الوقت- أكدت أخبار الأيام الماضية على المستقبل الموحش للشرق الأوسط، حيث ارتفعت درجات الحرارة في الكويت والبصرة الى أعلا مستوياتها، وذكر خبراء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه تم تسجيل معدلات قياسية في ارتفاع درجات الحرارة في النصف الأول من العام الحالي، وقد يكون العام الأدفأ على الإطلاق في التاريخ.
و التنبؤات بالمستقبل الموحش لمنطقة الشرق الاوسط، جاءت بعد رصد ارتفاع الحرارة في الكويت وجنوب العراق الى درجات قياسية لم يسبق أن سجلتها الكويت في سجلاتها المناخية حتى الآن. ولكن السؤال هو هل ستظل هذه الظاهرة مستمرة؟ وهل صحيح مايردده الخبراء بأن منطقة الشرق الأوسط ستصبح غير قابلة للحياة.

ربما بعد 80 عام ستصبح بعض مناطق الشرق الاوسط غير قابلة للحياة بسبب الحرارة العالمية، فقد ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وتم التنبؤ بتحول العديد من مناطق الشرق الاوسط الى صحراء قاحلة غير قابلة للعيش، وسيكون من بين كل ثلاثة أيام يوم غير طبيعي سترتفع درجات الحرارة فيه الى مستويات خطيرة، وسيجبر عشرات الملايين من سكان بعض الدول مثل الامارات والسعودية واليمن و... الى ترك منازلهم والهجرة الى دول أخرى يعثرون فيها على ملاذ آمن من ويلات الحر.
وحول خطورة الوضع المناخي في الخليج الفارسي، قال خبير التنبؤات الجوية في مكتب المدير العام للإدارة العامة للطيران المدني في الكويت عيسى رمضان: إن الكويت سجلت أرقاما قياسية في درجة الحرارة وصلت إلى 54 درجة مئوية.
وأضاف: تأثر شمال غرب الجزيرة العربية من الكويت والسعودية وجنوب العراق، بموجة حرارة غير طبيعية حيث ارتفعت الحرارة في الكويت وجنوب العراق وخاصة في بعض المناطق البرية بدرجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية، وسجلت قبل يومين في منطقة "مطربة" الصحراوية 54 درجة مئوية، ويوم أمس 53 درجة وهي درجات قياسية لم يسبق أن سجلتها الكويت في سجلاتها المناخية حتى الآن.

وتعد الكويت وجنوب العراق مثل الزبير والبصرة والناصرية والعمارة إلى غرب إيران، الأعلى عالميا في درجات الحرارة بسبب تأثير المنخفض الموسمي الهندي وتأثير الرياح الهابطة من جبال زاغروس وتكتسب درجات حرارة وهي تمر على الصحراء الجافة بالسهول العراقية.
يذكر أن خبراء من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف كانوا قد أشاروا إلى أن الجليد في منطقة القطب الشمالي ذاب مبكرا وبسرعة، أما ثاني أكسيد الكربون، الذي يؤدي إلى الاحتباس الحراري، فتركيزه وصل إلى ارتفاعات جديدة، حيث فاق هذا العام المستوى الرمزي الضئيل جدا وهو 400 جزء من مليون.

ومع كل هذا الإرتفاع في مستويات الحرارة العالمية، ازدادت معدلات الكوارث الطبيعية في الآونة الأخيرة، مثل طوفان "شن" والذوبان المبكر للجليد في القطب الشمالي، ناهيك عن العامل الأخطر الذي يهدد حياة الإنسان بالموت، المتمثل بالحرارة. وتم إجراء العديد من التحقيقات حول هذه المخاطر، ومن اكثرها مصداقية هو التحقيقات التي أجرتها جامعة "ام آي تي" والتي نشرت في مجلة نيشر، بالإضافة الى التحقيقات التي قامت بها مؤسسة ماكس بلانك.
الكثيرون يعتقدون بأن جسم الانسان قادر على التأقلم مع تغيرات الحرارة وأن الحياة لن تفنى في الشرق الأوسط بناء على اعتقاداتهم. ولكن هل هذه المعتقدات صحيحة؟
والحقيقة أن مايظنه أغلب البشر حول تأقلم جسم الانسان مع مختلف درجات الحرارة هو خطأ فادح، فقد خلصت دراسة إلى أن تأقلم جسم الإنسان مع البرد القارس أسهل من تأقلمه مع الارتفاع الحاد لدرجات الحرارة، وإلى ازدياد الوفيات بسبب الحرارة العالية الاستثنائية بأوروبا مؤخرا.
حيث كشفت دراسة سويدية أن معدل الوفيات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا ارتفعت في السنوات الـ 30 الأخيرة بنسبة الضعف، وأشار العالم دانييل أودين آستريوم من جامعة أوميو إلى الصلة بين درجات الحرارة ومعدلات الوفيات.
وبعد الدراسة توصل الباحثون إلى مجموعة استنتاجات، أهمها أن عدد الوفيات المتعلقة بالارتفاع أو الانخفاض الحاد لدرجة الحرارة أصبح أكثر في السنوات الـ 30 الأخيرة، وأن تأقلم جسم الإنسان مع التقلبات الجوية التي ينتج عنها برد قارس أسهل منه في حال ارتفاع درجة الحرارة الحاد.