الوقت- في دليلٍ جديد يؤكد عودة المياه إلى العلاقات المصرية السورية وفتور العلاقات بين القاهرة والرياض، بدأ وفد حكومي سوري زيارة رسيمة في القاهرة لبحث الأوضاع الأمنية وتنسيق سبل محاربة الإرهاب بين الجانبيين.
حيث أعلنت مصادر أمنية مصرية أن وفداً رسمياً سورياً وصل مساء الأحد إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة سرية، لم يعلن عنها، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة السورية ومحاربة الإرهاب.
وأضاف المصدر الأمني بمطار القاهرة الدولي، بحسب وكالة الأناضول التركية الرسمية، أن"وفدًا سوريًا، يضم 6 مسؤولين سوريين، وصل إلى القاهرة، على متن طائرة خاصة، قادمًا من دمشق".
وأضاف المصدر المصري أن "عناصر من المخابرات الحربية المصرية، كانوا في استقبال الوفد السوري"، من دون أن يوضح أسماء أعضاء الوفد السوري أو مناصبهم، مشيراً في الوقت ذاتهإلى أن الوفد السوري توجه، بصحبة عناصر المخابرات، للقاء مسؤول مصري رفيع المستوى.
وأشار المصدر إلى أن الزيارة تستغرق ساعات لبحث "آخر التطورات بسوريا وجهود الحل سياسي، بما يضمن وحدة واستقرار سوريا، ورفع الأعباء عن السوريين ومواجهة التنظيمات الإرهابية"، وفق تعبيره.
من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية سانا، أن رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا اللواء علي مملوك التقى في القاهرة نائب رئيس جهاز الأمن القومي المصري واتفق على تنسيق المواقف السياسية ومكافحة الإرهاب .
وجاءت زيارة اللواء علي مملوك إلى القاهرة بناء على دعوة من الجانب المصري واستمرت يوما واحدا التقى فيها اللواء خالد فوزي نائب رئيس جهاز الأمن القومي في مصر وكبار المسؤولين الأمنيين، حيث تم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسيا بين سوريا ومصر وكذلك تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب الذي يتعرض له البلدان.
وتعد هذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، إذ أكد الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سابق أن علاقة بلاده مع مصر لم تنقطع طوال عمر الأزمة السورية، والتنسيق بين الجانبين مازال متواصلاً لا سيما في الملف الأمني، وأشار الأسد:" أنه وحتى عندما كان رئيس مصر هو مرسي الذي ينتمي لمجموعة الإخوان المسلمين الإرهابية أصرّت المؤسسات المصرية على إبقاء شيء من هذه العلاقة، أولا لوعي الشعب المصري لما يحصل في سورية، وثانياً لأن المعركة التي نخوضها عملياً هي ضد عدو واحد.. الإرهاب منتشر في ليبيا ومصر واليمن وسورية العراق، وفي بعض الدول الأخرى طبعاً".
وكانت معلومات صحفية أكدت قبل فترة أن اللواء علي مملوك سبق وأن التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة بعيداً من الأضواء، وذلك في الأيام العشرة الأخيرة من شهر آب الماضي،والتقى مملوك أيضاً إلى جانب الرئيس المصري عدداً من كبار المسؤولين في الجيش المصري والإستخبارات والأمن.
السعودية " مكسر عصا" العلاقات المصرية السورية
ولطالما كانت الأزمة السورية الملف الذي يمكن القول أنه أحد الأسباب الرئيسية في تصدع العلاقة السعودية المصرية، وبالنقيض من ذلك العلاقات السورية المصرية، تحسن ملحوظاً، في ظل تباين الموقف المصري والموقف السعودي حيال الأزمة السورية وتحول اختلاف الرؤي اليمرحلة خلاف عميق بين الجانبين ظهرت اثاره خلال الأسابيع الماضية في صورة تلاسن ومكايدة سياسية وابتزاز سياسي واقتصادي وبترولي وتر العلاقات بين الرياض والقاهرة المتوترة اصلاً.
وظهر الاختلاف في طريقة مقاربة للملف السوري بين السعودية ومصر جلياً بعد تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري قبل اسابيع والتي أكد فيها أن هناك خلاف بين القاهرة والرياض فيما يتعلق بالأزمة السورية ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد شكري في مقابلة صحفية ان بلاده لا تتفق مع الموقف السعودي حول ضرورة تغيير نظام الحكم أو القيادة السورية، قائلاً:" هناك موقف من قبل السعودية كان يركز على ضرورة تغيير نظام الحكم او القيادة السورية، مصر لم تتخذ هذا النهج".
وتصر القاهرة على أن مصير الرئيس بشار الاسد شأن الشعب السوري، في حين تؤكد السعودية مراراً وعلى لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن الرئيس الأسد يجب أن يرحل ولو بالحسم العسكري، حسب تعبيره.