الوقت- أقر مجلس الامن الدولي أمس قراراً خليجياً يشرع العدوان السعودي على اليمن. القرار الذي حمل الرقم 2216 جاء محاولة لإنقاذ السعودية التي وصلت إلى نقطةٍ أدركت معها العجز الكبير في عملياتها الجوية التي تشنها طائراتها على الشعب اليمني الاعزل وخاصة بعد نأي مصر وباكستان عن المشاركة العسكرية في مغامرتها. في وقت لم تستطع فيه آلة الحرب السعودية ان تؤتي اكلها ونجحت فقط حتى الآن بإزهاق المزيد من الارواح البريئة .
حيث تبنى مجلس الأمن يوم أمس، مشروع القرار الخليجي بشأن اليمن تحت الفصل السابع بتأييد 14 من أعضاء المجلس وامتناع روسيا عن التصويت. وفسّر المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، موقف بلاده بالقول إن «أصحاب مشروع القرار رفضوا قبول مقترح روسيا بمطالبة جميع أطراف النزاع بوقف إطلاق النار في مدة زمنية وجيزة لبدء الحوار»، مضيفاً أنه لا يجب استخدام قرار مجلس الأمن لزعزعة الاستقرار في اليمن. وأكد تشوركين أن «القرار لم يأخذ في الحسبان الضرر الذي يلحق بالشعب اليمني ».
ويطالب القرار حركة «أنصار الله» بتنفيذ 7 مطالب رئيسية، هي الكف عن استخدام العنف، وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن جميع الأسلحة الإضافية التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن، ويتضمن أيضاً الامتناع عن الإتيان بأي استفزازات أو تهديدات ضد الدول المجاورة، والإفراج عن اللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع في اليمن، وعن جميع السجناء السياسيين، وجميع الأشخاص الموضوعين رهن الإقامة الجبرية أو المحتجزين تعسفياً، وإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم وتسريح جميع الأطفال المجندين في صفوفهم ».
ويشمل القرار الدولي ايضاً «حظر توريد الأسلحة لحركة أنصار الله والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح»، بالإضافة إلى عقوبات على «أحمد نجل الرئيس اليمني السابق وعدد من زعماء جماعة أنصار الله. ويؤكد القرار «شرعية» الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى جانب دعم مجلس الأمن للعملية التفاوضية التي يحاول المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن جمال بنعمر القيام بها .
الى ذلك سارعت الدولة المعتدية (السعودية) لإبراز سعادتها حيث أثنت الرياض مباشرةً على القرار الذي قال عنه المتحدث باسم "الدمع المرتعد" أو ما يسمي بـ«عاصفة الحزم»، أحمد العسيري، إنه "نصر للشعب اليمني ".
وفي موضوع متصل شن العدوان السعودي غارات جديدة استهدفت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة التي تم تطهيرها أخيراً من «القاعدة»، في وقتٍ أكدت فيه مصادر أن طائرات العدوان ألقت كميات كبيرة من الأسلحة للعناصر المتطرفة في ردفان ومثلث العند (جنوب). وحاول عناصر تابعون لتنظيم «القاعدة» إعادة التمركز في مدينة شقرة الساحلية التابعة لمحافظة أبين، فيما نفذ التنظيم عملية انتحارية في جوار مدرسة في مدينة لودر التابعة لأبين أدت إلى سقوط ضحايا .
كذلك، شهد يوم أمس تطوراً لافتاً حيث أعلن تنظيم «القاعدة» مقتل أحد قادته، ابراهيم الربيش في غارةٍ شنتها طائرة أمريكية من دون طيار أول من أمس في المكلا في محافظة حضرموت، وذلك في أول عملية أمريكية ضد التنظيم منذ اندلاع الأزمة اليمنية مع استقالة هادي وبدء العدوان السعودي الذي تدعمه واشنطن. وجاء في بيان بثه التنظيم على احد مواقعه الالكترونية، أن «الشيخ ابراهيم بن سليمان الربيش قتل إثر غارة صليبية حاقدة قتلته مع عدد من اخوانه ليلة الاثنين ».
وفي مأرب التي تشهد اشتباكات بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة وبين تنظيم القاعدة الارهابي الذي يتلقى الدعم اللوجستي والاسلحة من الجيش السعودي من جهة ثانية، وفي هذا السياق قال عقيد في الجيش اليمني إن الحسم في مأرب «قد يكون قريباً». وأضاف المصدر العسكري في حديثٍ إلى «الأخبار» أن المناطق التي باتت خارج سيطرة «القاعدة» في مأرب لا تتجاوز 25% من مساحة المحافظة. وذكر مصدر مقرب من اللواء الفار علي محسن الأحمر أن الأحمر المقيم في السعودية، يشارك في العدوان من خلال وجوده بالزي العسكري في قاعدة الظهران الجوية منذ بدء العدوان، وأنه هو من يزود طيران العدوان بإحداثيات المواقع العسكرية والمدنية المستهدَفة .
وفي سياق متصل تمكن الجيش اليمني بمساعدة اللجان الشعبية من تحقيق المزيد من التقدّم على امتداد اليمن، على وقع هزيمة التنظيمات الارهابية المتطرفة، بينما استمرت طهران بدعوتها إلى إيجاد صيغةٍ توقف العدوان وتفسح المجال أمام العملية السياسية .
يشار الى أن العدوان السعودي على الشعب اليمني مستمر منذ ثلاثة أسابيع، مع استمرار الطائرات السعودية بقصف المنشات المدنية التي أودت حتى الآن بحياة حوالي 3000 يمني واكثر من ذلك من الجرحى .