الوقت- لعلكم لم تسمعوا حتي الآن اسم مشروع "مانهاتن"، أو سمعتم عنه القليل من المعلومات. من المفترض أن مشروع مانهاتن يساعد أمريكا علي إنتاج الأدوات اللازمة لحماية نفسها؛ الأدوات التي تشمل أنظمة التشغيل القوية والآمنة. وفي هذه الأثناء تتركز الأبحاث علي صنع البرامج والأجهزة التي تعالج نفسها، وتقاوم الهجمات والأضرار الموجودة في هذا العالم من أي نوع كانت.
منذ وقت ليس ببعيد، أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب ألقاه في البيت الأبيض بشأن قضايا الأمن السيبراني، إلي عمالقة وادي السيليكون، وقال: إنني أدرك جيداً موضوع القرصنة والهجمات الإلكترونية، ونحن جميعاً نعلم ماذا يجب أن نقوم به. يجب بناء خطوط دفاعية صلبة، وإفشال الهجمات السيبرانية. وأدت تصريحات أوباما هذه إلي إصدار قرار بشأن تبادل المعلومات المتعلقة بالهجمات الإلكترونية بين الدول والشركات.
تعمل امريكا علي تطوير مشروع سري حاسوبي يدعي مشروع "مانهاتن"، وقد بدأ العمل بهذا الخصوص منذ عام 2001، وتضمن تقرير كاسبيرسكي الذي نشرته مؤخراً مجموعة Equationأو المعادلة، إشارات إلي هذا المشروع.
هذا المشروع سري للغاية، وجمع العباقرة في مكان واحد ويعمل علي إنتاج وتطوير أوجه التقدم التكنولوجي التي قد لا تخطر علي بال أحد. هذا في حين أن أسبوعية دير شبيجل الألمانية كانت قد كشفت في عام 2013 النقاب في 50 صفحة، عن عمليات التجسس الواسعة النطاق التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركي. ولا يستطيع أحد الوصول إلي التقنيات المستخدمة في عمليات التجسس هذه، والكشف عن خصائصها؛ لا أحد سوي الباحثين في الشركة الروسية الأمنية العملاقة أي كاسبيرسكي.
نتائج أبحاث كاسبيرسكي مذهلة جداً. هذه الشركة كشفت عن علاقة ستة أنواع رئيسية من البرامج الضارة الأساسية لوكالة الأمن القومي، والتي تدعي Implant "". إحدي هذه البرمجيات الخبيثة، تضع نفسها في البداية في الإعلانات أو صفحات الويب، ولأنها ليس لديها الكثير من النشاط وقد تم تشفيرها، من الصعب اكتشافها. والمهمة الرئيسية لهذه البرمجيات الخبيثة هي معرفة ما إذا كان الحاسوب الملوث للضحية مناسب للتجسس، وهل فيه معلومات خاصة أو لا ؟
وإذا كان حاسوب الضحية يحتوي علي معلومات قيمة لوكالة الأمن القومي، فإن الخطوة الثانية ستبدأ، وهي عبارة عن تحميل البرامج الخبيثة الأخرى في ذلك الحاسوب من خلال مواقع مثل suddenplot. Com و technicalconsumerreports .
الخطوة الثانية حساسة جداً، وكما تقول كاسبيرسكي إن البرمجيات الخبيثة لوكالة الأمن القومي هي جيل جديد من البرمجيات الخبيثة، ولم يشاهد حتي الآن. هذه البرمجيات الخبيثة التي يجب أن نطلق عليها Bootkit ، تسيطر من البداية علي نظام تشغيل جهاز الحاسوب، وتخفي نفسها في سجل الويندوز بشكل مشفر. وبهذه الطريقة لا يمكن اكتشافها عن طريق برامج مكافحة الفيروسات.
تحتوي هذه البرمجيات الخبيثة علي الكثير من الإضافات، ومهمة إحدي أشهرها هي إحداث التغييرات في البرامج الثابتة للقرص الصلب، والذي يؤدي إلي نجاة البرمجيات الخبيثة إذا قام المستخدم بتنظيف القرص بشكل كامل.
وعندما نضع تقرير كاسبيرسكي إلى جانب وثائق إدوارد سنودن السرية، سندرك كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2001، قد تجسست علي كافة أنحاء العالم عبر مشروع مانهاتن السري، الذي خصص لنفسه ما مجموعه عشرة مليارات دولار، وغيرت وجه الحرب بشكل كامل.
هذه الميزانية ستكون معقولة فقط عندما تصلون إلى استنتاج مفاده، في عصر المعلومات، إذا كنتم أذكياء، فإن تكلفة 10 مليار دولار ستغنيكم عن تكاليف قد تصل إلي عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات.
من جهة أخري، إن ساحات الحرب السيبرانية هي معارك غير متكافئة، ويجب فيها علي المدافع أن يقوم بالدفاع في كل مرة؛ ولكن المهاجم يحتاج فقط إلي نجاح واحد. وإذا أنفقت الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات على الدفاع السيبراني، فهي مازالت معرضة للخطر. ولكن الاستثمار في مجال الهجمات الإلكترونية، سوف يؤدي إلى تفوقكم المطلق، وسيتيح لكم أدوات لا نظير لها في التاريخ.
