الوقت- يواجه اللاجئون الذين نزحوا من شمال افريقيا وبعض المناطق التي تشهد حروبا، نحو اوروبا اوضاعا صعبة في هذه القارة وهم لم يزالوا واقفين خلف جدران الاتحاد الاوروبي، وما يزيد اوضاع هؤلاء اللاجئون سوء هو الشتاء القارس وهطول الثلوج.
ان هؤلاء اللاجئون الذين يريد معظمهم الوصول الى شمال اوروبا او الى المانيا هم الان خلف الحدود ويصارعون الموت، ومن هؤلاء آلاف الاشخاص الذين يمكثون خلف الحدود المجرية والمعروف ان المجر تتبع سياسة قاسية في التعامل مع اللاجئين، ان هؤلاء اللاجئين الذين يقفون دون مأوى الان في هذا البرد القارس هم معرضون ايضا للاعتقال لان الحكومة اليمينية في المجر قد اعلنت بأنها تنوي اعتقال حتى اللاجئين المقيمين حاليا في هذا البلد.
فقد قال قال وزير الخارجية المجري بيتر سيرتو لصحيفة ألمانية، إن المجر لن تفتح حدودها للاجئين والمهاجرين الذين يواجهون ظروفاً شديدة البرودة في صربيا المجاورة.
وصرح سيرتو لطبعة السبت من صحيفة "دي فيلت" الألمانية بأن المهاجرين الذين يحتاجون إلى المساعدة في صربيا يجب أن يسجلوا طلبات لجوء ويبحثون عن ملجأ هناك.
وتابع "العديد يتجنبون ذلك لأنهم يريدون التقدم بطلب لجوء في بلد آخر"، مؤكداً أن "أعداداً كبيرة من الناس ليس لديهم الحق في عبور دول آمنة واختيار دولة منها للعيش فيها."
وقال سيرتو وهو عضو في مجلس الوزراء المجري المعادي للمهاجرين بقيادة فيكتور أوربان إن موقف بلاده "المتمثل في عدم السماح بالمرور غير القانوني" للمهاجرين كان واضحاً منذ البداية.
ومع ذروة أزمة الهجرة في أوروبا في صيف عام 2015، ظهر رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان كقائد لجبهة في الاتحاد الأوروبي تريد غلق الحدود ضد موجة من اللاجئين والمهاجرين المتدفقين من تركيا ومنطقة البلقان.
وأصبحت المجر أول دولة تقيم سياجاً على حدودها مع صربيا في أيلول/سبتمبر 2015 . وبحلول آذار/مارس الماضي حذت جميع الدول على طريق البلقان حذو المجر وأغلقت حدودها، لكن تدفق اللاجئين لا يزال مستمراً.
ومنذ ذلك الحين، تراكم عدد اللاجئين في صربيا في ظل عدم استطاعتهم الاستمرار في رحلتهم صوب دول الاتحاد الأوروبي.
ويعيش حالياً عدد يتراوح بين 1200 و2000 لاجئ بلا مأوى مناسب في بلجراد ويتحملون درجات حرارة تصل إلى سالب 15 درجة مئوية في فصل الشتاء القارس.
من جهة اخرى فإن الاوضاع في صربيا ايضا توصف بانها صعبة ومأساوية للغاية، وينتظر اللاجئون الذين وصلوا صربيا، فتح الحدود أمامهم تحت وطأة البرد، بغية الوصول إلى دول أوروبا الغربية، أملاً في مستقبل أفضل، بعد أن أغلقت دول البلقان الحدود أمامهم.
ويوجد في الأراضي الصربية قرابة 7 آلاف شخص من طالبي اللجوء والمهاجرين لأسباب اقتصادية، يعيش جزء كبير منهم في مبان مهجورة، ومواقف سيارات في العاصمة بلغراد وهم يعانون من مشاكل مختلفة كل يوم.
من جهتهم روى لاجئون متواجدون في أماكن أقيمت على الحدود، بتنظيم من منظمة "أطباء بلا حدود" في صربيا، أنهم ينتظرون لساعات في الطوابير، لتلبية احتياجات مواد التنظيف، بالإضافة إلى أن عملية توزيع الطعام عليهم تجرى مرة واحدة فقط يوميا.
ويقول اللاجئون انهم لا يمتلكون طعاما ولا أحذية ولا أي شيء آخر لمواجهة البرد الشديد، أما المقيمون في بيوت مهجورة ببلغراد، فيشكون من أمور عدة وعلى رأسها البرد القارس، حيث يضطرون إلى إغلاق النوافذ بورق مقوى وإشعال النيران لحماية أنفسهم من البرد.
وظل آلاف اللاجئين عالقين في الأراضي الصربية بعد أنّ قامت المجر بتشديد إجراءاتها الأمنية على طول حدودها مع صربيا، بهدف منع تدفق اللاجئين إلى أراضيها.
وأقامت السلطات المجرية في 2015، أسلاكاً شائكة على طول حدودها مع صربيا وكرواتيا، بهدف منع دخول اللاجئين إلى أراضيها التي تعتبر أهم ممر للاجئين باتجاه دول أوروبا الغربية.
وفي بلغاريا ايضا يعاني اللاجئون من اوضاع ماساوية لا يمكن تحملها وقد مات خلال الايام الماضية 3 لاجئين (امرأة صومالية ورجلان عراقيان) من شدة البرد في بلغاريا.
اما خيم اللاجئين في منطقة البلقان فهي ايضا على هذا المنوال ففي اليونان على سبيل المثال هبطت درجات الحرارة الى 30 درجة تحت الصفر.
ان الاوضاع القاسية التي يعاني منها اللاجئون خلف حدود بعض الدول الاوروبية دفعت الأمم المتحدة الى اطلاق تحذيرات لكن قادة الدول الاوروبية لم يحركوا ساكنا في وقت يتشدق هؤلاء دوما بشعارات حقوق الانسان وماشابه ذلك، ان تزايد العنصرية في اوروبا وصعود اليمينيين الى سدة الحكم في هذه القارة ينذر بسيطرة المتطرفين خاصة في المانيا وفرنسا والمجر وهذا يصعب على اللاجئين محاولاتهم للحصول على مأوى في البلدان الاوروبية.