الوقت- الأيام الأخيرة التي تصادف أيضا نهاية فترة إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لم تكن أياما جيدة بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين فمنطقة الشرق الأوسط تشهد حدوث تطورات يوما بعد يوم لم يستسيغه الأمريكيون.
هذه التطورات الدراماتيكية بالنسبة للأمريكيين تشمل فشل الإنقلاب العسكري في تركيا وتحسين العلاقات التركية الروسية وعقد القمة الثلاثية الروسية الايرانية الأذربيجانية وتمتين العلاقات الايرانية التركية ونشر القاذفات الروسية في مطار ايراني وتغيير الرؤية التركية تجاه سوريا وسير التطورات الميدانية الجارية في حلب لصالح حلفاء الرئيس الأسد، وبالإضافة الى هذا كله إنضمام طرف قوي الى المعركة الدائرة وهو "الصين".
وقد قالت وكالة "شينخوا" الصينية أن مسؤولا عسكريا صينيا وهو الأميرال "غوان يوفي" مدير قسم التعاون الدولي في اللجنة العسكرية المركزية الصينية زار دمشق يوم الأحد الماضي ووعد بتقديم مساعدات عسكرية وإنسانية للحكومة السورية بما في ذلك توسيع برنامج تدريب الجيش السوري.
وتابعت الوكالة الصينية الرسمية أن تقديم هذه المساعدات يعد خطوة جديدة تقدم عليها بكين تعزيزا لدورها في الشرق الأوسط، ونقلت الوكالة عن الأميرال قوله خلال زيارة لدمشق، إن بكين تدعم نضال سوريا في الدفاع عن استقلالها وتريد علاقات عسكرية أوثق مع سوريا، وأردف قائلا: "يرتبط جيشا الصين وسوريا تقليديا بعلاقات ودية ويريد الجيش الصيني مواصلة تعزيز التبادل والتعاون مع الجيش السوري".
وقد أدى إنتشار نبأ إرسال خبراء عسكريين صينيين إلى سوريا ودعم دمشق في تدريب قواتها العسكرية والزيارة التي قام بها الوفد العسكري الصيني الى دمشق إلى إشتداد غضب المحللين الامريكيين، وكتب موقع "فيسكال نيوز" الأمريكي ان زيادة المساعدات الإنسانية الى الشعب السوري وتدريب القوات العسكرية السورية قد تحول الى ورطة ومشكلة جديدة للأمريكيين، واضاف الموقع الأمريكي "ان الصين قررت الآن القيام بدور أكبر في سوريا والإعلان عن هذه الخطوة الصينية يأتي بعد مضي يوم واحد فقط الإعلان الروسي عن قيام الطائرات الروسية بقصف مواقع داعش في سوريا انطلاقا من أحد مطارات ايران، ان هذين الحدثين قد شكلا معا مشكلة كبيرة لإدارة اوباما في البيت الأبيض لأن المعطيات تقول ان روسيا والصين وايران الذين يقفون في وجه أمريكا على الصعيد الدولي قد توحدوا ضد لاعب إقليمي وهو تنظيم داعش الارهابي.
التدخل الصيني سيزيد من تعقيد اللعبة بالنسبة لأمريكا وحلفائها في سوريا والمنطقة
رغم ان التدخل الصيني في سوريا ليس بمستوى التدخل الروسي لكنه يكشف عن سياسات جديدة ومتغيرات هامة، وفي هذا السياق قال رئيس اللجنة الدفاعية في مجلس الدوما الروسي فلاديمير كومودو " ان التدخل العسكري الصيني في سوريا هو الخطوة الأولى نحو تشكيل حلف سياسي عسكري بمشاركة دول ليست حليفة للناتو، لقد حان وقت تشكيل هذا الحلف الجديد".
كما أشار كومودو الى رغبة روسيا في مشاركة الهند ايضا في هذا الحلف قائلا "على روسيا والصين والهند وايران ان يوحدوا جهودهم في منطقة غرب وجنوب غرب آسيا للقضاء على داعش فتشكيل مثل هذا الحلف سيقضي على الجماعات الإرهابية في غضون سنة واحدة".
و يبقى الآن ان ننتظر ونرى هل سيحلق التنين الصيني أيضا في سماء سوريا بعد دخول الدب الروسي الى المعركة؟