الوقت- تقع بين حين وآخر اشتباكات ومعارك بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني ما يهدد اتفاقية السلام بين الجانبين ويؤكد ان فض الاشتباك بين الجانبين امر مستحيل مهما قدم الاكراد التنازلات لتركيا .
وفي آخر الانباء عن الاشتباكات بين الجانبين أصيب اربعة جنود اتراك بجروح السبت الماضي خلال مواجهات في جنوب شرق البلاد مع ناشطين في حزب العمال الكردستاني وأرسل الجيش التركي مروحيات وطائرات استطلاع ووحدة كومندوس الى منطقة اغري (جنوب شرق) الحدودية مع ايران حيث المواجهات مستمرة .
وبحسب الجيش التركي توجه الجنود الى منطقة ديادين بعد ان تبلغوا ان "مهرجانا سيقام فيها للترويج لحزب العمال الكردستاني لكن عناصر بحزب العمال فتحوا النار على الجنود الذين ردوا بالمثل .
من جانب آخر أفاد شهود عيان في محافظة دهوك العراقية يوم السبت الماضي أنّ المدفعية التركية قصفت مناطق حدودية تابعة للمحافظة .
وقال شهود عيان إن المدفعية التركية قصفت محيط قرية نزدور على الحدود العراقية التركية بمحافظة دهوك مبيناً ان ثلاث قذائف سقطت في محيط القرية .
وأضاف شهود العيان أن القصف لم يسفر عن أضرار بشرية ومادية، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه أثار الذعر بين المواطنين الذين كانوا في نزهة بتلك المنطقة .
ويبدو ان خطة اردوغان للسلام مع الاكراد لن تسلك سبيل النجاح بسبب السياسات التي تتبعها انقرة حيال القضية الكردية وكذلك بسبب السياسات التي تتبعها الحكومة التركية في المنطقة ؟ فكيف يريد الاتراك ان يصدقهم الآخرون بأنهم يريدون حل خلافاتهم مع الاكراد سياسيا في حين تعارض تركيا اي حل سياسي في سوريا المجاورة وتصر على الحل العسكري من اجل إسقاط النظام في سوريا ؟
ان حل القضية الكردية في تركيا يحتاج الى رؤية شاملة وتنازل من قبل الجانبين التركي والكردي لكن هذا لم يحصل رغم ان الاكراد قد قدموا تنازلات اكبر من الاتراك حتى الآن .
ان النظرة والنزعة العنصرية مازالت تحكم بقوة عقول من يمسك بزمام الامور في انقرة وقد تجلى ذلك في معركة كوباني حينما تمت محاصرة الاكراد في هذه المدينة السورية من قبل تنظيم داعش الارهابي التكفيري وحينها منعت تركيا إيصال اي دعم كردي الى المحاصرين في المدينة .
ان السياسات التركية العدائية تجاه دول المنطقة والسعي للتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ودعم ورعاية الجماعات التكفيرية والارهابية أفقدت تركيا مكانتها في المنطقة وباتت تركيا تعيش في عزلة اقليمية وهذا ما يؤثر على القضية الكردية ايضا وعلى حل هذه القضية ويتسبب في عرقلة أي حل بين انقرة والاكراد حيث لا يمكن الفصل بين تأثير الأزمات التي تعمل تركيا لتأجيجها في المنطقة وبين الشأن الداخلي التركي .
وربما يتساءل عناصر حزب العمال الكردستاني لماذا هم مجبرون على تقديم التنازلات لتركيا في سبيل حل قضيتهم في حين تدعم تركيا مباشرة جماعات إرهابية في سوريا وتقدم السلاح والدعم اللوجستي لهم وتدربهم ، فإذا كانت الحرب هي السبيل الامثل لحل القضايا فلماذا يجب على حزب العمال ان يسلك طريق الحل السياسي ؟
وأيا تكن نتيجة الاشتباكات الحالية بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد فإن من الواضح ان حالة الحرب والعداء بين الجانبين هي اكبر من رسالة يبعثها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان من سجنه من أجل التهدئة والبدء في عملية سلام ، فحزب العمال يتساءل الآن هل ان ما هو حلال وواجب في سوريا محرم في تركيا ؟