الوقت- قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي على لسان الكاتب "مون الباما" أن الاتفاق الروسي الامريكي قد فشل بسبب امريكا، حيث بين الكاتب أن سبب فشل هذا الاتفاق هو المراوغة الامريكية حيث تصر الولايات المتحدة على استمرارها بدعم الارهابيين وتنظيم القاعدة، وعند الاصرار الروسي على القضاء على القاعدة اخترعت امريكا حجة ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة" التي هي بالأصل صنيعة امريكية منخرطة بشكل كامل في تنظيم القاعدة والهدف الامريكي من هذه الحجة هو عدم انتهاء الازمة في سوريا واستنزاف روسيا والدولة السورية جراء الأحداث الدامية التي تعصف بسوريا.
حيث قال الكاتب: منذ إعلان وقف إطلاق النار في شهر فبراير في سوريا، الذي تخلله دعم الولايات المتحدة للجهاديين، حاولت روسيا الضغط على الولايات المتحدة بهدف تحقيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، حيث إن علامات قرار وقف إطلاق النار كانت واضحة حيث يطالب الجميع في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي وتنظيم القاعدة في سوريا، ولكن الولايات المتحدة استمرت في دعم تنظيم القاعدة وجماعات متطرفة مختلفة في سوريا مثل "أحرار الشام" و"جند الأقصى"، حيث كان عدد من المسلحين "المتمردين المعتدلين" مع أسلحة حديثة يتم تدريبهم من قبل الولايات المتحدة في معسكرات في تركيا والأردن، وتم إرسالهم إلى سوريا ليصبحوا منظومة متكاملة مع تنظيم القاعدة.
وأضاف الكاتب: واستخدمت الولايات المتحدة هذه الحيلة لحماية تنظيم القاعدة من الهجمات الروسية والسورية، وزعمت أن مثل هذه الهجمات سوف تكسر وقف إطلاق النار لأنها ستضرب أيضا "المتمردين المعتدلين"، فالولايات المتحدة برعاية المتمردين أمرت تنظيم القاعدة بشن هجوم في جنوب حلب، وبعد تلك الخطوة تم سحب "المتمردين" من جميع الجبهات ومع مساعدة من الهجمات الإنتحارية الشاملة استولى تنظيم القاعدة الإرهابي على كلية المدفعية والمناطق المجاورة لها في جنوب حلب وتمكنت من فتح ممر في شرق حلب.
وتابع الكاتب بالقول: ولكن اليوم استعاد الجيش السوري وحلفائه كلية المدفعية وتم إغلاق مسار الجهاديين في شرق حلب مرة أخرى، ومن المرجح أن خطة رفع الحصار عن شرق حلب كانت مكلفة جداً وفشلت الآن، مع أكثر من 1000 قتيلا من المتمردين، حيث بات واضحاً الأن أن تكرار مثل هذا الهجوم لم يعد ممكناً.
وأردف الكاتب: ولكن الضغط الروسي لمكافحة تنظيم القاعدة الإرهابي مازال موجوداً ولم يؤد إلى اتفاق، وفي وقت متأخر من يونيو سربت "الشروط" التي ستوافق بموجبها الولايات المتحدة على مطالب روسيا، وكانت تلك الظروف مثيرة للسخرية، حيث إن الحكومة السورية يجب أن توقف العمليات الجوية، وسوف يتعين على أيضاً وقف القتال فوراً في حين سيسمح لروسيا فقط بشن هجمات على الأهداف المتفق عليها من قبل الولايات المتحدة، وهذه الخطة ليست سوى تأخير إضافي هدفه التشويش من قبل الولايات المتحدة التي ليس لديها مصلحة في انهاء القتال في سوريا، فهي تريد الإبقاء على الصراع والذهاب به لأطول وقت ممكن إلى أن يتم استنزاف الدولة السورية وروسيا بقدر ما تستطيع، لكن وسط الإصرار الروسي بدا مؤخراً أن الولايات المتحدة ستوافق في نهاية المطاف بفصل "المتمردين المعتدلين" الجهاديين عن القاعدة، لكنه وفي المقابل ستستمر امريكا في المطالبة بإستثناء تنظيمي "أحرار الشام" و"جند الأقصى" من الهجمات.
وأضاف الكاتب: وتخاطر الولايات المتحدة بأن تخسر الحرب "ضد التطرف في سوريا" إذا ما استمرت في السماح لتنظيم أحرار الشام وفتح الشام أن ينظر إليهم كما المنتصرين في حلب، فتجمع أحرار الشام هو جزء لا يتجزأ من لعبة تنظيم القاعدة وسط النهج البراغماتي الأمريكي بهدف بناء ملاذ آمن دائم لتنظيم القاعدة في بلاد الشام.
واختتم الكاتب بالقول: فاليوم فشلت المفاوضات الروسية للولايات المتحدة مرة أخرى، حيث اتهمت الولايات المتحدة روسيا، من دون أي تفاصيل، بالتراجع عن أجزاء من الصفقة بينما تقول روسيا أن الولايات المتحدة تصر على مواصلة حماية عناصر تنظيم القاعدة، فإدارة أوباما لا تريد التوصل إلى اتفاق على الإطلاق، بل إنها تريد ركلة يمكن أن تضمن استمرار استنزاف جميع الأطراف في سوريا، كما أنه ليس لدى أمريكا أي إهتمام على الإطلاق لإخضاع أو القضاء على الجهاديين الراديكاليين، فما زالت امريكا مستمرة في دعم وامداد هذه الجماعات الإرهابية.
يذكر ان هذا التقرير نُشر قبل أن إتفق الطرفان الأمريكي والروسي على خطة مشتركة بين الدولتين في أعقاب محادثات وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف.