الوقت- قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي ان الامبريالية الامريكية هي تتبع نظام البرابرة الذي كان سائداً في العصور الوسطى والذي يقوم على النهب والسلب والحروب والقتل.
وقال الموقع على مدى العقد الماضي، غزت الولايات المتحدة وحلفائها، واحتلت، وقتلت أكثر من عشرة ملايين شخص، في دول مثل افغانستان والعراق والصومال وليبيا وسوريا واليمن ولبنان والمسؤولون العسكريون والمدنيون في امريكا قاموا بتدمير منهجي لعدد من الانظمة الاقتصادية في العالم بأكمله، حيث قامت امريكا بتعزيز الحروب العرقية والدينية، وتقويض العلاقات في المجتمع ووضع الدمى السياسية الفاسدة في السلطة.
وتابع الموقع: فقد اصبح التعذيب، والاعتقال والاحتجاز التعسفي في المجتمعات التي ينعدم فيها القانون والفوضى، امر تسعى الولايات المتحدة للترويج له طبعا هذا بعد أن كانت تلك الدول ذات يوم منتجة ومستقرة، حيث يؤدي تمزيق الهياكل الاجتماعية في الدول الى ايجاد الملايين من اللاجئين اليائسين الفارين من الغزوات والحروب والانهيار الكامل للمجتمع، فقد كانت نتيجة هذه القرارات السياسية الإمبراطورية متعمدة لكي يتم تفريغ المدين والأحياء من سكانها بشكل كامل وتفكيك الأسر وتدمير حياة العقود الآجلة لعدة ملايين من الشبان العرب والمسلمين.
وأضاف الموقع: وكانت أحد نتائج الحروب العدوانية الأمريكية الى ارتفاع حصيلة المهاجرين الى اوربا الغربية مع ازدياد حدة الخطاب لدى الامبرياليين الذين وصفو خصومهم والنقاد بأنها "المتواطئين في ارتكاب جرائم حرب"، و بأنهم "البرابرة"، فكلما كبرت امريكا نجدها تحافظ على سياسة النهب الامبريالي الغاشم، وسيصاب قدتها بالإحباط في نهاية المطاف إثر فشل الساسيات الامريكية الامبريالية الغاشمة ، وكلما زاد اللجوء نجد لغة انتقادية مسعورة من قبل القادة الدبلوماسيين الامريكيين.
وقال الموقع: والخصم الرئيسي للعدوان الذي تقوم به الولايات المتحدة هي روسيا والصين وإيران، هذه الدول التي لم تغزو أي دولة ذات سيادة، كما أنها لم تتسبب في فرار ملايين اللاجئين اليائسين فقد دعت روسيا لمساعدة حليفتها الحكومة السورية في مواجهة غزو المرتزقة الإرهابيين الذين ينوون تقسيم البلاد، فشبه جزيرة القرم وبشكل سلمي انضمت لروسيا عن طريق الانتخابات، فقد رفضت موسكو لعب أي دور عسكري في دعم الحروب الغربية ضد العراق واليمن وليبيا، في الوقت الذي كانت الهمجية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد ارتفعت وازدادت بشكل مطرد.
واستطرد الموقع: ففي آسيا غزا الغرب ودمر فيتنام والفلبين وأفغانستان، واليابان التي هي الآن حليف للولايات المتحدة، كانت قد غزت الصين وكوريا وجنوب شرق آسيا، ولم تشارك الصين من جانبها في أي حرب وأي غزو، وايران لم يغزو أي بلد في العصر الحديث، وعلى العكس من ذلك، غزت العراق طهران في عام 1980 بدعم من الولايات المتحدة وشنت حربا استمرت عشر سنوات والتي تسببت بوقوع الملايين من الضحايا.
وقال الموقع: ففي الحقيقة، إن شن الحروب والغزوات هو امر منظم تتبعه امريكا، فتدمير المجتمعات بأكملها والتسبب في وفاة الملايين هي مقياس الهمجية، وهذا هو السبب بأن الولايات المتحدة وأوروبا واليابان همجييين وبوضوح، فاللغة التي يتبعها رجال السياسة الامريكيين هي لغة كاملة من السياسة المنحرفة والتي تستخدم لخداع الذات، حيث يتم إعادة تعبئة الميليشيات الإرهابية "المتمردين" و "المعتدلين"، ونشر الهمجية من الوسط الغربي الإمبريالي إلى المحيط، إنه النشر المتعمد للإرهاب الذي هو في حد ذاته عمل همجي.
وتابع الموقع: في بلاد اليونان القديمة، كان البرابرة هم خارج الإمبراطورية الذين لا يتكلمون لغة الحضارة، كانوا غزاة وحشيين يسعون إلى نهب ثروات وثقافة الإمبراطورية، اليوم البرابرة هم يخرجون من داخل الإمبراطورية وينتشرون إلى الخارج، وقد شاركت قادة الامبراطورية في الحروب مسلسل الدمار والسلب والنهب، وحتى مجتمعاتهم والانطمة الاقتصادية الخاصة بهم تتخبط في الجهل والبؤس، والديون، والإدمان والإجرام، فالبرابرة في الامبراطورية يدمرون الثقافات كلها، ومحو الإرث التاريخي العظيم من الحضارات القديمة مثل العراق وسوريا، في حين أن ثقافتهم من البدء تقوم على المخدرات، والأدوات الإلكترونية اتي ادمن عليها سكانهم بشكل كبير.
وأردف الموقع: وتنتشر في امبراطورية البرابرة مكاتب الصرافة والمضاربين الفاسدين، ناهيك عن وجود نظام قانوني وضيع يضم بأكمله هيئات تشريعية متعفنة، لقد أصبح الفضاء العام مرحاض خاص للنخبة، مغلق أمام أي الخطاب عام يسعى لتوضيح الحقيقة عن طريق النقاش.
فالغزاة المستعمرين، المنغمسين في غياهب النظام العسكري، لا يمكن إعادة بنائهم فهم مجتمع مدمر ومستعمرة إنتاجية، فالنظام العالمي البربري للإمبريالية هو باستمرار في حالة حرب مع "الآخرين" ولا يمكن أبدا استيعاب وتعلم من الكنوز البشرية الثمينة التي يتم تدميرها، حيث ان الانطمة الامبريالية تحكم من قبل الارهاب في الخارج والخداع في المنزل، وذلك يظهر بصورة واضحة من قبل التشدق بالإمبراطورية .
في النهاية، سيتم محاصرة البرابرة في الامبراطورية التي كتبها التابعين لهم والفارين فعندما تم مواجهتهم في نهاية المطاف سوف ينحلون داخلياً وحينها عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيشاركون في حرب عالمية أو سيفككون النظام الهمجي الإمبراطوري ويختيارون العدالة والقانون والحضارة.