الوقت- في تحليل لصحيفة بريطانية تناول الكاتب موضوع التمزيق الذي تسبب به تنظيم داعش الارهابي للدول العربية حينما جعل العرب يتقاتلون فيما بينهم.
وقال مراسل صحيفة الأندبندنت في الشرق الأوسط روبرت فيسك: إن الرئيس الأمريكي أوباما الذي كان يخشى خوض حرب وحده ضد تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، تماماً كدول حلف الناتو الأخرى التي تشاركه حملة القصف، بات الآن يشعر بالسعادة بتحليق طائرات حلفائه العرب برفقة طائراته في حربه هذه، مادام العرب يقتتلون فيما بينهم والأمريكيون والإسرائيليون ينعمون بالسلام .
وأوضحت الصحيفة أنه بقتل 21 مسيحيا مصريا، جلب داعش لنفسه حرب جديدة مع الجيش المصري، كما وأثار بإضرام النار في الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حيا الأردن ان تشن عليه العديد من الهجمات الجوية.
وأعلنت الاندبندنت أن اتحاد العرب لمواجهة داعش جعل وزارة الدفاع الأمريكية والرئيس الأمريكي باراك أوباما يشعرون بالارتياح خاصة بعد رؤية الهجمات الجوية العربية تعلن الحرب على الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن الوضع آمن الآن في نظر أوباما، حيث أنه لن يضطر لإرسال جنود برية على أرض المعركة، كما أنه إذا عارض أي عراقي التنظيم، أو أي عراقي شيعي أو أي مسيحي سواء كان ليبيا أو غير ذلك سوف يسقط ضحية للكراهية الطائفية، ولكن وقتها سيكون الصراع تحت مسمى العرب يقتلون بعضهما البعض أما الأمريكيون فهم في أمان.
وذكرت الصحيفة أن داعش يرغب في إثارة العنف المسلح بين السنة والمسيحيين في مصر، ونشوب حرب طائفية، ولكن دعم مصر للجيش الليبي، الذي يدعم بدوره حكومة بنغازي، سوف يعمق فقط الصراع المدني الليبي.
ويضيف فيسك "مما لاشك فيه أن تنظيم داعش الارهابي سيرغب في إثارة العنف المسلح بين السنة والأقباط في مصر، واشعال حرب مصغرة مشتعلة منذ عقود، لكن دعم مصر للجيش الليبي التابع للواء خليفة حفتر، والذي بدوره يدعم الحكومة المعترف بها دوليا، سيعمق الحرب الأهلية الليبية".
وأنهى فيسك مقاله قائلا أن دعم مصر للواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة، الذي يدعم بدوره حكومة بنغازي، التي يعترف بها المجتمع الدولي، سيعزز من الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا.
في هذه الاثناء كشفت مصادر مطلعة أن أجهزة سيادية رصدت اجتماعاً فى مدينة مصراته الليبية قبل ايام حضره عدد من قيادات داعش الارهابي فى ليبيا وسوريا والعراق وممثلون لجهاز مخابرات أجنبي، لمناقشة تنفيذ مخطط لإشعال الفوضى المسلحة على الحدود الغربية مع مصر وتحويلها إلى منطقة تجمع للإرهابيين وفتح جبهة قتال جديدة أمام الجيش والشرطة المصرية أسوة بالجبهة الموجودة بسيناء، وهذا ما يشتت قوة الجيش المصري.
وأوضحت المصادر أنه وفقاً للمخطط أيضاً يتولى جهاز مخابرات أجنبي خلال الفترة المقبلة توفير أسلحة حديثة لتنظيم "داعش ليبيا" علاوة على الأموال اللازمة لتنفيذ المخطط، وتسهيل نقل عناصر من سوريا والعراق إلى ليبيا خلال الفترة المقبلة.
وفي العراق حاول تنظيم داعش الارهابي ومن تذرع بوجوده تقسيم العراق حيث أكد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري في وقت سابق أن العراق تعرض لمؤامرة كبيرة لتقسيمه عبر التذرع بداعش الارهابي.
ومن اعداء العرب الذين يستفيدون من افعال تنظيم داعش الارهابي نرى تركيا التي من الواضح انها عقدت اتفاقية مع داعش بشأن ضريح السلطان "سليمان شاه" بسوريا، وبخصوص العملية العسكرية التي تمت مساء يوم السبت الماضي، والتي تم خلالها إخلاء الضريح بالكامل، وإجلاء الجنود الـ 40 منه دون وقوع أي اشتباكات مع عناصر هذا التنظيم الارهابي.
وما يزيد الشكوك والريبة حول علاقة داعش الارهابي وأنقرة القوية، هو أن داعش المؤمنة بالفكر الوهابي والتي تعمل على نسف وتدمير الأضرحة التي تقع تحت أيديها، لم تمس ضريح "سليمان شاه" بل أنها وجهت تحذيرا لتركيا لإخلاء الضريح، وأنقرة لم تتحرك، وكأنها على ثقة بأن داعش لن تمسه بسوء.
ويقول روبرت فيسك في هذا المجال "أن الأمر معقد جدا ومتشابك، فخبراء البترول السوريون أكدوا لنا وجود فنيين وخبراء أتراك في حقول النفط التي تسيطر عليها عناصر داعش الارهابي، فربما هذه هي الاتفاقية التي تنص على عدم مساس هذا التنظيم لضريح السلطان سليمان على تمده أنقرة بخبراء و فنيين".
ويبدو ان الجهات التي تدير تنظيم داعش قد نجحت حتى الآن في الاستفادة القصوى من هذا التنظيم من أجل الهاء الجيوش العربية واشغالها بهموم داخلية وصراعات دامية في الاراضي العربية بدلا من أجل توجه جهودها لدعم الفلسطينيين في مواجهة الكيان الاسرائيلي.