الوقت- لم تمر ساعات على بيان المفتي السعودي الذي توجه به الى المسلحين تحت عنوان "معركة حلب الكبرى"، من أجل فك الحصار عن الجماعات المسلحة، حتى تحول الفضاء الافتراضي الى حلبة اعتلاها شيوخ سعوديون من أجل حماية التكفيريين الارهابيين والتبليغ لبيانهم هذا.
و بعد الحشد المزعوم والإتحاد الظلامي بين المجموعات المسلحة الارهابية في حلب تحت غطاء ما أطلقت عليه بـ "واقعة حلب الكبرى" وبما تضمنه الاتحاد من فرق على غرار جبهة النصرة وأحرار الشام الى جانب 25 مجموعة إرهابية أخرى، بالإضافة الى جيش الحركة والذي تطلق عليهم أمريكا واوروبا اسم المقاتلين المعتدلين، حاولوا بكل الأساليب الترويج لهذه المعركة التي زعموها، وزرع اوهام فارغة في عقول المسلحين بإمكانية تحقيق النصر في هذه الواقعة التي تبنوها، إلا أن رؤيتهم كانت خاطئة.
نظرة على التبليغ الواسع للإرهابيين في الفضاء الافتراضي
شنّت وسائل الإعلام السعودية والقطرية ومثيلاتها في الشبكة العنكبوتية حملة إعلامية واسعة من أجل حماية الإرهابيين التكفيريين منذ اندلاع الحرب العالمية على الدولة السورية، وانكب جل اهتمام المفتيون السعوديون والكويتيون و... على تطهير الإرهابيين من ذنوبهم وإيجاد شرعية لتبرير جرائمهم، بناءاً على أحاديث هم كتبوها ولفقوها ليصلقوها وينسبوها للرسول الأكرم محمد (ص)، والهدف الأصلي لوسائل الاعلام والمفتيين الوهابيين يتم متابعته في الفضاء المجازي، حيث ستنكشف ألاعيب هذه الوسائل التي تعمل على زرع الفتن الطائفية بين أتباع المذهبين الشيعي والسني، وتشويقها للإرهابيين من أجل قتل المسلمين.
ووصف الشيخ السعودي "عائض القرني" في صفحته على التويتر، معركة حلب بأنها "مصير سوريا" الذي سيقرر مصير المنطقة والأمة في الـ 100 عام المقبلة، فهل تدرك أمتنا هذا الموضوع، على الجميع المواجهة.
قناة الجزيرة.. دور قيادي في حماية الإرهابيين
تعمل هذه القناة على تحريف الواقع من خلال تسمية الإرهابيين في سورية بالإنقلابيين والثوار، كما أنها تلعب دورا قياديا في حمايتهم. وكمثال لطريقة عمل هذه القناة سنذكر آخر مابثته من أخبار و تقارير مفبكرة حول الوقائع الميدانية في حلب، حيث أخفت بشكل ملحوظ الخسائر الهائلة التي تكبدها المسلحون في المدينة خلال مواجهتهم مع الجيش السوري وحلفائه، كما حرّفت حقيقة الانسحاب التكتيكي للجيش السوري من بعض المواقع جنوب حلب، مدعية تمكن المسلحين من فك الحصار بشكل كامل عن المدينة. وأوردت بوضوح تقريرا محرفا عن مايجري في حلب، حيث ذكرت في العنوان: "المعارضة تقف بوجه تقدم قوات الاسد نحو تلة المحروقات جنوب حلب". وادعت الجزيرة من أجل منح المجموعات المسلحة جرعة معنوية في أحد مقالاتها: "معادلة حلب.. تغيرات لصالح المعارضة".
هذا وتحصل الفصائل المسلحة في حلب على غطاء إعلامي مطلق من قبل وسائل الإعلام السعودية، من جملة صحيفة "الوطن" و "عكاظ" وغيرها. حيث نشرت صحيفة "عكاظ" العديد من المقالات والتقارير تشجع فيها المسلحين على الاستمرار بتنفيذ جرائمهم وتحرضهم على عدم المشاركة في الحل السياسي الذي طرحته الحكومة السورية. وادعت عكاظ في أحد تقاريرها: المعارضة تتمكن من محاصرة حلب بعد سيطرتها الكاملة على منطقة الراموسة وكلية المدفعية. كما وتطلق وسائل الاعلام السعودية على منفذي العمليات الانتحارية الارهابية اسم المجاهدين، حيث ورد في أحد أخبارها: جيش الفتح (جبهة النصرة في السابق) ينفذ عمليات جهادية في حلب.
وأما الوطن السعودية فأوردت في أحد تقاريرها: المعارضة السورية تتأهب من أجل واقعة حلب الكبرى. وقالت في تقريرها هذا أن هذه المعركة ستكون الفاصلة في الحرب السورية وسيتحدد من خلالها مصير الوضع في سوريا والمنطقة، لتبدو هذه المعلومات قريبة مما ذكره الشيخ السعودي عائض القرني.