الوقت- استولى بعض عناصر تنظيم داعش الارهابي في محافظة ديالى شرقي العراق ليلة الخميس الماضي على كمية كبيرة من السلاح والعتاد كانت قد ألقتها مروحيتان تابعتان للتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في منطقة تل سليمة في أطراف السعدية.
وقد صرح مصدر أمني مطلع لموقع "الوقت" التحليلي الإخباري ان مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي ألقتا كميات كبيرة من السلاح والعتاد العسكري الخميس الماضي على مواقع التكفيريين على ضفاف بحرية حمرين في تل سليمة الواقعة في منطقة السعدية التابعة لمحافظة ديالي ومن ثم عمد اشخاص كانوا على متن زوارق كانت ترسو في ضفاف البحيرة الى نقل هذه الأسلحة والعتاد الى الزوارق لنقلها الی تنظیم داعش الارهابي وقد أكد هذا المصدر الأمني ان العناصر التي كانت على متن الزوارق هم ينتمون الى تنظيم داعش الارهابي.
ويأتي هذا في وقت يشن الجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات البيشمركة عمليات واسعة لتحرير الموصل من قبضة داعش.
وليست هذه المرة الاولى التي يزود فيها التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا الجماعات التكفيرية والارهابية الناشطة في العراق ومنها داعش بالأسلحة والدعم العسكري بشكل سري، ففي شهر ابريل من عام 2015 وأثناء عملية احتلال داعش لمدينة الرمادي اتهم المسؤولون العراقيون وبعض وسائل الاعلام الغربية ومنها قناة بي بي سي، الأمريكيين بالتراجع وعدم التصدي لتقدم داعش نحو مدينة الرمادي.
واضاف هذا المصدر الأمني ان الطائرات الأمريكية عمدت ايضا الى قصف مواقع الجيش العراقي في منطقة "تلكيف" في الموصل ما ادى الى مقتل 4 جنود عراقيين، وبعد ان احتجت الحكومة العراقية بشدة على ذلك اعلن الأمريكيون ان هذا حصل عن طريق الخطأ.
وعلى صعيد التطورات الأخرى في العراق تشهد غارات التحالف الدولي على مواقع تنظيم داعش الارهابي تراجعا كبيرا منذ الأربعاء الماضي، ويأتي هذا التراجع في حجم وعدد الغارات بعد الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الأمريكي الى أنقرة والتي أصرت حكومة أردوغان خلالها على تدخلها في عملية الموصل.
واثناء زيارة وزير الدفاع الامريكي الى أنقرة تم الاعلان ايضا ان المسؤولين الامريكيين قد استطاعوا الحصول على موافقة بغداد على التدخل التركي في العمليات العسكرية الجارية في الموصل لكن هذا الإعلان جوبه برد فعل حاد للمسؤولين العراقيين الذين نفوا قبولهم بمشاركة تركيا في عمليات تحرير الموصل، وهكذا يبدو ان تراجع حجم غارات التحالف الدولي على مواقع داعش في الموصل يرمي الى ممارسة ضغط اكبر على حكومة حيدر العبادي لإجبارها على القبول بالتدخل والمشاركة التركية في عمليات الموصل.
يذكر ان إستراتيجية أمريكا في عمليات " قادمون يا نينوى" هي الاستيلاء على الأراضي التي يسيطر عليها داعش ونقل عناصر داعش الى مناطق أخرى في سوريا والعراق، وبعبارة أخرى يريد البيت الابيض من وراء دعمه الخفي لداعش تحقيق أهداف سياسية ولا توجد لديه إرادة جدية في مكافحة الإرهاب وان الغاية من إرسال هذه الاسلحة الى الإرهابيين هو ايجاد توازن القوى بين الإرهابيين والقوات العراقية.