الوقت- على هامش اجتماع حلف الناتو الأخير في بروكسل التقى نائب رئيس اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي يائير غولان برؤساء اركان بعض الجيوش العربية مثل مصر والاردن والبحرين والكويت والمغرب وتونس، كما التقى غولان ايضا مع رئيس الاركان التركي خلوصي آكار، وقد أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي حصول هذه اللقاءات.
وتتعاون هذه الجيوش العربية مع الجانب الاسرائيلي في عدة مجالات منها تعاون تل ابيب مع نظام المنامة لقمع الشعب البحريني والتعاون الامني بين الكيان الاسرائيلي والاردن ضد الفلسطينيين والتعاون الامني بين مصر والكيان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
ان العالم العربي وزعمائه الذين كانوا يقودون في يوم من الأيام الخطاب المناهض لكيان الاحتلال الاسرائيلي في شوارع القاهرة وطرابلس وبغداد ودمشق وخاضوا عدة حروب مع هذا الكيان قد اصبحوا عاجزين منذ عدة عقود عن القيام بدورهم وباتوا يقفون في طابور التصالح مع هذا الكيان ومد جسور العلاقات.
واذا أمعن المرء النظر في التطورات والحقائق الجارية يجد بأن الملوك والزعماء العرب الذين اختاروا التقارب مع تل أبيب هم الذين يقمعون مطالب شعوبهم المحقة فكلما كان هذا الملك او الرئيس قمعيا أكثر كلما يتحرك بسرعة اكبر نحو التعاون الأمني مع الكيان الاسرائيلي، فهناك فرص وتهديدات مشتركة دفعت هذه الدول نحو الإرتماء في الحضن الاسرائيلي.
واذا أردنا شرح هذه التهديدات والفرص فهي كالتالي:
التهديدات
1- الأزمات الداخلية
تعتبر الازمات الداخلية أحد بواعث القلق الرئيسية لدى الأنظمة العربية والتي تدفعهم نحو مد جسور العلاقات مع الكيان الاسرائيلي وخاصة التعاون العسكري والأمني مع هذا الكيان للإستعانة به في التغلب على القوى الشعبية.
2- الفوضى الإقليمية
ان الخطر الآخر الذي يهدد الأنظمة العربية وأدى في بعض الحالات الى سقوط رؤساء وملوك مستبدين هو انتشار الاضطرابات في المنطقة وقد أدى الضعف الأمني والإستخباري للتغلب على هذه الأزمات الى الإنجرار نحو التعاون العسكري والاستخباري مع الكيان الصهيوني للتستر على نقاط الضعف وكذلك التغلب على الازمات التي تهدد العروش.
الفرص
1- احتواء ايران
يعتبر هذا الأمر هاجسا لدى بعض الدول العربية وفي مقدتهم السعودية ويتخذه هؤلاء ذريعة لتحسين علاقاتهم مع تل ابيب والبدء بتعاون عسكري واستخباري مع كيان الاحتلال، فبعد هجمات 11 سبتمبر واحتلال العراق تهيأت الظروف لامتداد النفوذ الايراني في العالم العربي وتحرك بعض الدول العربية بقيادة السعودية لإحتواء ايران وعمدوا الى اطلاق مشاريع خبيثة مثل التخويف من الشيعة و ایران فوبیا.
2- الإنضمام للمنظومة الإستراتيجية الأمريكية
بعد التمدد الأمريكي في الشرق الأوسط وخاصة تمدد الناتو نحو غرب آسيا تهيأت الظروف لتحسين العلاقات بين الانظمة العربية وتل أبيب، وتمارس واشنطن الضغوط ايضا على هذه الانظمة للانفتاح على التعاون الاقتصادي والعسكري والامني مع الكيان الصهيوني ليلعب هؤلاء دورا اكبر في المنظومة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة، وسيؤدي ذلك الى تمتع هذه الأنظمة العربية بالدعم الاسرائيلي ايضا الى جانب الدعم الامريكي المقدم لهم للتغلب على أزماتهم الداخلية والإقليمية.
ان هذه التهديدات والفرص بالاضافة الى التعاون الاقتصادي بين الأنظمة العربية والكيان الاسرائيلي أدى الى تغيير الخطاب العربي نحو الكيان الاسرائيلي وتحرك هذه الانظمة نحو توثيق العلاقات مع كيان الاحتلال ومن المحتمل ان تشهد الأعوام القادمة إنفتاحا عربيا رسميا أكبر على كيان الاحتلال الاسرائيلي.