الوقت- لم يتبدّد الخلاف بين الجماعات المسلحة في ثاني أكبر المحافظات السوريّة على الرغم من دعوات داعميها الدوليين لتوحيد صفوفها تحت راية واحدة، بل وبات شرخ الإختلاف الايديولوجي على الارض عميقا جدا بينها، الأمر الذي سيُفضي الى التأثير على سير المعارك لصالح الجيش السوري وحلفائه في حلب.
حيث اندلعت مجددا خلال الأيام السابقة اشتباكات بين كل من "حركة نور الدين الزنكي" الإرهابية المدعومة تركياً والتي تميل الى جبهة النصرة من جهة، وتجمع "فاستقم كما أمرت" من جهة ثانية، على الرغم من تواجد الحركتين تحت راية الجيش الحر.
وكانت قد اندلعت الإشتباكات الدموية بين الفصيلين الارهابيين في الأيام الأخيرة في المناطق المتبقية شرق حلب، واستعرّ هذا الصراع بينهما بعد إصابة القيادي في "جيش حلب"عبد الرحمن نور خلال الشهر الماضي، الجيش المسلح الذي تشكل حديثا من عدة فصائل بعد تعرض الارهابيين في حلب لخسائر فادحة في العنصر البشري.
وسيؤثر هذا النزاع بشكل كبير على سير المعارك في شرق حلب وغربها، ولاشك بأن الجيش السوري وحلفاؤه هم المستفيدون من عودة الخلاف بين الفصائل الارهابية في هذه المحافظة التي باتت نهاية المسلحين فيها على أيدي الجيش السوري قاب قوسين لا أكثر.
جيش الفتح ينعق بالهزيمة
جدير بالذكر أن اسم "حركة نور الدين الزنكي" الارهابية برز بالتزامن مع التدخل التركي في ريف حلب الشمالي، لاسيما وأن هذا التزامن يشير إلى دور منح لـ "الزنكي" في حلب بغطاءٍ إقليمي.
هذا وبانت أولى ملامح انهزامات المسلحين في حلب لاسيما بعد خساراتهم المتسارعة في الآونة الأخيرة شرق المدينة، على لسان القيادي "عبد الله المحيسني" القاضي في جيش الفتح الارهابي حيث اعتذر في يوم الاحد من أهل حلب قائلا: "لا داعي لهدر دم الشباب إذا لم نتحد". الأمر الذي يدل على تأثير الخلافات بين الفصائل الارهابية بشكل كبير على سير المعارك في حلب.
الجبهة الشامية تفشل في احتواء النزاع
من جهتها اعلنت "الجبهة الشامية" الارهابية أن جميع المساعي لحل النزاع سلمياً بين "حركة نور الدين الزنكي" و "تجمع فاستقم كما أمرت" باءت بالفشل.
وتولّت قيادة "الجبهة الشامية" الارهابية فضّ النزاع الحاصل بين الطرفين خلال هذا العام، وطالبت جميع الحواجز بعدم التعرض لقوة الفصل. كما دعت كافة الفصائل الارهابية المسلحة للمشاركة بفض النزاع بعد فشلها في احتوائه عدّة مرات.
"الزنكي" حركة متقلبة في علاقاتها مع غيرها
والمعروف عن حركة نور الدين الزنكي المنتشرة في حلب بالتقلب في علاقاتها مع الجماعات الأخرى، حيث أنها دخلت العديد من التحالفات، وانسحبت منها، واستقرت في العامين السابقين على علاقة جيدة مع "جبهة النصرة" الارهابية.
وفجّرت حركة "الزنكي" إرهابها ضد الدولة السورية منذ بدايات الأحداث عام 2011، حيث زاد نشاطها بالريف الغربي لحلب وتحديداً في قرية قبتان الجبل، بزعامة الارهابي المدعو "توفيق شهاب الدين" التكفيري. وقامت الحركة بقصف عشوائي على أحياء مدينة حلب السكنية عدة مرات على مرّ الاعوام السابقة لإرغام المواطنين على الإنضمام إليها وإعلان تمردهم على الدولة.
وثيقة إنهاء خلاف فاشلة
هذا وباءت مساعي إنهاء الخلاف بين حركة "نور الدين الزنكي" وتجمع "فاستقم كما أمرت" بالفشل، على الرغم من توقيع وثيقة بين الطرفين الشهر الماضي لمحاولة توحيد صفوفهما.
وكان قد تم الاتفاق بين الفصيلين الارهابيين بضمان من حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام والجبهة الشامية، ليتم استدعاء قائد تجمع فستقم "أبو قتيبة" من قبل اللجنة القضائية في مقر فتح الشام، وذلك بعد اعتقال القائد الميداني الارهابي في حركة الزنكي "أبو بشير معارة"، من قبل حركة فاستقم التابعة للجيش الحر، وتم تركه في وقت لاحق، إلا أن إرهابيي حركة الزنكي وبمؤازرة من جبهة النصرة وكتائب أبو عمارة اشتبكت مع مسلحي تجمع "فاستقم" الأمر الذي أدى الى نشوب الصراع بينهما، ما أدى لمقتل قيادي في تجمع فاستقم.
هذا وواجهت حركة الزنكي الارهابية منذ إعلانها الانضمام إلى "جيش الفتح"، باتت تواجه ضغوطاً من الفصائل الارهابية الأخرى التابعة للجيش الحر في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، رغم أنها أكدت في بيان رسمي أن الانضمام لغرفة "جيش الفتح" فقط في الريف الغربي للمشاركة في مايسمى "معركة حلب الكبرى"، واستمرارها العمل أيضاً ضمن غرفة عمليات "فتح حلب".