الوقت- بعد أن قضى كل أوقاته في الرسم والغولف منذ انتهاء فترة رئاسته، عاد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش إلي الإعلام هذه الأيام من خلال تأليف كتاب حول أبيه. وقد اعتبر الخبراء هذا الكتاب، صورة رائعة وفريدة من نوعها عن حياة بوش الأب. ويتضمن هذا الكتاب خدمات بوش الأب في المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية، حياته المهنية في مجال تجارة النفط في ولاية تكساس، مشواره السياسي كعضو في الكونغرس، إدارة وكالة الاستخبارات المركزية، نائباً للرئيس وأخيراً فترة رئاسته.
وكان بوش الأب الرئيس الأمريكي الحادي والأربعين، وعنوان الكتاب يشير إلى هذا الأمر أيضاً. وجورج الأب والابن إلي جانب جون آدمز وجون كوينسي آدامز، الأب والابن الوحيدان اللذان وصلا إلي البيت الأبيض.
وكان بوش قد أبقي هذا الكتاب طي الكتمان حتى الصيف الماضي، ولم ينشر تفاصيل عنه. ويتحدث الكتاب عن قرار بوش الأب لبدء حرب العراق الأولى في عام 1991، وإخفاقاته الأولية في المجالات السياسية وهزيمته في عام 1992 أمام بيل كلينتون. كما تطرق الكتاب إلي القصص الشخصية لبوش الأب أيضاً. من بينها يمكن الإشارة إلي وفاة ابنته بسبب سرطان الدم وكذلك رغبته في زواج ابنه مع تريشا نيكسون، ابنة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في الستينات.
ووفقاً للكتاب، فإن جورج اتش دبليو بوش البالغ من العمر90 عاماً الآن، لم يترشح للرئاسة للمرة الثانية آنذاك، لأنه كان يشعر أن دوره سيتسبب في التدقيق وإجراء الدراسات المفصلة جداً عن ابنه نيل بوش، الصبي الذي كان في ذلك الوقت يواجه دعوى قضائية اتحادية. يقول بوش: كنت منزعجاً جداً عندما كنت أري أن "نيل" يتعرض لضغوط كبيرة بسبب كونه نجل رئيس الجمهورية.
ولكن أشار بوش أيضاً إلي أن سبباً آخر كان قد أقلق والده أيضاً، وهو أن معدل ضربات قلبه كان قد خرج من وضعه الطبيعي، وكان يشعر بإرهاق شديد.
ولا يشير بوش الابن في كتابه إلي فترة رئاسته هو في البيت الأبيض، ولكنه يقول بشكل واضح إنه كان يحظي باستشارات والده كدليل رئيسي له بشكل دائم. كما ينفي أنه ذهب إلي احتلال العراق بسبب المشاكل التي حدثت أثناء رئاسة والده فقط. حيث كتب قائلاً: إنني لم أدخل الحرب علي العراق لإنهاء ما كان قد بدأه أبي، كما يقول البعض.
لقد عاش الرئيس الأمريكي الحادي والأربعون حياة مضطربة، حيث تحرك في عام 1991 على رأس تحالف دولي مكوّن من بعض الدول الغربية – الأفريقية والدول العربية المطلة علي الخليج الفارسي، لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وطبعاً هذا التحرك لم يضمن له الحصول علي الشعبية اللازمة للفوز في انتخابات العام المقبل، وهكذا هزمه بيل كلينتون في انتخابات عام 1992.
وعلى ما يبدو إن المنافسة بين عائلة كلينتون وعائلة بوش لا تنتهي، واليوم نسمع همسات عن رغبة الابن الآخر لبوش الأب "جب" للترشح للانتخابات الرئاسية، واستعداده لخوض انتخابات 2016 والتنافس مع هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة للديمقراطيين. وكان جورج دبليو بوش قد أعلن لأول مرة، أن أخاه الأصغر الذي كان في السابق حاكم ولاية فلوريدا، يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016.