الوقت- واصل الكيان الاسرائيلي اعتداءاته على أبناء الشعب الفلسطيني في مدن وبلدات الضفة الغربية، موغلاً في حصار مدينة الخليل، والتضييق على سكانها، ومستهدفاً الشباب الفلسطيني بالاعتقالات والرصاص الحي.
فقد استشهد الاثنين 18 تموز/يوليو الشاب الفلسطيني مصطفى برادعيه برصاص جيش الاحتلال على مدخل مخيم العروب في طريق مستعمرة غوش عتسيون شمال الخليل، بحجة طعن جنديين إسرائيليين.
ومنع جنود الاحتلال سيارة اسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني وصلت للمكان من تقديم الاسعافات الأولية له، وعملت على نقله إلى إحدى المستشفيات الاسرائيلية بواسطة سيارة اسعاف تابعة لنجمة داود الحمراء، وذلك بعد أن بقي على الأرض مضرجاً بدمائه لفترة طويلة وفق ما أكده شهود عيان.
والشهيد برادعيه هو شقيق الشهيد ابراهيم، الذي استشهد منذ بضعة أشهر بنفس الطريقة، ولنفس التهمة، وبحسب مصادر فلسطينية، فإن جنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون على مدخل المخيم أوقفوا برادعيه، وقام الجنود باطلاق الرصاص عليه.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشاب الفلسطيني أصيب بجروح خطيرة بعد تنفيذه عملية طعن أصيب فيها جنديان من قوات الاحتلال الاسرائيلي بجروح طفيفة، بالقرب من مخيم العروب.
وأشارت هذه الوسائل إلى أن الشاب الفلسطيني طعن جنديين من قوات الاحتلال على الشارع الرئيس بالقرب من مخيم العروب بواسطة مفك، وقام جنود الاحتلال باطلاق النار عليه ما تسبب في اصابته بجروح خطيرة.
كما أصيب ستة فلسطينيين بجروح في ساعة مبكرة من فجر الاثنين خلال مواجهات اندلعت مع قوة عسكرية إسرائيلية ببلدة قباطية قرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، عندما حاولت تلك القوات هدم منزل أحد الأسرى. وقال ناشطون لوكالة الأناضول أن عددا كبيرا من جنود الاحتلال -يقدر بنحو ألف جندي- ترافقهم آليات عسكرية ضخمة بينها جرافات اقتحموا البلدة وشرعوا بتطويق الحي الشرقي فيها استعدادا لهدم منزل الأسير بلال أبو زيد، لتحصل مواجهات مع شبان فلسطينيين.
وتمكن الفلسطينييون من إعاقة عملية الهدم، وأصيب خلالها عدد منهم بالرصاص، حيث نقلوا على أثرها لمشفى خليل سلمان الحكومي بمدينة جنين، ووصفت إحدى الإصابات بالخطيرة.
واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع لتفريق الفلسطينيين، في حين رشق الشبان القوة بالحجارة والعبوات الفارغة والحارقة.
مدينة الخليل، حصار مستمر
أما مدينة الخليل في الضفة الغربية، فقد دخلت يومها 20 من الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الاسرائيلي بذريعة أن المدينة كانت مصدر عمليات الطعن وإطلاق النار خلال شهر رمضان والتي أسفرت عن مقتل حاخام ومستوطنة وإصابة آخرين. فقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض الحصار المشدد على مدن وبلدات محافظة الخليل التي يقطنها أكثر من 900 ألف مواطن فلسطيني، فيما تستمر في إغلاق مداخل مدنها وبلداتها ومخيماتها وأغلب الطرق الواصلة فيما بينها بالسواتر الترابية والبوابات الحديدية والحواجز العسكرية الدائمة، وذلك مع ازدياد عمليات الدهم والتفتيش اليومية للمئات من منازل المواطنين، واعتقال العشرات منهم.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية، بأن قوات الاحتلال عزلت كلياَ بلدات الجنوب عن مدينة الخليل، ما اضطر المواطنين إلى سلك طرق التفافية، وأخرى ترابية وعرة، للوصول إلى أماكن عملهم. كما واصلت قوات الاحتلال اغلاق مداخل قرى مسافر يطا جنوبا، بالسواتر الترابية . كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دورا جنوبا فجرا، وداهمت منازل المواطنين، وأجرت تفتيشات في الأودية المحيطة في البلدة، وكثفت من تواجدها على مداخلها، واعدت أغلاق مدخل مدينة الخليل الشمالي بالمكعبات الإسمنتية.
الأسير كايد يدخل مرحلة حرجة، وتضامن من بقية الأسرى
وفي ملف الأسرى، أفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي نقلت الأسير بلال كايد، المضرب عن الطعام منذ ٣٣ يوماً، بصورة مفاجئة إلى مستشفى "برزلاي"، إثر تدهور حالته الصحية.
وحذرت "هيئة الأسرى" من خطورة الحالة الصحية للأسير كايد، الذي دخل مرحلة حرجة للغاية قد تؤدي إلى استشهاده، كما طالبت بضرورة التدخل العاجل من أجل الإفراج عنه بعدما أمضى أكثر من ١٤ عاماً في سجون الاحتلال.
وكان الأسير بلال كايد قد حوّل إلى الاعتقال الإداري بعد قضائه محكوميته البالغة ١٤ عاماً، وهو يخوض منذ شهر إضراباً مفتوحاً عن الطعام لإطلاق سراحه.
وقال رئيس الهيئة، عيسى قراقع، إن "كايد المضرب عن الطعام منذ 30 يوماً، دخل مرحلة خطر تهدد حياته، بعدما خسر نحو ٣٠ كيلوغراماً من وزنه". وأشار كذلك إلى أن كايد رفض عرضاً إسرائيلياً يقضي بإبعاده لمدة أربع سنوات إلى الأردن بعد انتهاء محكوميته.
من جهتها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ينتمي إليها كايد، أن أسراها في السجون الاسرائيلية، سيبدأون خوض الاضراب المفتوح عن الطعام بشكل تدريجي تضامناً مع الاسير بلال كايد. وقال عضو الجبهة نضال أبو عكر، إن أول دفعة من أسرى الجبهة لدى الاحتلال، بدأت اضراباً عن الطعام.
وأعلن بيان للجبهة أن الاسرى سينضمون إلى الاضراب على دفعات للضغط باتجاه الإفراج عن كايد، الذي بدأ اضرابه عن الطعام يدخل شهره الثاني. كما أعلن معتقلو سجن عوفر بفصائله كافة إضراباً عن الطعام، تضامناً مع الاسرى بلال كايد ومحمد ومحمود البلبول.
مقتل جنديين اسرائيليين في الجولان
وفي جبهة أخرى مع الكيان الصهيوني، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه أطلق صاروخين اثنين من طراز باتريوت على طائرة دون طيار يشتبه باجتيازها خط وقف إطلاق النار بالجولان. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إنه لا توجد تفاصيل حول الموضوع في الوقت الراهن.
وفي وقت سابق أوردت المراسلة في القدس بسماع صوت صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على أراضي الجولان السوري المحتل. ونقلت المراسلة، عن جيش الكيان الإسرائيلي، أن المنطقة الشمالية من الجولان تعرضت لإطلاق نار.
وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن في وقت سابق من الأحد، عن مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين جراء انفجار قنبلة يدوية في موقع عسكري بمنطقة جبل الشيخ في الجولان المحتل. وأوضحت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية، نقلا عن مصدر في الجيش، أن القنبلة انفجرت في يدي سائق عربة عسكرية مدرعة تابعة للكتيبة 601 من قوات الهندسة، كان ممسكا بها وهو يتحدث مع زملائه قرب نقطة مجدل شمس للتفتيش.