الوقت- مجدداً يعود النقاش في الساحة العالمية الى أحداث 11 سبتمبر الارهابية، و مدى علاقة السعوديین في هذه الهجمات، و نشرت صحف امریكية و بريطانية بارزة معلومات حول الدور السعودي في هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
نيويورك تايمز
و نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالاً سلط الضوء على انه "في شهر شباط فبراير عام 2004 استجوب محققان امریكيان المواطن السعودي المدعو "فهد الثميري" في الرياض، وذلك في اطار التحقيق حول اي دور محتمل للحكومة السعودية بهجمات الحادي عشر من سبتمبر."
وقال الثميري الذي كان امام مسجد و مسؤولاً في القنصلية السعودية بمدينة لوس انجلس الأمريكية بأنه "كان يزوره اثنان من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر هما "نواف الحزمي" و"خالد مدحر"،
و أضاف التقرير بأن "المحققين الامریكيين اعتقدوا بان ربط الثميري بالمخطط قد يشكل خطوة باتجاه تثبيت تواطؤ الحكومة السعودية بالهجمات."
و أكد التقرير الى ان "الثميري وطوال فترة التحقيق نفى اي علاقة له بالخاطفين الاثنين رغم ان المحققين عرضوا امامه سجلات لمكالمات هاتفية تناقض نفيه". و أشار التقرير الى ان "المحققين كتبوا تقريراً الى مديريهم أعربوا فيها عن اعتقادهم بان الثميري لم يكن يقول الحقيقة".
و أظهر المقال ان النواب و المسؤولين الأمريكيين الذين قرأوا تقرير لجنة الكونغرس الأمريكية المؤلفة صفحاتها من 28 صفحة، كشف ان "هؤلاء المسؤولين انما يعتبرون ان الاسئلة المطروحة حول دور الثميري هي الاكثر اثارة للاهتمام، اذ يعتقد البعض ان اي دور سعودي بهجمات الحادي عشر من سبتمبر جاء على الارجح عبر الثميري".
و نقل التقرير شكوك لامبرت الذي كان مسؤولا لمكتب التحقيقات الفدرالي الذي اجرى تحقيقاً حول الجهات التي كانت على اتصال بالحزمي والمدحر، و قال لامبرت انه "يشكك بان المساعدة التي قدمت للخاطفين الاثنين جاءت صدفة"، و أضاف "انه لا بد من وجود مخطط للاعتناء ورعاية الرجلين بعد وصولهما الاراضي الامريكية، و انهما كان يحتاجان المساعدة من اجل اخذ الاستعدادات لهجمات الحادي عشر من سبتمبر".
و أشار التقرير الى وثيقة مكتب التحقيقات الفدرالي، التي تعود الى عام 2012 بأنها "توصلت الى استنتاج ان الثميري كلف على الفور احد الأشخاص بالاعتناء بالحزمي والمدحر خلال تواجدهما في منطقة لوس انجلس، كما قال ان الخاطفين الاثنين التقيا المواطن السعودي المدعو عمر البيومي في احد المطاعم القريبة من المسجد في شهر شباط فبراير عام 2000، موضحاً مرة اخرى ان البيومي كان يتلقى راتباً من الحكومة السعودية من خلال الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية".
و أضاف التقرير ان "مكتب التحقيقات الفدرالي كان يعتقد بان البيومي اجتمع بالثميري بمسجد الملك فهد قبل ان يلتقي الخاطفين، وبالتالي تساءل المحققون عما اذا كان الثميري قد دبّر الاجتماع". و نبه التقرير الى ان "الثميري كان انذاك جزءا من شبكة من الممثلين عن وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في السعودية".
كما أشار التقرير الى ان "المحققين كتبوا بان الثميري بدا "مخادعاً" عندما استجوب حول الجهات التي كان على اتصال بها، خاصة البيومي، اذ نفى اي معرفة له بالأخير رغم سجلات الهاتف التي بينت حصول 21 مكالمة هاتفية بين الرجلين طوال فترة عامين".
الاندبندنت البريطانية
و في سياق متصل، كتب باتريك مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية اشار فيها الى انه "في عام 1996 انشات وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية وحدة خاصة تحت اسم محطة كلفت باستهداف اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة.
وأضاف ان "المدعو "Michael Scheuer" كان يدير هذه الوحدة وان الاخير وجد ان السعوديين لم يكونوا متعاونين، حيث قال بأنا طلبنا من السعوديين بعض المعلومات الاساسية حول بن لادن مثل وثيقة ولادته وسجلاته المالية، ولم نحصل على شيء".
و قال باتريك ان "وحدة الـ CIA استمرت بطلب هذه المعلومات من السعوديين على مدار ثلاثة اعوام (بين عامي 1996 و1999) دون ان تتلقى اي رد". و تأكيداً على كلامه استشهد الكاتب مرة أخرى ايضاً بما سبق وقاله “Scheuer” خلال احدى المقابلات من انه وفي عام 1999 "تلقينا رسالة من مدير وحدة "ال-CIA" في السعودية (آنذاك طبعاً) جون برينان"، حيث قال فيها الاخير "ان علينا الوقف عن ارسال هذه الطلبات لأنها تغضب السعوديين".
و في سياق أخر تحدث الكاتب عن دعوة الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الامريكية الى العمل العسكري الامريكي ضد الحكومة السورية، مؤكداً على ان الدعوة "ساذجة".
و أضاف ان "احتجاج هؤلاء المسؤولين على السياسة المعتمدة حيال سوريا يتجاهل المشكلة التي تتمثل بهيمنة "داعش" و"النصرة" و "احرار الشام" على المعارضة المسلحة في سوريا"، مؤكداً على انه "على هؤلاء ان يسلموا بان البديل الوحيد عن حكم الرئيس بشار الاسد هو حكم المتطرفين".