الإسرائيلية ليست بالأمر الجديد، إلا أن التوقيت والزمان (مؤتمر ميونيخ للأمن)، وكذلك الحديث عن تهديدات للبوارج الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط، يؤكد السياسة التحريضية للكيان الإسرائيلي في إدخال الجانب الأمريكي بشكل مباشر في المعادلة.
ويرى مراقبون أن هذا اللهجة الإسرائيلية الجديدة تحمل في طياتها أيضاً، إشارات نحو روسيا باعتبار أن الصاروخ، وهو من أفضل الصواريخ في العالم، روسي الصنع. وتوضح المصادر أن هناك سعي إسرائيلي لإبعاد حزب الله عن روسيا داخل الأراضي السورية لأن التعاون بين الجانبين شكّل خسارة كبرى للأمن القومي الإسرائيلي.
الخلاصة
يبدو أن هناك توجّه إسرائيلي للحد من قدرات حزب الله عبر اللجوء إلى واشنطن والتعاون مع بعض العواصم العربية، بعد فشل سياستها العسكرية في استهداف الشاحنات داخل الأراضي السوريّة. لا نعتقد أن تكون الحرب بداية الطريق، بل ستعمد هذه الدول على فرض المزيد من العقوبات على حزب الله، وربّما عبر إقحام الداخل اللبناني، إلا أن الفشل السياسي في الحد من قدرات حزب الله، ربّما يعني اللجوء إلى الخيار العسكري الغير مستبعد أساساً.