الوقت- لم يكن تصريح سفير مصر في جامعة الدول العربية طارق عادل جديداً حين اتهم قطر بدعمها للارهاب في هذا البلد، فقطر التي تحفظت على الفقرة الخاصة بحق مصر في الدفاع الشرعي عن نفسها وتوجيه ضربات للمنظمات الارهابية التي تقترف هذه الأعمال الارهابية تخرج من وجهة النظر المصرية عن الإجماع العربي فيما يتعلق بالحفاظ على العمل العربي المشترك، وحق وسيادة الدول العربية، وتؤكد سياستها المعادية لمصر وتعمل على تكريس عزلتها.
هو كلام شديد اللهجة يعكس سوء حال العلاقات المصرية القطرية. قطر التي قامت بدورها وعلى لسان وزارة خارجيتها بإدانة الاتهامات المصرية واعتبرتها كلاماً مخالفاً للعقل والحكمة قامت أيضاً باستدعاء سفيرها في القاهرة للتشاور، الأمر الذي ينبئ بمزيد من التعقيدات التي تنتظر هذا الملف.
فمنذ أحداث الثلاثين من حزيران – يونيو عام 2013 م وما أعقبها من عزل للرئيس محمد مرسي تدور حرب كلامية ضروس بين قطر ومصر حرب وصلت شظاياها أحياناً إلى الدول الداعمة لمصر الأمر الذي استدعى حينها سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة واتهامهم اياها بتهديد أمن المنطقة من خلال السياسة التي تنتهجها.
أما اليوم فنرى دعم دول مجلس التعاون لقطر وإدانتهم الاتهامات المصرية وابتعادهم عنها، مصر التي تحاول جاهدة استعادة دورها التاريخي في المنطقة تحاول اليوم الاستقلال برأيها والخروج من تحت وصاية الدول الغنية، الأمر الذي يعكر صفو بعض الدول ويدفعها لانتهاج سياسة مناوءة لمصر.
ففي حين وصفت قطر أحداث الثلاثين من حزيران – يونيو بالانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي دعمت السعودية والإمارات هذه الأحداث ووصفتها بأنها ثورة شعبية أطاحت بالإخوان المسلمين، قطر التي قامت بمد يد العون لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ودعمتها بشتى السبل ووظفت قناة الجزيرة لتبييض وجه حكومة محمد مرسي، تقوم اليوم باستضافة معظم القيادات الإخوانية الفارة من مصر كما تقوم باستضافة الشيخ يوسف القرضاوي الذي أضاف لمعارضته السلطات المصرية الحالية معارضته الأزهر الشريف.
وبينما تقوم السعودية وبقية دول مجلس التعاون وانطلاقاً من عدائهم لجماعة الإخوان المسلمين بدعم السلطات الحالية في مصر، نرى شوقاً منهم لوضع اليد على مصر ومنعها من ممارسة سياسة مستقلة قد تهدد أمن سلطناتهم أحياناً، فمصر تحاول اليوم التقارب مع روسيا وايران والتخفيف من التوتر مع الشريكة التاريخية سوريا ومحاربة الإرهاب الذي بات يعيث فساداً فيها الأمر الذي لا يروق لدول الخليج الفارسي ويدفعهم لدعم قطر في مواجهة مصر.
اليوم يهدد الارهاب أمن مصر ويسفك المزيد من دماء أبنائها، الأمر الذي يستدعي من أبناء الشعب المصري الالتفات إلى مصالح بلدهم ووضع مصالح الغير جانباً ، فكل هذه الدول تسعى لتحقيق مصالحها بينما يدفع المواطن المصري ثمن هذه المصالح دماً ومالاً وعرضا.