الوقت- إتهم الإئتلاف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن حركة انصارالله اليمنية بأنها أطلقت صاروخا في الساعة التاسعة ليلا يوم الخميس الماضي نحو مكة المكرمة من محافظة صعدة اليمنية وإدعت السعودية انها إعترضت الصاروخ على بعد 65 كيلومترا من مكة المكرمة.
وبعد هذا الإدعاء قامت الدول الاعضاء في مجلس التعاون بخطوة منسقة وأدانت اطلاق صاروخ نحو مكة المكرمة من جانب اليمن واعتبرت ذلك دليلا على عدم رغبة صنعاء في التوصل للحل السياسي.
رد اليمنيين على الإدعاء
نفت المصادر اليمنية اطلاق صاروخ نحو مكة المكرمة وقالت ان الصاروخ استهدف مطار عبدالعزيز في ميناء جدة واصاب الهدف بنجاح وان هذا الصاروخ هو من طراز "بركان 1" وأحدث خسائر كبيرة في ذلك المطار المستهدف.
وقد نشرت قناة الميادين مشاهد صورها قوات الرصد اليمنية تظهر اصابة الصاروخ بشكل دقيق لمطار عبدالعزيز في جدة كما أيد هذا الأمر وزارة الدفاع اليمنية أيضا قائلة ان ذلك رد على الجرائم السعودية اليومية.
من جهته قال القيادي في انصارالله علي عمران لوكالة سبوتنيك ان هذه الكذبة السعودية هي من أجل تأليب العالم الاسلامي ضد انصار الله مستشهدا بقيام الملك البحريني بادانة هجوم محتمل لانصارالله على مكة قبل أيام من ادعاء وقوع الهجوم.
لماذا تم إتهام أنصارالله؟
ان هذا الإدعاء السعودي جاء بعد يوم واحد فقط من ترحيب الإمارات بخطة الامم المتحدة لوقف الحرب في اليمن والتي تنص على استئناف الحوار وتعني وقف الغارات السعودية على اليمن، وقد شكل الترحيب الاماراتي بالخطة مفاجئة للكثيرين لان الإمارات تعتبر الحليفة الكبری للسعودية في العدوان على اليمن وان ترحيبها بخطة الامم المتحدة يعني وقف اكثر من عام ونصف من القصف والعدوان على اليمنيين وهذا ما لم يرق للسعوديين.
ان اتهام انصارالله باستهداف مكة المكرمة يأتي وسط تزايد الضغوط الدولية ايضا على السعودية بسبب قصف مجلس العزاء في صنعاء لكن مورد الإستهلاك الأهم لهذا الإدعاء هو في داخل المجتمع السعودي الذي ينتقد بشدة حكامه بسبب هذه الحرب ويطالب بوقفها لأنها تحمّله أعباء اقتصادية كبيرة، والان يظن حكام الرياض ان هذا الإدعاء يخفف الضغوط الداخلية ضدهم ولذلك نراهم يلجأون لهذا الكذب الذي كرروه عدة مرات منذ بدء عدوانهم على اليمن.
حرب نفسية
في وقت تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية ضد السعودية لوقف الحرب في اليمن لايمكن اعتبار هذه الكذبة السعودية الا حربا نفسية تشن على اليمن لتأليب المسلمين لكن حتى اذا كان المرء حياديا فلا يمكنه تصديق هذا الإدعاء لأن استهداف مكة المكرمة يعتبر إنتحارا سياسيا لأنصارالله، فالمنطق يحكم برد هذا الإدعاء وعدم تصديقه.
ان طريقة تغطية وسائل الاعلام السعودية لهذا الإدعاء تثبت ان الرياض تريد شن حرب نفسية بدلا عن قول الحقيقة فبمجرد انتشار هذا الإدعاء كتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في صفحته على تويتر ان الحوثيين لايستثنون قبلة المسلمين ومن ثم شبهت صحيفة عكاظ السعودية اليمنيين بجيش أبرهة، وان الإمعان في مثل هذا التعاطي مع الخبر يثبت ان السعوديين يريدون شن حرب نفسية أكثر من التعاطي مع خبر حقيقي.
ان نسبة نجاح هذه الحرب النفسية التي يشنها السعوديون تتوقف على الاوضاع الجارية في المنطقة، فرغم القول السائد بأن الحرب النفسية هي أهم من الحرب التقليدية بالعتاد الحربي لكن الكثير من الخبراء يعتقدون بأن الحرب النفسية يمكن ان تؤتي أكلها اذا كان الأشخاص غير واعين وهذا يعني انه في حال انتشار الوعي وعلم الأشخاص بالحقائق فإن الحرب النفسية تعتبر عملية فاشلة و مهزومة، والسؤال المطروح الآن هو هل تعود هذه الحرب النفسية بالنفع على السعودية في وقت تتزايد فيه ضغوط مؤسسات حقوق الانسان وانتقاداتها للسعودية بسبب تزايد عدد الضحايا المدنيين في اليمن؟
ان الكثير من ضحايا العدوان السعودي على اليمن يتم دفنهم قبل ان تحصي الأمم المتحدة أعدادهم ورغم ذلك تقول الامم المتحدة ان عدد الضحايا على أقل تقدير هو 10 آلاف قتيل، وهذا يبطل مفعول الحرب النفسية التي تريد السعودية شنها، واذا ازداد الوعي بشكل اكبر لدى الرأي العام بالنسبة للجرائم السعودية فإن هذه الحرب النفسية تصبح عديمة الجدوى.