الوقت- جاءت الجريمة السعودية بضرب قاعة عزاء في صنعاء كالصاعقة على الرأي العام الدولي، فجردت التحالف من كل ما يصطنعه من شعارات في حملته على اليمن، وبدأنا نرى وعياً أكبر ووضوحاً في الرؤية لمن لا زالوا يتبجحون بتبريره والدفاع عنه في الخارج والداخل اليمني، حول هذا الموضوع وأمور متعلقة كان لنا حوار مع عضو الهيئة الإعلامية والمجلس السياسي في أنصار الله الأستاذ نصرالدين عامر والذي جاء في تفاصيله التالي:
الوقت: بعد جريمة استهداف قاعة العزاء في صنعاء من قبل التحالف العربي، كيف ترون ردود الفعل الدولية؟ وهل أثّرت فظاعة الجريمة في تعرية السعودية أمام الرأي العام الدولي؟
الاستاذ نصرالدين: "نعم طبعاً، ولكن أولاً نحن نعتبر هذه الإدانات الدولية متأخرة وخجولة، لأن هذه المجزرة ليست الأولى من نوعها بحق الشعب اليمني من قبل العدوان السعودي الأمريكي، بل هي كثيرة جداً، وهذه الإدانات التي نراها تأتي خجولة ويتيمة إذ أنها لم تأتي إلا لهذه الجريمة."
وتابع قائلاً: "وألفت أن الإدانات ليست أكثر من كونها محاولة للتهرب وتحميل السعودية المسؤولية لوحدها، خاصة الإدانة التي لم ترتقي لتكون مجرد تصريح من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لذا نحن نعتبر ونتعامل معها على أنها تنصل من المسؤولية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة عن هذا التحالف لذا هي مشاركة ومتعاونة في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم النكراء بحق المدنيين في اليمن."
الوقت: ما هي إحتمالات الرد اليمني على هذه الجريمة؟ وهل سيكتفي اليمنيون برد الأمس بضرب قاعدة جوية في الطائف؟
الاستاذ نصرالدين: "بكل تأكيد أن ضرب صاروخ بركان البالستي المطور محلياً على الطائف مجرد جزء من الرد، ونحن سبق وضربنا مثل هذا الصاروخ على الطائف في المرات الماضية وذلك في إطار الرد على العدوان بشكل عام، وصاروخ الأمس يأتي في هذا الإطار، إلا أن الرد الخاص بهذه المجزرة سيكون مختلفاً وستكون هناك مفاجآت."
الوقت: ما تأثير هذه الجريمة على المفاوضات وطرح الهدنة الذي أتى به المبعوث الأممي؟
الاستاذ نصرالدين: "بالنسبة للشارع اليمني، هناك إحتقان كبير والشارع يرفض أي مفاوضات أو مشاورات أو حوار، لكن نحن وكعادتنا لا نقفل أبواب الحوار ونترك أي أمل في فيه، إلا أن هذا لن يؤثر على الميدان وهنا السؤال الأصل، هل تؤثر المباحثات أو المشاورات على الميدان؟ هذا هو السؤال الطبيعي والجواب عنه أن أي مشاورات ومباحثات ستكون منفصلة عن الرد على هذه الجريمة وسيواصل الجيش واللجان الرد والردع على جرائم العدوان كافة منذ بدايته على اليمن.
أما بالنسبة لموضوع الهدنة فالوقت مبكر، وأنا لا أستطيع التحدث عنها الآن وأحسم بأننا سنوافق أو لا، لأن هذه المسألة تحتاج إلى دراسة وقرار من القيادة، أما بشكل عام من ناحية الشارع اليمني والمطالب العامة فالجميع يريد الرد ومحاسبة السعودية وردعها، أما بالنسبة للهدنة فهذا أمر منفصل يناقش لاحقاً من قبل القيادة التي ترى فيها ما تشاء من قرارات مناسبة."
الوقت: هل ستؤثر هذه الجريمة المهولة بحق المدنيين في توحيد اليمنيين أكثر والمقصود مَن وقف في صف العدوان السعودي على اليمن وترجعهم للطريق الصحيح أي دعم بلدهم؟
الاستاذ نصرالدين: "بكل تأكيد هناك تأثير، وبكل الأحوال هم يعيشون حالة من الإحراج الشديد الآن، كل من ساند هذا العدوان ووقف في صفه يعيش ضغطاً إجتماعيا كبيراً، وبالخصوص أولئك الذي نسميهم الفئة الصامتة أو على الحياد أصبحوا يراجعوا مواقفهم وباتوا أكثر حرجاً وهناك بعض الأشخاص والمشايخ والمجموعات التي لم تتحرك إلى الآن سيتحركون هذه المرة، لأن هناك إحتجاج كبير جداً وتحريك للفئة الصامتة بشكل كبير بعد تجلي الصورة بهذا الشكل."
ماذا عن الدول العربية التي تساند هذا العدوان، هل تتوقعون منها مراجعة لمواقفهم بعد هذه الجريمة، وبالخصوص مصر التي بدأت تتميز في موقفها عن السعودية في الشأن السوري مثلاً؟
الاستاذ نصرالدين: "نتمنى ذلك، فعليهم مراجعة مواقفهم خصوصاً هم الآن شهود على العديد من المجازر التي ارتكبت وهم جزءاً من هذا العدوان ويعلمون أن المستهدفين هم مدنيين، لأن قوات العدوان بتحالفه يتعمد إيقاع أكبر خسائر بين المدنيين كنوع من الإنتقام، وجميعهم شاهد على ذلك، الآن نتمنى منهم أن يراجعوا مواقفهم بعد كل هذه المجازر والفظائع والفضائح التي ارتكبتها الطائرات السعودية الأمريكية في صنعاء، لأنني أعتقد أنه قريباً ستغلق أبواب الرجعة والشعب عندها لن يتعامل معهم بتسامح لأنهم سيكونون قد تأخروا، لأنه بعد ما حصل ليس هناك أي مبرر لإستمرار دور أي دولة في هذا التحالف العدائي على اليمن."